أين الجانب الفني في ما يعرض للأطفال؟

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

كان الاهتمام بالفنون كبيراً إلى ما قبل العقد الماضي في ما يخص كل ما يتعلق بالطفل؛ إذ كانت الرسوم المتحركة أو الكرتونية ترسم بدقة عالية، وبأشكال جميلة بعيداً عن التشويه الذي نراه اليوم في هذه المسلسلات الكرتونية، أو الأفلام، أو حتى أغنيات الأطفال المصورة. 
 كانت المسلسلات والأفلام تحتوي على قصص مدروسة، أبطالها الحبكة المتقنة، والهدف النبيل، والموسيقى الأوركسترالية أحياناً، والرسوم عالية الدقة، برغم بساطة الأجهزة في ذلك الوقت، وجودة الصوت القليلة مقارنة بما نعيشه اليوم من تقنيات، في الصوت والصورة. 
 كانت هذه المسلسلات والأفلام مصدراً لإلهامنا في الكتابة، نكتب قصصاً قصيرة من وحيها، نحاول مجاراة أغنياتها، فنكتب أشعاراً ولو كانت مجرد كلمات بسيطة لا ترتقي لمستوى الشعر، لكنها تعد محاولة وبداية. نغني أغنيات طفولية جميلة ذات مغزى، وحين ترفق معها الصور نحاول رسم الشخصيات نفسها، بكل جمالها وبراءتها، وحتى قصص الأطفال المطبوعة، وكتب الألغاز، والتمارين الحسابية، كانت تتناسب ومجتمعاتنا، وقيمنا النبيلة، برسومات وألوان مميزة فتنمّي حسّ الفن في داخلنا.
 اليوم، لا يوجد اهتمام بكل هذي الفنون، لا توجد مسلسلات كرتونية برسومات جميلة، وألوان زاهية، وطبيعة تتناسب والواقع، حتى في الأفلام نجد أبطالها مشوهين لا يمكن أن ينتموا للواقع أبداً. أما قنوات أغاني الأطفال التي اكتسحت كل بيت فيه طفل، في سنواته الأولى، فإن أبطالها في مجملهم مشوهون بأجساد غير متناسقة، ورؤوس ضخمة، وأعين تكاد تكون بحجم الرأس، إضافة إلى كون جميع هذي القنوات متشابهة في الشخصيات والأغنيات، كأنها منسوخة لتشكل ذائقة واحدة، حتى إذا شاهدنا طفلاً مرسوماً بشكل طبيعي صدمنا، كأنه الاستثناء غير الطبيعي، فضلاً عن تغيير كلمات الأغنيات وتشويه بعض ألحانها التي اعتدنا عليها منذ طفولتنا. 
 كل هذي النقاط تجعلنا نفكر في سبب كل هذا التغيير والتشويه، وهل من الصعب علينا، كعرب، أن ننتج مسلسلاتنا الكرتونية وأفلامنا وبرامجنا وأغنياتنا بما يتناسب وذائقتنا المحلية، وقيمنا، واهتمامنا بالفنون؟ أين ذهبت البرامج الجميلة التي كانت تنتجها مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على سبيل المثال، وبرامج ومسلسلات قناة ماجد التي كانت تتميز برسومها الجميلة وموسيقاها المتميزة وغيرها؟ 
نتمنى أن ينظر الإعلام للجانب الفني في ما يعرض، مثلما ينظر للجوانب الأخرى.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bx3tkfs

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"