عادي

الإمارات.. دور فاعل لتخفيف معاناة اللاجئين حول العالم

23:47 مساء
قراءة 5 دقائق

تجسد الجهود والمبادرات الكبيرة التي تنفذها دولة الإمارات لدعم اللاجئين حول العالم، نهجها الراسخ في التسامح والعطاء، والتزامها الدائم بحماية وتعزيز منظومة حقوق الإنسان الدولية.

وتقف الإمارات في مقدمة الدول التي تمدّ يد العون لكل من دفعتهم الظروف إلى ترك أوطانهم، واللجوء لأماكن أخرى بحثاً عن الأمن والاستقرار، حتى باتت جهودها تشكل إحدى أهم نقاط الانطلاق الأساسية في التحرك الدولي نحو معالجة هذه المشكلة المتفاقمة، خاصة مع وصول عدد اللاجئين والنازحين في العالم إلى 110 ملايين نسمة.

وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين، الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، يسلط التقرير التالي الضوء على أحدث جهود الدولة الإمارات في التعامل مع هذه القضية الملحة وإسهاماتها الإيجابية في التصدي لتحدياتها على المستويين الإقليمي والدولي.

الأونروا

أعلنت الإمارات مطلع الشهر الجاري عن مساهمتها بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي (73.6 مليون درهم)، لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» التي تحرص على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين.

وقبل المساهمة الأخيرة، كانت الإمارات قد قدمت مساعدات لفلسطين في الفترة ما بين 2018 و2023، بقيمة 521 مليون دولار، منها 119.3 مليون دولار من خلال وكالة «الأونروا» التي تأسست في 8 ديسمبر من عام 1949، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (302).

المفوضية السامية.

من جانبها أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في نوفمبر الماضي، أنها حصلت من الإمارات على 20 مليون دولار منذ بداية عام (2022)، بزيادة قدرها 100% مقارنة بالعام 2021، مشيرة إلى أن هذا المبلغ استخدم في الكثير من المجالات، وعلى رأسها التعليم وبناء مساكن للاجئين في العديد من دول العالم.

وذكرت المفوضية أن الإمارات تضم أكبر عدد من المساعدات الفردية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تستحوذ الإمارات بمفردها على 50% من المساعدات الفردية بالمنطقة المقدمة لدعم مشاريع ومبادرات المفوضية، مشيرة إلى وجود 20 ألف متبرع ملتزم بالتبرع للمفوضية في المنطقة.

وتضم الإمارات أكبر مستودع للمواد الإغاثية في العالم للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، وهذا المستودع يمكّن المفوضية من الاستجابة السريعة خلال ساعات لمساعدة 240 ألف شخص في العالم، وسوف يتم توسيعه ليقدم المساعدات إلى 400 ألف شخص خلال الفترة المقبلة، بعد أن قدمت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية مستودعات جديدة للمفوضية.

وبلغ حجم الدعم الذي قدمته الإمارات لبرامج المفوضية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين عامي 2010 و2022 تجاوز مبلغ 300 مليون درهم.

اللاجئون السوريون

قدمت الإمارات على مدار السنوات الماضية ما يزيد على 2.1 مليار دولار من المساعدات لغوث اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان من خلال توفير الغذاء والإيواء والرعاية الصحية وإنشاء المستشفيات الميدانية.

وسطرت الإمارات ملحمة جديدة في مسيرتها الإنسانية مع انطلاق عملية «الفارس الشهم 2» التي وجّه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في سوريا وتركيا، في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين في 6 فبراير الماضي.

وسيّرت الإمارات في إطار عملية «الفارس الشهم 2» عشرات الطائرات والعديد من السفن التي حملت آلاف الأطنان من المساعدات المتنوعة فضلاً عن تشييد المستشفيات الميدانية وتنفيذ مشاريع الإيواء وغيرها من الجهود التي خففت من معاناة المتضررين.

دعم السودان

سارعت الإمارات منذ بداية الأحداث في السودان لإرسال الإمدادات والمساعدات الطبية والغذائية لإغاثة المدنيين المتضررين في هذا البلد الشقيق ودعم النازحين في دول الجوار، للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية للأزمة.

ونفذت الإمارات عمليات إجلاء لرعايا الدول المختلفة من السودان لاسيما الفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، والذين تضعهم الدولة على رأس أولوياتها، وذلك في إطار جهودها الإنسانية في تعزيز التضامن والتعاون الدوليين.

الأزمة الأوكرانية

تواصل الإمارات دعمها الإغاثي المستمر للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي تواجه الأوكرانيين نتيجة الأزمة الحالية.

وأرسلت الإمارات، في مارس الماضي، طائرة تحمل على متنها 14 طناً من المساعدات الإغاثية وتشمل بطانيات ومستلزمات شخصية، ومصابيح إضاءة لمساعدة المتضررين في أوكرانيا لمواجهة ظروف الشتاء القاسي.

كما قدمت الإمارات منذ بداية الأزمة، إمدادات إغاثية عاجلة للمتضررين الذين نزح قسم كبير منهم من أماكن إقامتهم، ففي أكتوبر من العام الماضي تم الإعلان عن تقديم 100 مليون دولار أمريكي إلى المدنيين الأوكرانيين، كما دشنت الإمارات جسراً جوياً تضمن إرسال 11 طائرة تحمل نحو 550 طناً من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية و2520 مولداً كهربائياً و6 سيارات إسعاف، منها طائرتان من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، إلى المدنيين داخل أوكرانيا، فضلاً عن تسييرها طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل بولندا ومولدوفا وبلغاريا.

لاجئو الروهينجا

تعد الإمارات من أبرز الدول التي ساهمت في دعم الاحتياجات الطارئة للاجئي الروهينجا في بنغلاديش من ضمنها تعهدها بتقديم ملايين الدولارات لتخفيف معاناتهم، ووقّعت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في مارس الماضي، اتفاقيتي تعاون جديدتين مع المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقيمة 46 مليون درهم تقريباً (12.5 مليون دولار) لدعم النازحين قسراً، لترفع بموجبهما المؤسسة الإنسانية الأكبر في المنطقة مساهماتها في جهود المفوضية إلى 100 مليون درهم تقريباً (27.2 مليون دولار) لتقديم الدعم لمجتمعات اللجوء والنزوح في المناطق الأقل حظاً من العالم. وبموجب التعاون الجديد تقدم مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وعبر مبادرتها «مليار وجبة»؛ الأكبر في المنطقة لتوفير الدعم الغذائي للفقراء والمحتاجين والفئات الضعيفة من الأطفال واللاجئين والنازحين والمتضررين من الكوارث والأزمات في 50 دولة.

كما قدمت 19.5 مليون درهم (5.3 مليون دولار) إضافية، للمفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لمساندة جهودها في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش وإغاثة النازحين في باكستان، إضافة إلى دعم مشروع للزراعة المستدامة، وتسهيل الوصول الآمن إلى وجبات غذائية صحية، وتوفير قرابة 27 مليون وجبة غذائية من حملة «مليار وجبة»، والوصول إلى أكثر من 167 ألف مستفيد في البَلدين.

وتواصل المؤسسات والجهات الإنسانية والخيرية في الدولة مثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة «القلب الكبير»، تنفيذ برامجها المخصصة لدعم ومساندة اللاجئين حول العالم والتي تشمل جوانب الصحة والتعليم والغذاء وغيرها. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3sefyear

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"