المسؤولية المجتمعية.. تنمية مدى الحياة

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

إن الاهتمام بالمسؤولية المجتمعية يسهم في رفع القيم الإنسانية ويعزز من صور التلاحم الوطني والمجتمعي ويطور من سلوك الأفراد وينمي مداركهم ومهارات التواصل الفعال لديهم، ويعكس أدوارهم في تحقيق النهضة والتنمية المستدامة. ولعل أبرز ما يميز مجتمع الإمارات هو صناعة الأمل والعطاء والإيثار والإحسان والتعاون والعمل المشترك من خلال المبادرات والمشاريع الإنسانية والبيئية والمعرفية التي انطلقت من دار زايد لتمتد إلى العالم وتؤكد أن هذا الفكر الحضاري متأصل من جيل إلى جيل.
تهدف المسؤولية المجتمعية إلى الحفاظ على التماسك الأسري وتنشئة جيل مسؤول، محب للتعايش بتسامح، ومدرك لأهمية التواصل الحضاري والإنساني في كل الظروف، وتجسد مفهوم التكامل بين الحكومة وأفراد المجتمع وبين الجهات الحكومية والخاصة والنفع العام، لتبرز القصص الإنسانية التي تحافظ على الموارد الطبيعية وتوفر الرفاه وجودة الحياة، كما أنها تسهم في الحد من الظواهر السلبية التي قد تؤثر في استقرار أفراد المجتمع.
 وقد تفردت دولة الإمارات بإطلاق مبادرات مجتمعية وإنسانية عالمية لتؤكد التزامها الدولي ومواصلة مسيرة الآباء المؤسسين في حفظ التنمية البشرية المستدامة من خلال المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومكافحة الأمراض والأوبئة وتقديم الرعاية الصحية، مثل حملتها للحد من شلل الأطفال، وتوفير الدعم الطبي الكامل للمستحقين خلال جائحة «كوفيد 19»، ونشر التعليم والمعرفة بين شعوب العالم وتشجيع الأطفال وقادة المستقبل على القراءة واستخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة والاستفادة من علوم اقتصاد المعرفة لمحاكاة المستقبل، والأمن الغذائي والمائي والبيئي والتفاعل مع جميع البرامج والمبادرات المبتكرة لمستقبل أكثر إشراقاً.
 وقد نظمت الجهات المعنية عملية المشاركة والتطوع من خلال القوانين والتشريعات والسياسات التي تبيّن حقوق وواجبات المساهمين والمتبرعين والمتطوعين والمؤسسات الرسمية التي يستطيع الفرد الانضمام إليها واختيار ما يناسبه، فبات بمقدوره المساهمة والمشاركة في الأنشطة المجتمعية المختلفة من خلال التطوع حضورياً، أو عن بعد، وعن طريق تقنيات الاتصال المرئي، ما يشجع الجميع على المشاركة الفعالة في كل وقت وزمان.
ويبقى على الإعلام دور مساند في تعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية من خلال إنتاج ونشر المواد الإعلامية والتوعوية للمبادرات والمشاريع والأهداف المتحققة على الفرد والمجتمع، وإبراز الملهمين الإماراتيين ورواية قصص نجاحهم، محلياً ودولياً، والإعلان عن الفرص التطوعية وتوحيد الجهود والعمل مع المؤثرين على إبراز جهود دولة الإمارات في المسؤولية المجتمعية، محلياً ودولياً، ودورها في نشر التعايش والسلام والعطاء، فالمسؤولية المجتمعية تنمية مدى الحياة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3b7vjebm

عن الكاتب

إعلامية إماراتية وكاتبة، وباحثة وخبيرة في الاتصال الاستراتيجي. حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة زايد، شغلت منصب مدير إدارة الاتصال الحكومي في عدد من الجهات الحكومية منها المجلس الوطني للإعلام، وزارة الطاقة، ووزارة العدل. عملت أستاذة جامعية في كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد. أصدرت كتابها الأول "هويتنا الإعلامية .. من صحيفة الفريج إلى الصحافة العالمية" في العام 2011.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"