عادي

«فيتش» تُحذر من أكبر نقص بإمدادات الأرز عالمياً منذ 20 عاماً في 2023

15:37 مساء
قراءة 4 دقائق
مزارع يعرض حبوب أرز بعد حصادها من حقل في محافظة الشرقية شمال شرقي القاهرة (رويترز)
إعداد: خنساء الزبير
يتراجع إنتاج الأرز رافعاً بذلك الأسعار لأكثر من 3.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، لا سيما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تستهلك 90% من الأرز في العالم.
وبحسب ما جاء عن «فيتش سوليوشنز» فإن سوقه العالمي يتجه لأكبر نقص منذ عقدين في عام 2023.
وذكر التقرير الصادر في 4 إبريل/نيسان أن «أسعار الأرز من المتوقع أن تظل بالقرب من المستويات المرتفعة الحالية حتى عام 2024».
وتوقع التقرير أن «يصل النقص العالمي لعام 2022 /2023 إلى 8.7 مليون طن». وذلك يمثل أكبر نقص عالمي في الأرز منذ 2003/2004 عندما شهدت أسواق الأرز العالمية نقصاً قدره 18.6 مليون طن.
وذكر محللون لشبكة «سي إن بي سي»: «إن نقصاً بهذا الحجم لواحد من أكثر الحبوب زراعة في العالم، سيتضرر منه المستوردون الرئيسيون».
وبلغ متوسط سعر الأرز 17.30 دولار للقنطار الواحد خلال عام 2023 حتى الآن، وسوف يتراجع فقط إلى 14.50 دولار للقنطار الواحد في عام 2024، وفقاً للتقرير.
ونظراً لأن الأرز هو السلعة الغذائية الأساسية في العديد من الأسواق في آسيا، فإن الأسعار هي المحدد الرئيسي لتضخم أسعار الغذاء والأمن الغذائي، لا سيما بالنسبة للأسر الأشد فقراً.
عوامل معاكسة
وهناك نقص في المعروض من الأرز نتيجة الحرب المستمرة في أوكرانيا، فضلاً عن سوء الأحوال الجوية في الاقتصادات المنتجة للأرز مثل الصين وباكستان.
وفي النصف الثاني من العام الماضي، تعرضت مساحات من الأراضي الزراعية في الصين (أكبر منتج للأرز في العالم)، بأمطار موسمية صيفية غزيرة وفيضانات.
وكان معدل هطول «الأمطار التراكمية» في مقاطعتي جوانجشي وغوانغدونغ (المركزين الرئيسيين لإنتاج الأرز في الصين)، ثاني أعلى معدل له منذ 20 عاماً على الأقل، وفقاً لشركة التحليلات الزراعية «غرو إنتليجنس».
وبالمثل، فإن باكستان التي تمثل 7.6% من تجارة الأرز العالمية، شهدت انخفاضاً في الإنتاج السنوي بنسبة 31% على أساس سنوي بسبب الفيضانات الشديدة العام الماضي، حسبما قالت وزارة الزراعة الأمريكية، واصفة التأثير بأنه «أسوأ مما كانت عليه التوقعات في البداية».
التدهور في محصول الصين
وهذا النقص يرجع جزئياً إلى التدهور السنوي في محصول البر الرئيسي الصيني بسبب الحرارة الشديدة والجفاف، فضلاً عن تأثير الفيضانات الشديدة في باكستان. ومن المعروف أن الأرز محصول ضعيف التحمل.
وإضافة إلى مشاكل شح المعروض فقد أصبح الأرز بديلاً تزداد جاذبيته، بعد ارتفاع أسعار الحبوب الرئيسية الأخرى منذ الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، فأدى جعل الأرز محصول بديل إلى زيادة الطلب عليه.
ويرى أوسكار تجاكرا، كبير المحللين في بنك الغذاء والزراعة العالمي «رابوبانك»: «إن انخفاض إنتاج الأرز على أساس سنوي في دول أخرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد أسهم أيضاً في نقص الإمداد».
وقالت لشبكة «سي ان بي سي»: «إن نقص إنتاج الأرز عالمياً سيزيد من كلفة استيراده، من قبل كبار مستورديه مثل إندونيسيا والفلبين وماليزيا والدول الإفريقية، في عام 2023».
سحب المخزون المحلي
ونتيجة النقص العالمي ستضطر العديد من الدول أيضاً إلى سحب مخزونها المحلي، وأكثر البلدان تضرراً من العجز ستكون تلك التي تعاني بالفعل ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية المحلية مثل باكستان وتركيا وسوريا وبعض الدول الإفريقية.
كما أن سوق تصدير الأرز العالمي، الذي عادة ما يكون أكثر تأثراً من أسواق الحبوب الرئيسية الأخرى، تأثر بالقيود المفروضة على الصادرات الهندية، حيث حظرت البلاد صادرات «الأرز المكسور» في سبتمبر/أيلول، وهي خطوة شكلت المحرك الرئيسي لسعر الأرز.
أزمة مؤقتة
وعلى الرغم من ذلك، وربما في وقت قريب، قد يصبح النقص شيئاً من الماضي لأن «فيتش سوليوشنز» تقدر أن سوق الأرز العالمي سيعود إلى وضع شبه متوازن في 2023 /24.
وربما ينتج من ذلك، انخفاض العقود الآجلة للأرز على أساس سنوي إلى أقل من مستواها في عام 2022، لكنها تظل مرتفعة عند أكثر من الثلث فوق متوسط قيمتها قبل كوفيد (2015-2019)، وذلك يعود جزئياً إلى تجديد المخزونات بعد فترة تراجع واسعة النطاق.
ومما يراه الخبراء أيضاً أن سوق الأرز سيعود إلى الفائض في 2024 /25 ثم يواصل التراجع على المدى المتوسط.
وتتوقع وكالة «فيتش» كذلك أن أسعار الأرز ربما تنخفض بنسبة 10% تقريباً لتصل إلى 15.50 دولار للقنطار في عام 2024.
انتعاش قوي
وجاء في تقرير «فيتش»: «من وجهة نظرنا أن الإنتاج العالمي للأرز سيحقق انتعاشاً قوياً في 2023 /24، ونتوقع أن يرتفع إجمالي الإنتاج بنسبة 2.5% على أساس سنوي»، معلقة الأمر على كون الهند المحرك الرئيسي لإنتاج الأرز العالمي خلال السنوات الخمس المقبلة.
ومع كل هذا، يظل إنتاجه المحصول رهيناً لأحوال الطقس. ففي حين أن إدارة الأرصاد الجوية الهندية تتوقع أن تستقبل البلاد الأمطار الموسمية الاعتيادية، إلا أن التنبؤات بالحرارة الشديدة وموجات الحرارة خلال الربعين الثاني والثالث من عام 2023، لا تزال تشكل تهديداً لمحصول القمح في الهند.
ولا تُستثنى من ذلك الدول الأخرى لأن الصين، وهي أكبر منتج للأرز والقمح في العالم، تشهد حالياً أعلى مستوى من الجفاف في مناطق زراعة الأرز منذ أكثر من عقدين.
كما أن الدول الأوروبية الرئيسية التي تزرع الأرز، مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، تعاني أيضاً أعلى مستوى للجفاف منذ 20 عاماً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdcpjxk3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"