عادي
صيفنا ثقافة

فارس البلوشي: أعيش تجربة مغايرة مع السرد

22:46 مساء
قراءة دقيقتين
فارس البلوشي

الشارقة: أشرف إبراهيم

فارس البلوشي، شاعر موهوب، استطاع أن يلفت إليه الأنظار بعد إصدار ديوانه الشعري الأول «ضجة في الأعماق» الذي أبرز سماته الأسلوبية وخواصه التعبيرية، ومقدرته على كتابة القصيدة النثرية، حيث وجه دفة شعره نحو تجسيد المشاعر الإنسانية والحديث عما يدور في خفايا النفس، ووظف حسه في الوصف فتضافرت كلماته وعلا رنينها بين أقرانه الشباب الذين استهوتهم قصيدة النثر، وراحوا يجربون أشكالاً مختلفة للخيال، وهو الآن يواصل الكتابة بشكل مستمر سعياً إلى نشر أعماله الأخرى حيث يعيش تجربة مغايرة مع فن الرواية التي استهوته، فهو محب للسرد ويظن في نفسه الملكة، ويطمح إلى أن تكون أعماله الأدبية محل تقدير من الآخرين.

ويستغل البلوشي فترة الفراغ التي يعيشها في هذه الأيام بإجازته الصيفية في كتابة قصائد نثرية جديدة، حيث يجد أن هذا النمط الشعري حرر الشعراء من البنية الصارمة لطبيعة القصيدة، وأعطى مساحة أكثر للكلمات كي تتحرك بحرية في النص، مع الحفاظ على السمات الشعرية في أثناء عملية الكتابة، فهو يجد في نفسه طاقة كامنة تجعله يكتشف نفسه من خلال كتابة نصوص نثرية مكثفة، تعتمد على صياغات بديعة وخيال خصب، وصور لافتة، فتتسع أمامه المعاني بدلالاتها التي تتوالد بين السطور.

يحاول البلوشي تقديم رؤيته الخاصة فيما يكتب، ويترك للآخر حرية تأويلها، حيث كتب في هذه الفترة ما يقرب من 20 نصاً، وهو من الشعراء الذين يحرصون على توخي أفضل ما لديهم قبل النشر، لذا يحرص على إكمال ديوانه الجديد الذي يعبر عن تجارب ذاتية فيها وصف للفرح والحزن برؤى وتكوينات لغوية، تبلور الحالة الوجدانية الشعرية التي يعيشها في هذه الأيام.

وفي تجربة سردية مهمة بالنسبة له أتم البلوشي كتابة روايته الجديدة التي يوظف فيها أسلوبه الوصفي، إذ يعد الرواية هي كنز الإبداع البشري في هذا العصر، بخاصة أن الشعراء أضافوا إليها بعداً تكثيفاً من خلال التعبير بلغة متماسكة يعتريها الخيال ويصقلها المجاز، وهذه حمولات أخرى برزت في الأسلوب الروائي قي الآونة الأخيرة، وقد تخير طالبة جامعية لتكون بطلة الرواية، تتعرض للكثير من المواقف الصعبة، فضلاً عن توزيع عدد من الشخوص في فصول هذا العمل السردي الذي نسجه من الخيال، فهو على حد قوله مولع بالحكاية ومادتها الثرية في جذب الانتباه، وأنه في هذه الفترة تتلبسه فتنة السرد، ويحاول استحضار بيئة الرواية في عدة أمكنة يتحرك فيها نحو 7 أشخاص هم كل شخوصها في زمن واحد، حيث يطمح إلى تكوين مشاهد بصرية في كل فصولها.

ولا يخفي مدى تأثير إمارة رأس الخيمة - بما فيها من بحر وجبال - في تلوين خياله، فهي لها الفضل في تكوينه الأدبي، فقد نشأ وترعرع فيها، واتسعت بصيرته في أحضان طبيعتها الخلابة، لذا يدين بالفضل لها في كل ما كتب من شعر، وما جربه من فنون أدبية أخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8k788z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"