عادي

عائلة كولومبية تستضيف حيوانات الغابات المتضررة في منزلها

19:51 مساء
قراءة 3 دقائق
الغابات الكولومبية

(أ ف ب)

يتشارك اثنان من الكوغر حديثي الولادة وحيوان من قوارض النيص غرفة داخل منزل عائلة زاباتا التي أحجمت قبل نحو عشر سنوات عن تربية المواشي، واستبدلتها بالاعتناء بحيوانات الأدغال الكولومبية التي تدفع فاتورة باهظة جراء إزالة الغابات.

في حديث إلى فرانس برس، تقول دورا سانشيز التي تدير مع زوجها وابنتهما محمية نوبانا في مقاطعة غوافياري في جنوب كولومبيا «عندما وصلنا إلى المحمية لم تكن هناك دودة واحدة، كانت التربة مضغوطة».

وتتابع مهندسة الزراعة المتخصصة في الأحراج والبالغة 48 عاماً «بدأت في إجراء اختبارات واعتماد أنظمة زراعية، وبدأنا نرى تغييرات في الغابة وعودة الحياة البرية»، مضيفة «أدركت عائلتي تدريجياً أن ما اعتمدناه جيد».

وفي العام 2012، تخلّت العائلة نهائياً عن تقليد تربية المواشي في المنطقة والذي تطلب قطع غابات لتحويلها إلى مراعٍ. وكان معظم الوافدين الجدد إلى القطاع عام 1997، يمارسون تربية المواشي أو زراعة أوراق الكوكا، وهي مادة خام يُصنع منها الكوكايين وتُعد كولومبيا أكبر منتج لها في العالم. وفي الممارستين، كانت الغابة هي الضحية.

ضحايا جانبيون

وتعمل العائلة راهناً مع الحكومة المحلية لإنعاش الحياة البرية. ويتلقى نحو ستين حيواناً من أنواع مختلفة كالأرماديلو والأصلوت والكوغر والنيص، رعاية في المحمية.

واستُقدمت الحيوانات من أشخاص كانوا يربّونها أو على وشك بيعها. وتمثل حيوانات أخرى كالكوغر الصغير ضحايا جانبيين لإزالة الغابات في مقاطعة خسرت 25 ألف هكتار من الغابات في العام 2021.

وتؤكد ربة الأسرة التي أعادت زراعة الأشجار تدريجياً أنّ «هذه المزرعة كانت مخصصة لتربية المواشي، ومن بين 56 هكتاراً يشكل 12 منها فقط غابات جرى استغلالها. قلنا لأنفسنا أخيراً لنتوقف عن تربية المواشي! ونختر الغابة والأشجار»، وتغطي الغابة اليوم 40 هكتاراً من مساحة المحمية التي تشهد زيارات سياحية. ويقدم البعض على تبنّي حيوانات ويساهمون تالياً في رعايتها.

وتبدي سامانتا زاباتا، وهي كريمة الزوجين، سعادة وحزناً في الوقت نفسه وهي تُطعم بزجاجة حيوان كوغر يبلغ أسبوعين، وتقول طالبة الهندسة الزراعية البالغة 23 عاماً: إن الحيوانات لطيفة لكنّها حزينة أيضاً لأن أمها قُتلت.

العيش داخل قفص

يمكن حمل الصغيرين في يد واحدة ولكن في غضون بضعة أشهر عندما يخسران البقع على فرائهما، سيصبحان ثاني أكبر نوع من فصيلة السنوريات في الأمريكتين بعد الجكوار.

وعلى غرار معظم الحيوانات في المحمية، تم إنقاذهما من هيئة التنمية المستدامة في شمال الأمازون وشرقه، وهي هيئة بيئية محلية.

ويقول البيطري أدولفو برافو إنّ امرأة من بلدية كالامار على بعد حوالي 80 كيلومتراً، عثرت عليهما في الغابة «مع الحبل السري فيما كانت عيونهما مغلقة ومغطيان بالنمل وأوراق يابسة». يقول: نعتقد أنّ الأم نفقت نتيجة الصيد الجائر.

وتندد دورا سانشيز بإزالة الغابات، وتقول«بدأ الناس في توسيع المساحات الزراعية وغزو موائل السنوريات، في بعض المناطق، جرى التخلي عن الحيوانات كما لو كانت تعيش على جزر. فماذا يفعل السنوري؟ يصطاد ثم يُقتَل».

وتقول زاباتا: في الوقت الراهن، يتغذى صغيرا الكوغر على تركيبة قريبة من حليب الثدي. وبعد قرابة الأربعة أو الخمسة أشهر سنبدأ بإطعامهما لحوماً وفرائس حية حتى يتعلّما الصيد. مبدية أملها في ألّا يُقرّر أن يعيشا داخل أقفاص.

أما والدها هيكتور زاباتا (57 عاماً) فيعتبر أنّ القدرة على توجيههما تدريجياً نحو إطلاقهما قريباً أو مستقبلاً، تمثل أحد أصعب التحديات التي يتعيّن علينا مواجهتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p93n6ct

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"