عادي

لندن وبروكسل تتوصلان إلى اتفاق بشأن «بروتوكول إيرلندا الشمالية»

19:49 مساء
قراءة 3 دقائق
2

لندن- أ.ف.ب

 

توصّل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الاثنين، إلى اتفاق يضع حداً لخلافهما في شأن عمليات المراقبة لمرحلة ما بعد «بريكست» في إيرلندا الشمالية. وأفادت وسائل إعلام بريطانية نقلاً عن مصدر حكومي بريطاني بالتوصل إلى تسوية لتعديل البروتوكول المتعلق بإيرلندا الشمالية، وهو ما أكّده لاحقاً مصدر أوروبي.
وجاء التوصل لاتفاق إثر لقاء استمر نحو ساعة بين رئيس الوزراء البريطاني ورئيسة المفوضية الأوروبية في ويندسور قرب لندن.
وبعد مفاوضات مضنية استمرت أشهراً، التقى سوناك وفون دير لايين في فندق في وينسدور لإجراء محادثات «نهائية» حول هذا الملف المتوتر الذي تحوّل إلى عامل خلاف شلّ المؤسسات في المقاطعة البريطانية وتسبب بتوتر في صفوف الغالبية المحافظة في لندن.
ويحكم بروتوكول إيرلندا الشمالية الموقّع في كانون الثاني/ يناير 2020 انتقال السلع بين هذا الإقليم البريطاني وبقية مناطق المملكة المتحدة. وإيرلندا الشمالية هي المنطقة البريطانية الوحيدة التي لها حدود برية مع الاتحاد الأوروبي.
ويفرض الاتفاق عمليات تدقيق جمركية بين الإقليم البريطاني وبقية أرجاء المملكة المتحدة عند وصول السلع إلى إيرلندا الشمالية.
وأراد هذا الاتفاق تجنب قيام حدود برية بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ما قد يضعف السلام المبرم عام 1998 بين الطرفين بعد أحداث دامية استمرت ثلاثة عقود.
لكنه أثار توترات بين الاتحاد الأوروبي ولندن وأصبح كذلك مشكلة داخلية لريشي سوناك الذي يواجه معارضة مؤيدي «بريكست» المتشددين والوحدويين في بلفاست. ويرفض الوحدويون أي تطبيق بحكم الأمر الواقع للقانون الأوروبي في الإقليم البريطاني ويعطلون عمل السلطة التنفيذية المحلية منذ سنة.

لقاء مع الملك

وقال فنسنت وارد وهو إيرلندي شمالي يبلغ (53 عاماً) من نيوري في جنوب شرق المقاطعة: «نحتاج إلى أن تعود الأمور إلى طبيعتها. علينا حل هذه المشكلة».
من جهته، قال جو أوهانلان (60 عاماً) الذي يعيش في هذه المدينة الحدودية مع إيرلندا:«يجب أن يعرف الناس ما ينتظرهم. لأن الوضع كما هو الآن دمر حياة الناس وتسبب بكثير من المشكلات».
ولتهدئة الوحدويين كانت لندن قد لوّحت في الربيع الماضي بتعديل أحادي للاتفاق، ما أثار غضب دبلن وبروكسل التي حذّرت حينها من طيف حرب تجارية.
والاتفاق الذي تم التوصل إليه، الاثنين، من شأنه أن يعيد الفتور إلى العلاقات التي توترت في السنوات الأخيرة بين الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي.
في الجانب البريطاني، لا يعني الاتفاق بالضرورة انتهاء التوترات. وقال زعيم الحزب الوحدوي الديمقراطي ديفري دونالدسون على «تويتر»: إن حزبه «سيأخذ وقته لدرس تفاصيل الاتفاق وتقييمه».
وبعد مؤتمره الصحفي مع فون دير لايين، سيعود سوناك إلى لندن لإطلاع النواب على نتيجة محادثاته. وسيبقى على سوناك مواجهة زملائه. فعلى صعيد هذا الملف يواجه معارضة قوية من برلمانيين محافظين ولا سيما سلفه بوريس جونسون الذي رفض البروتوكول في 2022 بعدما وقّعه قبل سنتين.
في الأثناء، ستلتقي فون دير لايين الملك تشارلز الثالث، في لقاء مرتقب وجّهت إليه انتقادات لا سيما لانخراط الملك في محادثات سياسية مثيرة للجدل إلى حد كبير. وقال قصر باكنغهام في بيان: «إن الملك سعيد بلقاء أي زعيم أجنبي إذا كان يزور المملكة المتحدة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2zu8nk9f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"