الشارقة: عثمان حسن
بحضور الشيخة حور القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون والشيخة نوار القاسمي مديرة المؤسسة، انطلقت صباح اليوم الخميس في قاعة إفريقيا بالشارقة فعاليات النسخة الخامسة عشرة من لقاء مارس التي تستمر حتى 12 من الشهر الحالي تحت عنوان «منظومة ما بعد الاستعمار: الفن والثقافة والسياسة بعد عام 1960»،.
وألقت الشيخة حور القاسمي كلمة بهذه المناسبة جاء فيها: «تأتي هذه الدورة تتويجاً لثلاث سنوات من اللقاءات التي أقيمت لمقاربة تصورات المفكر والقيم الراحل أوكوي إينوزور.. حول مفهوم «منظومة ما بعد الاستعمار»، وكجزء من العمل على صياغة البرامج والفعاليات المصاحبة لبينالي الشارقة 15: التاريخ حاضراً، تتناول هذه الدورة، مجموعة واسعة من الموضوعات الفنية والسياسية والثقافية.. التي تمتد على مدار أربعة أيام، وتستعرض تساؤلات انبثقت عبر سياقات ما بعد الاستعمار.. منذ فترة الستينيات وحتى وقتنا الحاضر».
وتابعت الشيخة حور القاسمي: «وانطلاقاً من كيفية إنتاج الفن وممارسته وسبل تلقيه حول العالم، تعاين هذه الدورة من اللقاء التقاطع الديناميكي للفن المعاصر والسياسات النيوليبرالية والحداثة العالمية، وذلك من خلال معالجة طيف واسع من القضايا، لاسيما تلك التي تناولها الفنانون المشاركون في البينالي».
ورحبت الشيخة حور القاسمي بالحضور الثري والمتنوع من الفنانين والخبراء والأكاديميين، وتقدمت بالشكر لمجموعة العمل الخاصة ببينالي الشارقة 15، والتي تضمنت كلاً من: الدكتور صلاح حسن، تشيكا أوكي-أجولو، أوتي ميتا باور، أكتافيو زايا، وطارق أبو الفتوح، وذلك على مساهماتهم الفارقة في برمجة هذا الحدَث.
- *جلستان
جال تيري سميث، وهو أستاذ فخري لتاريخ الفن في جامعة سيدني، وأستاذ في برنامج أندرو دبليو ميلون لتاريخ ونظرية الفن المعاصر في كلية تاريخ الفن والعمارة في جامعة بيتسبرغ، وهو أيضاً محرر كتاب «قارئ أوكوي إينوزور».. والذي جاء تكريماً للناقد والقيّم الراحل أوكوي إينوزور، جال في أفكار وكتب ومعارض أوكوي خلال الفترة الزاهية من نشاطه الثقافي والفني، وهي فترة حافلة شهدت الكثير من إسهاماته في مجالات الفنون في صلتها بالشتات الإفريقي، كما ركز على المفاصل المهمة في أعمال ومعارض وكتب أوكوي التي أحدثت تأثيراً مهماً في تجديد الخطاب الإفريقي المعاصر، ومن ذلك مساهمته في تبني نظرية ثقافية ترسم معالم خطاب ثقافي فني للشتات الإفريقي ما بعد الاستعمار.
أكد سميث أنه في ضوء رؤية أوكوي لما بعد الاستعمار، يجب توسيع مصفوفة الثقافة والهوية نحو أفق فكري أشمل للقضايا الثقافية والفنية والسياسية والاجتماعية التي تناولها وهو الذي كان راصداً حقيقياً لهذه الجوانب حتى أواخر القرن العشرين، لاسيما تلك الحركات الاجتماعية كحركة الحقوق المدنية، والحركة النسائية، وحماية البيئة. وبالنسبة لأوكوي، فقد مثلت فترة ما بعد الاستعمار موقفاً أخلاقياً يتصور عالماً خالياً من العنف، مصحوباً بقدر من العدل والحرية لكافة الشعوب المظلومة.
وتطرق سميث إلى حركة العولمة في ضوء تفكير أوكوي الذي كان يقول: «لا توجد نقاط أفضلية يمكن من خلالها مراقبة أي ثقافة لأن عمليات العولمة نفسها قد ألغت بشكل فعال المسافة الزمنية والمكانية التي كانت تفصل الثقافات سابقاً». وانتقد أوكوي محدودية الخيال الغربي وبروز العولمة باعتبارها أسلوباً وبنية نهائية في خدمة أدوات الرأسمالية المتقدمة والنيوليبرالية، وقد انحاز دائماً إلى الثقافة والفنون والمعركة الشرسة التي خاضتها خلال قرون من أجل الاستقلال عن جميع التأثيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
- *تحولات
كما ناقش المتحدثون هذه الأحداث التاريخية في صلتها بالممارسات الأدبية والجمالية والفنية في أواخر القرن العشرين في سياق ارتباطها بالحاضر.