الشارقة: «الخليج»
أعد مركز الملتقى الأسري التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، منشوراً استراتيجياً للطلاق الصحي، حول ما هو مسموح وما هو ممنوع في قواعد الوصول إلى طلاق حضاري وناجح، أخذت توصياته من المسموحات والمنهيات لمبادئ وعناصر الاتفاقية الوالدية للطفل وللوالدين، والتي أطلقتها الدائرة عام 2015 لضمان حقوق الطفل واستقراره بعد انفصال والديه.
يبدأ المنشور برسالة موجهة للأب والأم، وتقول «عزيزي الأب عزيزتي الأم... لا يخفى علينا جميعاً أن الطلاق من أصعب القرارات التي يتخذها الوالدان لما له من أثر نفسي وسلوكي في الأسرة، ولتخفيف هذه الآثار لا بد أن يكون هذا الطلاق ناجحاً معافياً يلتزم فيه الأبوان المنفصلان. ولتجنب الوقوع في مخاطر الطلاق على الوالدين التعهد للأسرة بالالتزام باستراتيجية الطلاق الصحي، والتي من شأنها مساعدة أبنائكم على الازدهار في ظل منزل به حالة انفصال أو طلاق».
استقرار الأطفال
الهدف من المنشور، بحسب فايزة خباب، مدير مركز الملتقى الأسري، استقرار الأطفال نفسياً وصحياً واجتماعياً في حال طلاق والديهم، حيث لاحظنا من خلال الحالات التي ترد إلى المركز أو إلى محكمة الأسرة - بحكم التعاون بيننا - أن الطفل يتحول إلى ضحية، كما يتم استخدامه من قبل والديه للانتقام من بعضهما أو «نكاية» بينهما من دون الاعتبار لمشاعر وأحاسيس الطفل والتأثيرات التي ستترتب على مستقبله جراء هذه المشاحنات والمناكفات بين والديه.
وتقول فايزة خباب، إن القواعد الـ9 تؤكد على ضرورة أن يحيا الطفل حياة طبيعية، وعلى الوالدين خوض الصعاب والتضحية من أجل الأبناء، والأمر هنا يجلب لهم وللأبناء عواقب وخيمة عندما ندفع الأبناء في خضم دوامة من المشاعر المختلطة ونزج بهم في منتصف المشكلة التي بين الوالدين.
وتابعت: ندعو الوالدين إلى الاطلاع وعقد اتفاقية العلاقة الوالدية (الدرع الواقية للطفل) والتي صدرت عن دائرة الخدمات الاجتماعية بالمرسوم الأميري رقم (41) لسنة 2015 بشأن اعتماد الاتفاقية الوالدية في دور القضاء بمدن الإمارة، والتي من أهم بنودها الحفاظ على حقوق الأبناء المحضونين، وخلق الاحترام المتبادل والتعامل بشفافية بين الجميع. وهي من أفضل الاتفاقيات لضمان طلاق ناجح وحضاري ومخطط له وتشمل الجوانب المشتركة كالنفقة والتعليم والصحة والسكن والرؤية ليحفظ كرامة الطفل وحقوقه.
القواعد التسع
وتستعرض فايزة خباب بنود الاستراتيجية التسعة، والتي وضعها الأخصائيون في المركز، وتقول القاعدة الأولى، إن على الوالدين الاجتماع لوضع خطة إيجابية بعيدة تماماً عن الخلافات بينهما توفي باحتياجات الأبناء لتحقيق طلاق ناجح يسوده الاحترام المتبادل ومراعاة حقوق والتزامات الأطراف، والابتعاد عن الانتقام من بعضهما، وتعلق خباب على هذه النقطة قائلة: إن عدم وجود الاحترام بعد الانفصال تعود دوافعه للانتقام الذي يحكمه التعصب وعدم وجود ثقافة مجتمعية لدى الأطراف.
