عادي
«ناسداك» يحقق أفضل أداء منذ 1983

بقيادة «أبل».. أسهم التقنية تضيف 5 تريليونات دولار في النصف الأول

20:08 مساء
قراءة 8 دقائق
إعداد: خالد موسى

تأثرت الأسهم الأمريكية طوال الأشهر الستة الماضية بعدد من الأحداث، على الصعيد المحلي الداخلي في الولايات المتحدة وكذلك العالمي، غير أن الكلمة الفصل كانت لأسهم التقنية، وخصوصاً قطاع الرقائق وكل ما يرتبط بالذكاء الاصطناعي، فيما منيت أسهم أخرى بخسائر.

وتمت إضافة ما يقرب من 5 تريليونات دولار إلى قيمة الشركات المدرجة في مؤشر «ناسداك 100» منذ بداية العام.

منذ بداية العام، ارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 15.9% وهذا أفضل نصف أول منذ عام 2019. وارتفع ناسداك بنسبة 31.7%، وهو أفضل نصف أول منذ عام 1983. وأضاف مؤشر داو جونز مكاسب متواضعة بنسبة 3.8% فقط في النصف الأول.

واكتسب الارتفاع في شركات التكنولوجيا العملاقة مزيداً من الزخم، حيث حقق المؤشر ناسداك أداءه التاريخي في النصف الأول بالتزامن مع تحقيق شركة «أبل» قيمة سوقية غير مسبوقة فوق 3 تريليونات دولار، وأغلق السهم جلسة الجمعة مرتفعاً 2.3% عند 193.97 دولار، وهو سقف غير مسبوق أهدى الشركة قيمة سوقية 3.05 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ.

  • تجاهل المنغصات

وتأثرت الأسهم الأمريكية طوال الأشهر الستة الماضية بعدد من الأحداث، على الصعيد المحلي الداخلي في الولايات المتحدة وكذلك العالمي، غير أن الكلمة الفصل كانت لأسهم التقنية وخصوصاً قطاع الرقائق وكل ما يرتبط بالذكاء الاصطناعي، فيما منيت أسهم أخرى بخسائر.

وطوال الأشهر الستة الماضية، كان المؤشر الأوسع نطاقاً «ستاندر آند بورز 500» يحقق المكاسب مضيفاً أكثر من 500 نقطة، فيما كان المؤشر ناسداك المركب (ناسداك 100) الرابح الأكبر، محققاً مكاسب فاقت 31.7% منذ بداية العام، أو ما يعادل 3378.46 نقطة. بالمقابل

بقي المؤشر «داو جونز 30» الصناعي يتأرجح ما بين الصعود والهبوط ليكتفي بأقل من 1000 نقطة ارتفاع فقط خلال النصف الأول.

لقد تفوق افتتان السوق بقوة الذكاء الاصطناعي التوليدي على كل قضية رئيسية يمكن أن تؤدي إلى تراجع المعنويات هذا العام: مخاوف الركود، ومستويات التضخم المرتفعة، واحتمالات المزيد من زيادات الاحتياطي الفيدرالي، والمخاطر الجيوسياسية، ومناقشة سقف الديون وانهيار عدد قليل من البنوك الإقليمية.

  • انهيار مالي وشيك

كانت «وول ستريت» خلال الأشهر القليلة الماضية على شفا أزمة غير مسبوقة منذ عام 2008، وانهيار بنك ليمان براذرز الشهير. في العاشر من مارس /آذار 2023، استفاق العالم على انهيار بنكين أمريكيين، هما «بنك سيلكون فالي» و«سيغنتشر»، ما يعتبر أكبر إفلاس بنكي منذ الأزمة المالية العالمية.

عندما أعلن بنك «إس في بي» (بنك سيلكون فالي)، البنك السادس عشر في الولايات المتحدة، أنه بحاجة إلى جمع الأموال أصيب العملاء بالذعر واندفعوا لسحب ودائعهم. وفي أقل من 48 ساعة، كان ما يقرب من ربع أموال البنك قد سحبت.

ووصل الذعر إلى بنك «سيغنتشر»، وتدخلت السلطات وهدأت الأسواق بعد أن أكدت إنها تضمن جميع الودائع في كلا البنكين، وليس فقط المبالغ المحمية بموجب القانون (أقل من 25 ألف دولار للعميل).

إخفاقات البنكين، جاءت بعد أيام من تعرض بنك ثالث متخصص في العملات المشفرة، وهو بنك «سيلفر غيت»، ما أجبره على الإغلاق.

الأزمة التي انجلت سريعاً كشفت عن خروج الودائع من البنوك الصغيرة لتصب في البنوك الكبيرة، وبالتالي أدرك المستثمرون أننا لسنا أمام أزمة كبرى وإنما تعثر جرى تداركه من قبل النظام المصرفي الأمريكي، وإن كانت المؤشرات على أن التعثر مرده إلى الارتفاع الكبير في أسعار الفائدة.

