عادي
مؤكداً ل الخليج: «ما يضيع بوجهك شيء يالإمارات»

سنان الأوسي: استقبال رئيس الدولة وسام وشرف كبير

01:51 صباحا
قراءة 3 دقائق
خلال الاعتناء بالأشجار
جانب من الزراعة
أشجار ذات مناظر طبيعية زرعها الأوسي

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

«ما يضيع بوجهك شيء يالإمارات»، هكذا خاطبنا المهندس العراقي سنان الأوسي، المقيم في دولة الإمارات، تحديداً العاصمة أبوظبي، عقب استقبال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، له في قصر البحر في أبوظبي، أمس الأول الثلاثاء، في ضوء مبادرته الشخصية بزراعة الأشجار والاعتناء بها في أحد شوارع أبوظبي، تعبيراً عن محبته ومسؤوليته تجاه المجتمع، وتشجيعاً على استدامة الموارد.

وقال الأوسي خلال حواره مع «الخليج»: «استقبال صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، لي وسام على صدري وشرف كبير، لا يمكن أن يلخص في سطور، حيث شعرت بسعادة غامرة، بتكريم سموّه، وتشجيع المبادرات الشخصية المجتمعية التي تعزز ثقافة الحفاظ على الموارد واستدامتها، وروح المسؤولية تجاه المجتمع». مشيراً إلى أنه تلقى دعوة لقصر البحر لمقابلة سموّه، حيث شعر بتكليل الجهود والتقدير، وخليط من المشاعر التي لا يمكن أن توصف.

وأشار إلى أن مبادرته بزرع الأشجار والاعتناء بها، أقل واجب لردّ الجميل لدولة الإمارات، وطنه الثاني، الذي استضافه واحتضنه وأفراد أسرته منذ 24 عاماً متواصلة، من دون أن يشعر بأنه مقيم، حيث يعامل كأحد أبناء الدولة، وينعم بالخير ويتمتع بالأمن والأمان، وخير دليل على ذلك اهتمام صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، بمبادرته، والاستقبال الذي لا يقدر بثمن.

وأوضح أن مبادرته تضمنت زراعة 239 شجرة، على مسافة 500 متر، في محيط منزله بشارع الشيخ راشد بن سعيد، والمعروف ب«شارع المطار»، منها 105 أشجار جوز هند، و104 بلومريا المقاومة للأمراض، ذات الألوان الخلّابة والرائحة العطرة، فضلاً عن 30 شجرة أمام بنايته من أنواع مختلفة منها «ملكة النهار»، و«ياسمين تايلندي». مشيراً إلى أنه لا يمكن تقدير كلفة المبادرة حيث هناك أشجار اشتراها بمئات الدراهم، وحالياً تقدر بالآلاف.

وذكر أن العناية بالأشجار تستغرق ساعتين يومياً، الأولى صباحاً قبل الذهاب إلى العمل، والثانية بعد العصر، بعد الانتهاء من العمل، فضلاً عن الشغل الرئيسي الذي يحتاج إلى مجهود عصبي، ويخصص له يوم الجمعة، من بعد صلاة الفجر، حتى قبل صلاة الجمعة، واستمرت المبادرة على مرحلتين، الأولى بدأت عام 2005 حتى 2012، ثم توقفت لأسباب تتعلق بالسكن ومقر العمل، والثانية بدأت من عام 2017 وحتى الآن.

وعن اختياره لشجرة جوز الهند بالتحديد، لفت إلى أنها لا تحتاج إلى جهد كبير في رعايتها، حيث تنظف نفسها بنفسها طبيعياً، من دون الحاجة للتدخل، إلا للري وإزالة الأوراق المتساقطة. فيما يحتاج النخيل على سبيل المثال للتنظيف 4 مرات سنوياً، فضلاً عن التلقيح وقطف الثمار.

وسرد قصة بداية المبادرة التي بدأت عندما كان هناك عمال من دائرة البلديات والنقل يجرون أعمال صيانة في محيط منزله، حيث تحدث مع المهندس المشرف، وطلب منه السماح له بالزراعة في محيط المنزل بموافقة من البلدية.

وفي اليوم التالي أخبره المهندس أن الزراعة مسموح بها في تلك المساحات، ومن هنا بدأت المبادرة، حيث كانت المياه متوافرة، وموافقة البلدية ساعدته على مدّ أنابيب بلاستيكية للري والتنقيط، ومدّها على مسافة 500 متر، لتغطية مساحة زراعة الأشجار كاملة.

وأكد أنه زرع تلك الأشجار بدافع إنساني وبيئي تماماً، حيث إنه إنسانياً يستفيد المارّة والسكان من ظل الأشجار، خاصة خلال أشهر الصيف والحرارة المرتفعة، خاصة في الصباح، فضلاً عن المناظر الطبيعية الخلّابة والروائح العطرة، ومن الجانب البيئي تسهم في الحفاظ على الاستدامة.

وقال إن عمره 62 عاماً، وتخرج في جامعة بغداد قسم الهندسة الميدانية دفعة 1983، ويتخذ الزراعة هواية منذ الصغر، عادة متوارثة عن المغفور له والده، الذي اعتاد اصطحابه بعمليات التشجير في العراق، حيث كان يعمل بالتنسيق مع محافظ بغداد، عبر تمشيط الأشجار وكتابة تقارير تفيدهم في آلية العمل، كمبادرة شخصية إنسانية،

وذكر أنه يقيم في العاصمة أبوظبي مع أسرته المكونة من زوجته وابنه وثلاث بنات، حصلت إحداهنّ على بكالوريوس الهندسة المدنية، والثانية بكالوريوس في الهندسة المعمارية، والثالثة خريجة طب أسنان، فيما يدرس ابنه طب أسنان بإمارة رأس الخيمة.

ولفت إلى أنه جاء إلى الإمارات تحديداً العاصمة أبوظبي، عام 1999، وتنقل منذ ذلك الحين في عدد من شركات القطاع الخاص مهندس استشاري طرق وجسور، وعمل على مشاريع كبيرة، منها جسر الشيخ زايد في أبوظبي، وجسر سويحان وجسر المرفأ، فضلاً عن أعمال الصيانة لكثير من الجسور داخل جزيرة أبوظبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4r84pr48

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"