عدم الانتقاد
القاعدة الثانية، اتفاق الوالدين على عدم انتقاد بعضهما أمام الأبناء، والأكثر من هذا أهمية منع الأبناء من التحدث باستهزاء عن الطرف الثاني، وهذا ما لاحظناه في عدد من الحالات ووجدنا أن الطفل يستهزئ بوالده إذا كان في حضانة أمه، ويستهزئ بأمه إذا كان مع والده بسبب الخلافات بينهما.
القاعدة الثالثة، تفاوض الوالدين واتفاقهما على تنظيم الرؤية والاستزارة والاستصحاب في الأيام الاعتيادية، والعطلات الرسمية وإجازات المدارس وتأمين حق الأبناء في رؤية كلا الطرفين بعقلانية لصالح الأطفال، وكل ذلك يكون بمثابة حجر أساس لعلاقة محترمة متبادلة بينهم.
القاعدة الرابعة، اتفاق الوالدين على الحدود والإرشادات السلوكية المتعلقة بتربية الأبناء للشعور بالتوافق في حياتهم بغض النظر مع أي من الأبوين يعيشون، وهذا يتضمن أشياء كثيرة مثل مواعيد النوم - أجهزة الحاسوب - الزيارات وغيرها من المواقف والظروف السلوكية اليومية.
العائلة الكبيرة
القاعدة الخامسة، تفاوض واتفاق الوالدين على الدور الذي سيلعبه أفراد العائلة الكبيرة في حالة وجود الأبناء لدى أي من الأبوين، وهذا يرشدنا للدور الذي يلعبه الأجداد والذي ينبغي تفعيله وإطلاقه ما دام الأجداد يلتزمون بنفس المعايير التي اتفق عليها الطرفان، خاصة أن دور الأجداد تقلص بوجود الأسرة النووية ولم يعد نموذج الأسرة الممتدة موجوداً، لذا فإن أي محاولة من الأجداد من الطرفين لانتقاد الأب أو الأم أمام الأطفال أمر غير مقبول على الإطلاق إضافة إلى دور زوج الأم وزوجة الأب في حياة الأولاد.
وسيلة التواصل
القاعدة السادسة، وهي الاتفاق على وسيلة التواصل لمناقشة الموضوعات المتعلقة بنمو الأبناء، حيث لا بد أن يلم كل من الأبوين بالأحداث الإيجابية والسلبية في رحلة نمو الأبناء حتى تتوافق استجابتهم تجاه تلك المواقف.
القاعدة السابعة وهي إدراك الوالدين أنه بإمكان الأبناء المراوغة واختبار المواقف والتلاعب بالحدود والإرشادات التي وضعت لهم، خاصة إذا أتيحت لهم الفرصة للقيام بشيء لن يتمكنوا في الأحوال العادية من الحصول عليه.
القاعدة الثامنة، حرص الوالدين على إطلاع بعضهم على أحدث المستجدات التي تطرأ على حياة أي منهم، ولا يجب أن يكون الطفل هو المصدر الأول للمعلومة؛ فإن كان مقبلاً على وظيفة أخرى أو على وشك زواج آخر، فعليه إطلاع الطرف الآخر على هذه التغيرات ولا داعي أن يعرفها من الطفل لأنه قد يعاني ردة الفعل.
التكامل والالتزام
القاعدة التاسعة والأخيرة، حرص الوالدين على التكامل بينهما والالتزام حرفياً بالخطة المشتركة، وعدم منح الأبناء ميزة لا يمنحها لهم الطرف الآخر لأن هذا ما هو إلا تصرف سلبي عدواني يفسد الطفل ويضره.
وتختم قائلة، لذلك على الوالدين الالتزام بقواعد الاستراتيجية والإرشادات السالفة الذكر، وسيطرة الأهل على أنفسهم، فعندما يختار الوالدان الطريق الأصعب من أجل أبنائهما سيقدر الأبناء لهما هذا الأمر فيما بعد، وسيأتي اليوم الذي ينظر أبناؤهما إليهما ويقولون (أمي أو أبي) لقد كان تصرفكما معنا راقياً تملؤه العزة والاحترام وقد عكس مدى حبكما وتقديركما لنا وحرصكما على أن نحظى بحياة هادئة.
