عادي

في سبيل فلسطين... مبارك بن سيف الناخي (1-3)

23:06 مساء
قراءة دقيقتين
1

بقلم: عبدالغفار حسين

تفاعَل الإماراتيون -والخليجيون بصفة عامة- مع المأساة التي تعرّض لها إخواننا في فلسطين نتيجةً للمؤامرات التي تُحاك منذ الأربعينات من القرن العشرين ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، وكان للخليجيين مواقفُ إيجابية ومشارَكة فعّالة.

وفي هذه الكلمة التي نسجلها هنا عن خطبة ألقاها أحد وجهاء الشارقة، الشيخ مبارك سيف الناخي، في أحد جوامع الشارقة، وقد نُشرت في مجلة «الفتح» في رجب 1358ه، الموافق أغسطس 1939م، خير دليل على هذا التفاعل والتعاطف مع هذه المأساة.

1

«أيها المسلمون، قال ربكم عز وجل: {إنما المؤمنون إخوة}، وقال نبيكم عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وقال: «المسلمون كرجل واحد؛ إن اشتكى عينه اشتكى كله»، وقال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه»، وقال: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم».

وممن يجب الاهتمام بهم اليوم إخواننا عرب فلسطين الذين منذ أُصيبوا بالاستعمار وابتُلوا بالصهيونية وهم في عذاب أليم وشقاء مقيم.

أيها المسلمون،

لا يوجد اليوم في الدنيا مصابونا

أحق بالعطف من جرحى فلسطينا

صرعى التعدي ضحايا الظلم ما برحوا

لكل أمر يناجي مستعدينا

قوم أبوا أن يضيع الحق فاندفعوا

بخيرِ ما ملكوا عنه يحامونا

قوم أُحيط بهم في عقر دارهم

من لامهم سمّه إن شئت مجنونا

قوم أهينوا فذادوا عن كرامتهم

وهل رأيت أبياً يقبل الهونا

أيها المسلمون،

إن مسألة فلسطين تهمّ المسلمين كافةً في مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف مللهم ونِِحلهم، وتباين أصولهم وعناصرهم، لا فرق بين عربي وهندي وفارسي، ولا بين تركي وصيني وجاوي.

الكل في المسجد الأقصى سواسية مصر تشاطر فيه الهند والصينا

فهم يحاولون الاستيلاء على مكان البراق الشريف وانتزاعه من أيدي المسلمين، وهو وقْف إسلامي منذ سنة 666 مِن وقْف الملك الأفضل، أكبر أنجال صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله، وهو جزء من المسجد الأقصى لا يتجزأ ولو كره المستعمرون، وإذا تمَّ لهم ذلك فسيحاولون الاستيلاء لا قدّر الله على المسجد الأقصى نفسه؛ ثالث الحرمين وأولى القبلتين، هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى يسعون في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، وذلك بقوة الإنجليز، ومدافعهم، ورشاشاتهم، ودباباتهم، وطياراتهم، ولولا وجود هذه القوات الجهنمية والآلات النارية لَمَا رَسَخت لهم بها قدم، تحقيقاً لوعد بلفور المشؤوم الصادر في 2 نوفمبر 1917.

بلفور بالوطن القومي أطمعهم بوعد بلفور صار الكل مفتونا

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3d9ftzvh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"