العين: منى البدوي
غرست عائلة راشد المهيري، حب القراءة والمعرفة والثقافة في نفسي طفليها الظبي وسعيد منذ نعومة أظافرهما، وجعلت الحوار جزءاً يومياً أساسياً في حياتهما، وهو ما كان نتاجه تسجيل الطفلين 3 أرقام قياسية في الموسوعة العالمية «غينيس»، حيث سجلت الرقم الأول والثاني الظبي البالغة من العمر 8 سنوات كأصغر ناشرة كتب باللغتين العربية والإنجليزية، وأصغر ناشرة لسلسلة كتب باللغتين العربية والإنجليزية، وسجل سعيد البالغ من العمر 4 سنوات رقماً قياسياً في الموسوعة العالمية نفسها باعتباره أصغر كاتب في العالم.
- حب القراءة والأدب يهزم زمن الألعاب التكنولوجية
- والدتهما: 7 آلاف كتاب في مكتبة أطفالي
وعن الطفلين العاشقين للقراءة والأدب والثقافة في زمن الألعاب التكنولوجية وبرامج وسائل التواصل الحديثة، وكيفية توفير بيئة جاذبة للقراءة وغيرها من التفاصيل المتعلقة برحلة تنشئتهما قالت والدتهما موزة الدرمكي، ربة منزل: بدأت أقرأ لطفلتي الأولى الظبي الكتب باللغتين العربية والإنجليزية وهي في عمر الستة أشهر، وكنت على يقين بأنني أغرس فيها حب القراءة وما شجعني أنني كنت ألاحظ تعبيرات وجهها التي توحي باستيعابها لنطق الحروف وهو ما شجعني على المواصلة.
وأضافت: بعد فترة بدأت الظبي تنطق الحروف وتحاول تجميعها في كلمات إلى أن بدأت تتقن القراءة والكتابة بشكل بسيط في عمر الثالثة، وهنا بدأت الظبي تتعلق أكثر بالقراءة وهو ما حرصت على تغذيته في نفسها، حيث أحرص يومياً على تخصيص وقت قبل النوم لقراء كتاب من اختيار كل منهما بحسب اهتماماتهما، مشيرة إلى أن عدد الكتب في مكتبتها وهي في سن السادسة بلغ 1200 كتاب وحالياً وصل العدد إلى 7000 كتاب.
وأشارت إلى أن الظبي، أصدرت كتابها الأول بعنوان «كانت لدي فكرة» ويروي قصة إنشائها مكتبة ودار نشر «رينبو جمني» وهي في عمر سبع سنوات لتدخل الموسوعة العالمية كأصغر ناشرة لكتاب باللغتين العربية والإنجليزية، وأصدرت بعده كتاب «هنا كانت البداية» والذي تروي من خلاله مشوارها في إنشاء مكتبتها وداراً للنشر لتدخل الموسوعة العالمية مرة أخرى كأصغر ناشرة لسلسلة كتب بلغتين.
وقالت الدرمكي إن الظبي تسعى جاهدة إلى نشر ثقافة القراءة في أي محيط توجد فيه سواء الأسرة أو الأصدقاء وهو ما دفعها لإطلاق مبادرة فريدة من نوعها على المستويين المحلي والدولي بعنوان «كتب من الأطفال إلى الأطفال» تهدف إلى تشجيع الأطفال على الكتابة والتأليف باللغة العربية أو الإنجليزية وجعل الكتابة والقراءة أسلوب حياة ومساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وأحلامهم وتطلعاتهم من خلال قصص من نتاج الطفل نفسه سواء الكتابة أوالرسم وأيضاً الناشر والقارئ.
وأضافت أن المكتبة ودار النشر التي لدى الظبي مخصصة فقط للأطفال من عمر أشهر إلى 13 سنة وتتضمن كتباً للأطفال من فئة التوحد وأيضاً كتباً بلغة «برايل» مخصصة للمكفوفين، ونتواصل حالياً مع 15 دار نشر عالمية لاستيراد الكتب منهم مباشرة مؤكدة أنها ووالديهما يسعيان إلى غرس الاستمرار في نشر العلم والمعرفة وثقافة القراءة ليس فقط لدى أبنائهما وإنما أيضاً الأجيال القادمة.
- تعاون وتنافس
أما سعيد ذو الأربع سنوات والذي قام بتأليف كتاب «الفيل سعيد والدب» فسجل رقماً قياسياً في موسوعة «غينيس» كأصغر كاتب في العالم، وتقول والدته إنه تأثر إلى حد كبير بشقيقته حتى أنه تولد لديهما تنافس شريف وفي نفس الوقت تعاون القراءة واختيار الكتب.
وأشارت الأم إلى التعاون بينها وبين معلمة سعيد في المدرسة وتعاونهما من أجل تنمية مهاراته، حيث إنه يمتلك قدرة على الحوار وخيال واسع وهو ما ساعده على تأليف كتاب وهو في هذا العمر، لافتة إلى أنها لم تقم بتوجيه الطفل نحو تأليف كتاب وإنما تحرص مع والده على تغذية العناصر والجوانب التي تؤدي إلى بناء كاتب، حيث إن الفكرة تولدت لديه فجأة خلال جلسة أسرية وقام بطرحها على والديه وهو ما قابلاه بالتشجيع.
وفي ختام حديثها، قالت الدرمكي إن الحوار من أهم العناصر التي تبني الشخصية وتكون شخصية وثقافة وفكر الأطفال ومن ثم غرس المسؤولية لديهم وتعويدهم على تحمل المسؤولية، مشيرة إلى أن القراءة عنصر أساسي لغذاء العقل والروح، وعلى الرغم من توفر كافة وسائل التكنولوجيا فإنه لا يتم استخدامها بشكل عشوائي، مع الحرص على ملء الوقت بالقراءة والحوار وممارسة الهوايات المختلفة، واستخدام التقنيات الحديثة فقط عند الحاجة إليها مع الأخذ في الاعتبار توعية الأبناء في حال سوء الاستخدام، وأيضاً توجيههم نحو البرامج التي يمكن استخدامها والتي تلبي حاجتهم المعرفية والثقافية وتنمي مهاراتهم القرائية والعلمية.
