عادي

مستثمرون يناشدون الحكومة الأمريكية التدخل بعد انهيار «اس في بي»

12:07 مساء
قراءة 3 دقائق
إعداد: خالد موسى
تطالب الأسماء الكبيرة في وادي السيليكون والقطاع المالي، الحكومة الفيدرالية علناً بالضغط على بنك آخر لتولي أصول والتزامات بنك «وادي السيليكون» بعد فشل المؤسسة المالية، الجمعة.
وستغطي المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC) ما يصل إلى 250 ألف دولار لكل مودع، وقد تكون قادرة على البدء في الدفع لهؤلاء المودعين في وقت مبكر من يوم الاثنين.
لكن الأغلبية العظمى من عملاء «اس في بي» كانوا من الشركات التي لديها أكثر من تلك المودعة في البنك. اعتباراً من ديسمبر/كانون الأول، كان أكثر من 95% من ودائع البنك غير مؤمنة، وفقاً للإيداعات التنظيمية. العديد من هؤلاء المودعين هم شركات ناشئة، ويشعر الكثيرون بالقلق من أنهم «لن يتمكنوا من تقديم كشوف المرتبات هذا الشهر، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى موجة واسعة من الإخفاقات والتسريحات في قطاع التكنولوجيا».
شعور بالقلق ومناشدة
ويشعر المستثمرون بالقلق من أن هذه الإخفاقات قد تقلل الثقة في القطاع المصرفي، وخاصة البنوك متوسطة الحجم التي تقل ودائعها عن 250 مليار دولار. ولا تعد هذه البنوك «أكبر من أن تفشل»، ولا يتعين عليها الخضوع لاختبارات ضغط منتظمة أو إجراءات صمام الأمان الأخرى التي تم إقرارها في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008.
ودعا ديفيد ساكس، صاحب رأس المال الاستثماري والرئيس التنفيذي السابق للتكنولوجيا، الحكومة الفيدرالية إلى دفع بنك آخر لشراء أصول «اس في بي»، وكتب على «تويتر»: «أين باول؟ أين هي يلين؟ أوقفوا هذه الأزمة الآن. أعلن أن جميع المودعين سيكونون بأمان. ضع «اس في بي» مع أفضل 4 بنوك. افعل ذلك قبل بدء يوم الاثنين، وإلا فستكون هناك عدوى وستنتشر الأزمة».
ووافق مارك سوستر على تغريدة ساكس، وقال في تغريدة: «أظن أن هذا هو ما يعملون عليه. أتوقع بيانات يوم الأحد. سوف نرى. أتمنى أن يكون ذلك أو يوم الاثنين قاسياً».
وقدم المستثمر بيل أكمان حجة مماثلة في تغريدة مطولة؛ حيث كتب: «ليس أمام الحكومة نحو 48 ساعة لإصلاح خطأ سيصبح قريباً لا رجوع فيه. بالسماح لـ «اس في بي» بالفشل من دون حماية جميع المودعين، استيقظ العالم على ما هي الوديعة غير المؤمنة، مطالبة غير مضمونة على بنك فاشل. غياب «سيتي» أو «جي بي مورغان»أو «بنك أوف أمريكا» عن الاستحواذ على «إس في بي» قبل الافتتاح يوم الاثنين، وهو احتمال أعتقد أنه غير مرجح، أو أن الحكومة لا تضمن جميع ودائع «اس في بي»، فإن صوت الامتصاص العملاق الذي ستسمعه سيكون بمنزلة سحب لجميع الودائع غير المؤمن عليهم من جميع البنوك باستثناء البنوك المهمة على مستوى النظام (SIBs)».
أزمة «اس في بي»
ومنذ تأسيسه قبل 40 عاماً تقريباً، أصبح بنك «اس في بي» محوراً للتمويل في قطاع التكنولوجيا، لا سيما للشركات الناشئة ورأس المال المغامر الذين يستثمرون فيها. واشتهر البنك بتوسيع الخدمات المصرفية إلى الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، والتي كانت ستكافح للحصول على الخدمات المصرفية في مكان آخر قبل توليد تدفق نقدي مستقر. لكن الشركة نفسها واجهت مشاكل في التدفق النقدي هذا العام؛ حيث جف تمويل الشركات الناشئة وحُجزت أصولها في سندات طويلة الأجل.
وفاجأت الشركة المستثمرين، الأربعاء، بأخبار أنها «بحاجة إلى جمع 2.25 مليار دولار لدعم ميزانيتها العمومية، وأنها باعت جميع سنداتها المتاحة للبيع بخسارة 1.8 مليار دولار». ولم تكن التطمينات من المديرين التنفيذيين للبنك كافية لوقف الانهيار، وسحب المودعون أكثر من 42 مليار دولار بحلول نهاية، الخميس، مما يشكل ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة.
وألقى الكثير في قطاع التكنولوجيا باللوم على الشركات الاستثمارية في تحفيزهم على الهروب، كما أخبر الكثيرون شركاتهم الاستثمارية بوضع أموالهم في أماكن أكثر أماناً بعد إعلان «اس في بي»، الأربعاء.
سخرية ومعارضة
ويستدعي المراقبون السخرية لأن بعض أصحاب رؤوس الأموال الذين يشتهرون بتوجهات السوق الحرة التحررية يطالبون الآن ببرنامج إنقاذ. على سبيل المثال، تضمنت ردود الفعل على تغريدة ساكس عبارات مثل «عفواً يا سيدي. فجأة الحكومة هي الجواب؟!؟»
و«نحن ـ الرأسماليين ـ نريد الاشتراكية!».
ويعارض بعض السياسيين أي خطة إنقاذ؛ حيث غرّد مات غايتس، النائب الجمهوري من فلوريدا: «إذا كان هناك أي جهد لاستخدام أموال دافعي الضرائب لإنقاذ بنك سيليكون فالي، يمكن للشعب الأمريكي الاعتماد على حقيقة أنني سأكون هناك في النضال ضدها».
لكن الممول ومدير اتصالات ترامب السابق أنتوني سكاراموتشي قال: «إن إنقاذ «اس في بي» ليس قراراً سياسياً. لا ترتكبوا خطأ ليمان. لا يتعلق الأمر بالأغنياء أو الفقراء ممن يستفيدون؛ بل يتعلق بوقف العدوى وحماية النظام. اجعل المودعين كاملين أو توقع الكثير من العواقب المأساوية غير المقصودة». (وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9ds855

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"