  • انهيار سويسري

ترافق ذلك مع أزمة أخرى في مكان آخر، «كريدي سويس»، أحد أكبر بنوك العالم ما أعاد إلى الأذهان شبح الأزمة المالية التي وقعت عام 2008، غير أن أزمة البنك ليست جديدة، وإنما تراكمت على مدى السنوات إلى أن بدأ سحب الأموال يتسارع، ولم يتوقف النزف إلا بتدخل غير مسبوق من قبل الحكومة السويسرية، التي اتخذت قراراً بدمج «كريدي سويس» في منافسه «يو بي إس»، وإنقاذ الموقف سريعاً ساهم في لجم أي تحركات سلبية غير محسوبة في الأسواق العالمية.

  • أزمة سقف الدين

ومن بين أبرز الأحدث التي أثرت في مسار «وول ستريت» كانت أزمة سقف الدين التي شهدتها أمريكا في مارس الماضي، والتي كادت أن تؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية، لولا تدارك الموقف من قبل الكونغرس الجمهوري الذي لعب على حافة الهاوية، لتحصيل مكاسب من الرئيس الديمقراطي جو بايدن. فبعد رفض التفاوض من قبل الرئيس، ومن ثم مسار تفاوضي صعب استمر ثلاثة أسابيع، تم الاتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين على تعليق سقف الدين، ما جنب أكبر اقتصاد في العالم التعثر عن سداد الديون لأول مرة في التاريخ.

  • رفع الفائدة

وتأرجحت الأسهم الأمريكية أيضاً على وقع اجتماعات «الاحتياطي الفيدرالي» وقراراته وتصريحات رئيسه وأعضاء المجلس بشأن رفع الفائدة أو الإبقاء عليها من دون تغيير، تماماً كما حصل في اجتماعه الأخير في يونيو، حيث أبقى على الفائدة عند نطاق 5 و5.25%، بعد 10 زيادات متتالية منذ مارس/ آذار 2022.

وخلال اجتماعه في مايو/ أيار الماضي، رفع المركزي الأمريكي الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ 16 عاماً، سعيا منه لضمان استقرار الأسعار. وارتفع سعر الفائدة 10 مرات خلال 14 شهراً، قبل إعلانه الإبقاء على الفائدة من دون تغيير في يونيو/ حزيران.

غير أن رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول، لا يستبعد تنفيذ مزيد من عمليات رفع أسعار الفائدة في اجتماعات مقبلة للبنك. حيث قال باول، الأسبوع الماضي: «مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى حد بعيد عن هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، وسوق العمل التي لا تزال ضيقة للغاية، يتوقع معظم صانعي السياسة في البنك المركزي أنهم سيحتاجون إلى رفع أسعار الفائدة مرتين على الأقل، بحلول نهاية العام».

وخلال مشاركته في مؤتمر «بنك إسبانيا» حول الاستقرار المالي في مدريد، كرر باول إلى حد كبير ملاحظاته الأخيرة حول الاقتصاد وحالة السياسة، وأشار إلى أن «الضغوط المصرفية التي ظهرت في مارس/ آذار، قد تؤدي إلى مزيد من التشديد في شروط الائتمان أكثر مما هو متوقع من رفع أسعار الفائدة وحدها»، لكنه لفت أيضاً إلى «التضخم المرتفع للغاية، والطريق الطويل الذي يتعين قطعه قبل أن يعود التضخم إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%».

  • البيانات الاقتصادية

كما تأثرت الأسهم أيضاً، بالبيانات الاقتصادية التي تصدر أسبوعياً وشهرياً في الولايات المتحدة، لا سيما البطالة ومؤشر أسعار المستهلك، واللذين كانا بشكل عام عامل دعم لمسار صعود أسهم التكنولوجيا التي تترقب بفارغ الصبر التوقف عن رفع الفائدة، لا بل والبدء بخفضها المرجح في الربع الأول من عام 2024.

وتراجع مؤشر أسعار المستهلك في أمريكا، وهو مقياس التضخم المفضل للاحتياطي الفيدرالي، خلال الأشهر الستة الأولى من 2023، من 6.5% في يناير/ كانون الثاني إلى 4% في يونيو/ حزيران الجاري.

  • جلسة محورية

وارتفعت الأسهم الأمريكية، في جلسة محورية بختام تداولات الأسبوع والشهر والربع الثاني والنصف الأول، حيث واصلت أسهم التكنولوجيا مسيرتها المذهلة لتتوج بقوتها، أفضل نصف أول للمؤشر ناسداك 100 المركب منذ عام 1983.

وعلى أساس يومي، ارتفع داو جونز 285.18 نقطة أو 0.84% ليغلق عند 34407.60 نقطة. كذلك، ارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 1.23% لينتهي عند 4450.38 نقطة، وتقدم ناسداك 1.45% ليستقر عند 13787.92 نقطة.

وارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة المسؤولة عن جزء كبير من مكاسب السوق خلال 2023. وقفزت أسهم شركة «إنفيديا» لصناعة الرقائق الإلكترونية بنسبة 3.6% الجمعة، لتصل مكاسبها في النصف الأول إلى أكثر من 189%، بينما أضافت «نتفليكس» حوالي 2.9٪، و«ميتا» 1.9%، و«مايكروسوفت» 1.6% و«أمازون» 1.9% خلال الجلسة التي شهدت اختراق شركة آبل سقف ال 3 تريليونات دولار مرتفعاً 2.3%.

