عادي
صيفنا ثقاقة

لولوة المنصوري.. تستخلص روح الأمكنة

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين
لولوة المنصوري

الشارقة: أشرف إبراهيم

ترصد القاصة والروائية لولوة المنصوري برهافة بالغة واقع بيئتها الممتد في التاريخ، وتأثرت بحكم النشأة في أحضان البحر والجبال في منطقة جلفار برأس الخيمة، وهي تتلمس مواطن الدهشة، فعثرت مبكراً على لغتها الخاصة، وأضحت أعمالها السردية مميزة في الثقافة الإماراتية، حيت تتكئ على رصيد إبداعي يجسد مسيرتها الأدبية من خلال نشر العديد من الكتب في الرواية، والقصة القصيرة، وأدب المختارات، والبحوث المتخصصة: (خرجنا من ضلع رجل، قوس الرمل «ملهاة المهد والماء»، قبر تحت رأسي، عندما كانت الأرض مربعة، آخر نساء لنجة، تنوير الماء، القصة اليتيمة في الإمارات «هذا امتدادي هذا البحر»، كلنا السدرة كلنا نشيد الموجة «مختارات من القصة الإماراتية»)، فمن الواضح أن لديها خيالاً في اختيار عناوين مؤلفاتها، فهي تقدم نماذجها الإبداعية بشكل محسوب، وتنتقي بحساسية موضوعاتها وتواصل استدعاء ذاكرة المكان، ومن ثم الانكباب على استكمال مشروعات أدبية، تحدوها رغبتها الدائمة في تجريب أشكال مختلفة من السرد والإبداع.

وعلى الرغم من افتتانها بالسرد وعوالمه المتجددة في الرواية والقصة القصيرة فإنها حالياً تقدم على إعداد جرعة ثقافية جمالية عن تطور الشعر في الإمارات، إذ تمعن في تقصي الكثير من التجارب المبدعة في القصيدة، وتبحث عن اللوحات المتدفقة في هذا النسق المبدع باختيارات تمتص رحيق التجربة الشعرية بوهجها التشكيلي، حيث أرادت أن تصدر جزءاً ثانياً من كتاب شهير صدر عام 1986 بعنوان «قصائد من الإمارات» حيث يتجلى طموحها في اختراق هذا العالم الشعري معتمدة في ذلك على المناخ الشعري الذي يمثل أعلى درجات الإمتاع في بيئتها قديماً وحديثاً، حيث تمكنت من جمع عدد وفير من القصائد لتقدم في خلاصة هذه التجربة مغامرات جمالية في مختارات تتخذ مسافة كافية لعرض نماذج مبدعة في الماضي والحاضر.

وتحتفظ المنصوري بمسافة تفصلها عن أعمالها الأدبية تتمثل في أخذ هدنة لتأمل الحياة وبواطنها، فهي على الرغم من أنها وضعت خطوطاً أولية لعدد من القصص القصيرة إلا أنها على قناعة بأن معايشتها لألوان وإيقاعات أخرى في الكتابة يسهم بدور جوهري في التقاط خيوط بهيجة في حياتها الأدبية، إذ تفكر في إصدار الجزء الثاني من كتاب «تنوير الماء» الذي يكشف عن استمرارها بخطى إبداعية نحو البحث عن كنز الماء ومصادره في الإمارات، وكأنها تشكل بطريقة أخرى سيرة تفيض بتنويعات بحثية تستخلص روح الأمكنة، وتوثق لها ولجمالياتها في سياق تاريخي، فهي مرتبطة بجلفار في رأس الخيمة التي ولدت ونشأت فيها فاكتست ببهاء طبيعتها حيث شكلت هذه المنطقة وجهاً آخر للأدب والفكر ومنحتها ذاكرة أخرى لتروي عن وطنها الكبير في كتاباتها، فضلاً عن أنها تدين لتلك المشاهد التي لونت طفولتها بالجمال عندما كانت تستمع إلى حكايات الجدات المشوقة التي جعلتها ترتاد سماء لا نهاية لها من الخيال، فأضحت كتاباتها تمثيلاً حقيقياً للجمال ينفذ للآخرين بحيوية ودهشة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2xcj8y6n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"