هويتنا الوطنية في الصدارة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في الصدارة بقيت دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤشر قوة أداء الهوية الإعلامية الوطنية والقيمة الاقتصادية- حسب مؤشر براند فاينانس- لتتربع على قائمة الدول في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وتحل في المركز العاشر عالمياً بقيمة اقتصادية بلغت ٧٥٩ مليار دولار وتفوق بمعدل بلغ ٨٣.٥ في المؤشر. فما هي محاور هذا المؤشر وكيف تمكنت الإمارات من تحقيق هذا التفوق؟
بدأت رحلة الهوية الإعلامية لدولة الإمارات عام ٢٠١٩ كمهمة وطنية لتصميم الهوية الإعلامية نفذها ٤٩ مبدعاً وملهماً إماراتياً، لتحقيق أهداف رئيسية منها: تسليط الضوء على مقومات الدولة وترسيخ صورتها الإيجابية في الذهنية العربية والعالمية، وتجلى ذلك في تنفيذها استراتيجيات عدة لضمان صناعة مستدامة للسمعة الدولية، محققة أداء متميزاً مدعوماً بالاستثمار في الرأس المال البشري، والبنى التحتية والتكنولوجيا، وذلك لضمان تحقيق جودة عالية في الخدمات المقدمة، كما أن السياسات التي نفذتها الدولة لتشجيع الابتكار والإبداع في الصناعات المختلفة ومن بينها الإعلامية، دعم البحث والتطوير لإنشاء محتوى مبتكر وتعزيز الهوية الإعلامية، إضافة إلى تنفيذ تدابير حماية حقوق الملكية الفكرية وحرية التعبير، رسخت هذه المكانة الاستثنائية.
إن إحدى أهم أدوات صناعة الهوية الإعلامية هي السرد القصصي، فالقصة التي ترويها هوية الإمارات الوطنية في كل المحافل والأحداث والمشاريع، هي تلك المعبرة عن الدور المحوري الذي تلعبه الدولة كمحطة التقاء عالمية، وبوابة رئيسية للمنطقة والعالم، أما الكلمات المفتاحية الرئيسية فهي: ملتقى العالم، أرض الفرص، مركز تجاري عالمي، رؤية استشرافية، ثقافة الابتكار، ثقافة اللامستحيل، السعادة منظومة عمل، منارة أمل، التسامح والانفتاح وقيم العطاء. القوة الناعمة هي أداة أخرى محورية في أداء هويات الأمم، وقد أثبتت دولة الإمارات وفي مواقف عدة على صعد إقليمية ودولية، قدرتها على التأثير في التفضيلات والسلوكيات في الساحة الدولية، من خلال أدوات الدبلوماسية الثقافية، والقوة الناعمة، كما أنها إحدى الدول التي تمتلك تصورات رائدة تجاه التأثير العالمي، والتجارة الدولية، واجتذاب الاستثمارات الأجنبية.
إن تجربة علامة الإمارات الرائدة تستحق التأمل بغرض استثمار الدروس المستفادة لما هو في صالح المؤسسات المختلفة من خلال محاور أهمها: الاهتمام ببناء هوية مؤسسية ناجحة تعكس رؤية وأهداف المنظومة وتتماشى مع السياق العام لتوجه الدولة، والاستثمار في فروع التسويق المختلفة، وعلى وجه الخصوص الرقمية منها، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، كأحد عوامل تحقيق استدامة الأعمال، وتصميم تجارب عملاء استثنائية عبر كل نقاط الاتصال، بما في ذلك تطوير فهم لاحتياجات العملاء وتفضيلاتهم، وأخيراً تفعيل نمط من المشاركة والتعاون بين المؤسسات المختلفة، دعماً لفكر التكامل الذي يصب في صالح السمعة العامة للبلد.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ypxwjykr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"