وشهدت الأشهر الستة الماضية عودة أسماء النمو التي سطعت في عام 2022 بشكل كبير بقيادة آمال الذكاء الاصطناعي وإنهاء حملة بنك الاحتياطي الفيدرالي على التضخم ورفع الفائدة، ما رفع الأسهم القيادية في قطاع التكنولوجيا إلى مستويات غير مسبوقة بقيادة «أبل».

  • جني أرباح

وعلى الرغم من هذه المكاسب القوية، يتوقع البعض في وول ستريت تقلبات في النصف الثاني ومن المحتمل جني أرباح من المستثمرين الذين استفادوا من الارتفاع. وقالت آنا هان، محللة الأسهم في «ويلز فارغو سكيوريتيز»، إن هذا، إلى جانب تغيير العوامل الفنية، يمكن أن يؤدي إلى حركة جانبية، أو تراجع طفيف في «ستاندرد آند بورز». وقالت: «وصلت الأسعار إلى مستويات ذروة الشراء، ونعتقد أن الوقت قد حان لأن تتوقف نوعاً ما».

  • الأداء الشهري والفصلي

في شهر يونيو/ حزيران ارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 6.5% وهو أفضل أداء شهري له منذ أكتوبر. بالمقابل تقدم مؤشر ناسداك 6.6%. وحقق كلا المؤشرين أداءً إيجابياً للشهر الرابع على التوالي. وارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 4.6% في يونيو، مسجلاً أفضل شهر له منذ نوفمبر.

وللربع الثاني، ارتفع ستاندرد آند بورز بنسبة 8.3%، محققا مكاسب للربع الثالث على التوالي وأكبر تقدم ربع سنوي له منذ الربع الرابع 2021. وقفز مؤشر ناسداك بنسبة 12.8% في ربع إيجابي آخر، بينما أضاف داو جونز 3.4% في ثالث ربع إيجابي على التوالي.

  • النصف الأول

منذ بداية العام، ارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 15.9% وهذا أفضل نصف أول منذ عام 2019. وارتفع ناسداك بنسبة 31.7%، وهو أفضل نصف أول منذ عام 1983. وأضاف مؤشر داو جونز مكاسب متواضعة بنسبة 3.8% فقط في النصف الأول.

كما حققت المؤشرات الرئيسية الثلاثة مكاسب أسبوعية بأكثر من 2% لكل منها.

  • سهم «أبل»

اكتسب الارتفاع في شركات التكنولوجيا العملاقة مزيداً من الزخم، حيث حقق المؤشر ناسداك أداءه التاريخي في النصف الأول بالتزامن مع تحقيق شركة «أبل» قيمة سوقية غير مسبوقة عند 3 تريليونات دولار.

وفي جلسة ختام النصف الأول، قرر المتداولون في الأسهم إلقاء نظرة على نصف الكوب الممتلئ بعد أن أشارت البيانات إلى أن التضخم يتراجع على حساب النمو الاقتصادي. وعززت الأسهم مكاسب هذا العام وسط صعود الذكاء الاصطناعي. وواصل المتداولون في وول ستريت أيضا تعديل مراكزهم في نهاية ربع السنة الذي اتسم بالخوف من الضياع.

تمت إضافة ما يقرب من 5 تريليونات دولار إلى قيمة الشركات المدرجة في مؤشر ناسداك 100 منذ بداية العام، مع تحدي المؤشر المثقل بالتكنولوجيا تحذيرات الفقاعات.

ساعد التقدم في المجموعة التقنية الأكثر نفوذاً في «ستاندرد آند بورز» على دفع المؤشر للأعلى. وقد كانت المكاسب أكثر وضوحاً عندما تم تضييقها إلى مساحة «megacap» وهي الأسهم القيادية التي ارتفعت بنسبة 75%.

ويقول لاري آدم، كبير مسؤولي الاستثمار في ريموند جيمس، لبلومبيرغ: «ما زلت أحب أسهم التكنولوجيا الكبيرة. أنا أؤمن باستمرار التكنولوجيا في إعادة ابتكار نفسها - ومن الواضح أن أحدث إضافة هي الذكاء الاصطناعي. سيستمر ذلك في زيادة الأرباح».

وعززت الشركات الكبرى «Big Seven» - بما في ذلك أبل ومايكروسوفت وألفابيت وأمازون وميتا وإنفيديا وتيسلا - الأرباح بنسبة 14% سنويا خلال العقد الماضي حتى عام 2022. بينما تراجعت أرباحها المجمعة بأكثر من 20% العام الماضي، ولكن من المتوقع أن تتعافى بسرعة. سهم إنفيديا تضاعف ثلاث مرات تقريباً هذا العام وسط جنون الذكاء الاصطناعي. وإذا كان التاريخ هو أي دليل، فإن قوة مؤشر ناسداك 100 هذا العام تبشر بالخير لبقية عام 2023.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2pehd5ww

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"