الإعلام الاستباقي

تتميز دولة الإمارات بنهجها الرائد في استشراف المستقبل والتخطيط المسبق لكافة مجالات الحياة، بهدف مواكبة طموح القيادة الرشيدة، ومواصلة تحقيق المنجزات الوطنية، بما يتماشى مع التوجهات العالمية. وقد تضمنت استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل التي تم إطلاقها في العام 2016، بناء قدرات وكوادر وطنية متخصصة، وإطلاق دراسات وسيناريوهات مستقبلية للقطاعات الصحية والتعليمية والبيئية والتنموية، وعقد شراكات دولية، وتطوير مختبرات تخصصية، والاستعداد للتحديات والمتغيرات المتوقعة لتحقيق الأهداف الوطنية وصولاً لمئوية الإمارات.
ولا بد من أن يكون الإعلام الوطني قادراً على رسم استراتيجيات وملامح مستقبل قطاع الإعلام، وترجمة محاور الإمارات المئوية بالتخطيط الاستباقي واستشراف المستقبل القريب والبعيد، من خلال تحديد التحديات الحالية والمتوقعة، واقتراح الحلول التي تتواءم مع التوجهات العالمية، وتحويل التحديات إلى فرص وقصص تروي نجاح الدولة بلغة عالمية، والاستفادة من كبرى المؤسسات الإعلامية التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، وذلك تأكيداً على متانة البنية التحتية التي تتمتع بها الدولة، إلى جانب التشريعات الواضحة التي تساعد على تقوية النشاط الإعلامي.
تتطلب هذه المرحلة منا كإعلاميين التفكير خارج الصندوق، ووضع سيناريوهات لإدارة الأزمات الإعلامية والاتصالية التي قد تطرأ مستقبلاً، وإعداد محاور لمحتويات إعلامية هادفة وموجهة داخلياً وخارجياً، واقتراح تخصصات علمية ومهنية جديدة تساعد في توصيل رسالة الإمارات الحضارية بطريقة فعالة وباستخدام المنصات الافتراضية المتاحة عالمياً، وابتكار منصات وطنية تبرز القيم الوطنية والاجتماعية والإنسانية التي تتفرد بها دولة الإمارات.
ولا ننسى الدور التعليمي والأكاديمي في تهيئة الجيل الحالي والقادم من خلال تسليحهم بالمهارات المعرفية والعلمية والبحثية التي تؤهلهم لمواكبة النهضة الحضارية والاقتصادية التي تشهدها الدولة، وتعزز من أدوارهم في دمج الإعلام التقليدي مع الرقمي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وآلية تحري الدقة عند تناقل المعلومات والأخبار من مصادرها الموثوقة ودحض الشائعات، ومراعاة حقوق الملكية الفكرية، والتركيز على تضمين عناصر الاستباقية والابتكار والمرونة في مشاريعهم وأفكارهم ودراساتهم الإعلامية للوصول إلى الإعلام الوطني الذي نطمح ونريد.
Alya_Alyassi