عادي
مبادرة «بيرل» تسلّط الضوء على قوة العمل الخيري الاستراتيجي

75 % من صناديق التمويل التعاونية أُنشئت في السنوات ال 10 الماضية

19:39 مساء
قراءة 3 دقائق
جلسة نقاش للمبادرة عن بُعد

دبي: «الخليج»

عَقَدَت مبادرة «بيرل»؛ المنظمة غير الربحية المكرّسة لنشر ثقافة مؤسسية قائمة على المساءلة والشفافية في منطقة الخليج، جلسة نقاشية مؤخراً تحت عنوان «قوة العطاء في تغيير الأنظمة»، وجمعت الجلسة أعضاء شبكة «سيركل»، الشبكة التي أسستها وشغلتها المبادرة بالشراكة مع «زمن العطاء»، وتشمل الشبكة مانحين من أفراد وكيانات مؤسسية يطمحون إلى تحقيق نتائج أقوى وأكثر استراتيجية من عطائهم ومبادراتهم الخيرية.

وناقش الخبراء، خلال الجلسة التي شهدت حضوراً لافتاً، أهمية الاستثمارات الخيرية الاستراتيجيةن وقدرتها على تسريع التغييرات الهادفة، وتعزيز تأثيرها، وإحداث فرق ملموس في الإصلاحات الشاملة في الأنظمة.

كما أكّد التجمّع التزام المبادرة بتعزيز الشراكات الهادفة، وتنسيق النقاشات المحورية ذات التأثير المهم، والتي تثمر عن تغييرات ملموسة، وتمهّد الطريق نحو مستقبل أفضل وأكثر عدالة، عبر منطقة الخليج والعالم. وشارك في النقاش مجموعة من أبرز الخبراء في المجال، وعلى رأسهم كيتلين بارون الرئيسة التنفيذية للومينوس فَنْد، وإلين آغلر الرئيسة التنفيذية لإند فَنْد، ونيك غرونو الرئيس التنفيذي لفريدوم فَنْد، وأدارت الجلسة دينا شريف المديرة التنفيذية لمركز ليجاتوم للتنمية وريادة الأعمال في معهد ماستشوستس للتكنولوجيا.

الصناديق التعاونية

وتباحث المتحدثون في ديناميكية العمل الخيري الاستراتيجي، وسلطوا الضوء على قدرته على التأثير والتغيير والتغلب على التحديات الاجتماعية، والمساعدة في التوظيف الصحيح للموارد من أجل خلق الحلول المستدامة.

وعبّرت دينا شريف عن تطلعها لرؤية الآثار الإيجابية التي ستثمر عن هذا النقاش، وقالت: «من الضروري أن نتعامل مع العطاء الاستراتيجي من منظور شامل على مستوى الأنظمة بأكملها، إن كنّا نريد حل التعقيدات والتحديات العالمية التي نواجهها حالياً، ما جعلنا نركز حديثنا اليوم على أهمية الأعمال الخيرية التعاونية والشراكات على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية، لنتمكّن من إحداث تغييرات حقيقية ومؤثرة في الأنظمة».

وأفاد بحث أجرته مجموعة «بريدجسبان»، مؤخراً، بأن 75% من صناديق التمويل التعاونية، أُنشئت في السنوات العشر الفائتة، وكان لها الدور الرئيسي في الزيادة الملحوظة في مبادرات العطاء السنوية؛ إذ نجحت هذه الصناديق بتكريس أكثر من ملياري دولار سنوياً لقضايا اجتماعية واقتصادية وبيئية متنوعة. ووفقاً للمستجيبين للاستبيان الذي يتناوله البحث، بلغت مبادراتهم في 2020 ما يقدّر بمليارين إلى ثلاثة مليارات دولار. ومن الممكن زيادة تأثير هذه الجهود التعاونية بزيادة بسيطة في عدد الموظفين العاملين؛ حيث من الممكن لهذه الجهود التعاونية أن توفّر ما يصل إلى 15 مليار دولار كل عام.

الحصول على التعليم

وتحدثت كيتلين بارون عن مساعي لومينوس فَنْد؛ وهي منظمة تعليمية دولية غير ربحية تعمل لدعم الأطفال الأكثر ضعفاً غير القادرين على ارتياد المدارس في جميع أنحاء العام بإعطائهم فرصة جديدة للحصول على التعليم، لتبنّي منهجية عمل تستهدف الأنظمة بأكملها لتحقيق مهمتها بتوظيف مواردها في معالجة جذور المشكلات، وإيجاد الحلول طويلة الأمد لها. كما تمكنت المنظمة من توسيع نطاق مهمتها، لتشمل خمس دول في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومنطقة الشرق الأوسط، بالشراكة مع أكثر من 25 منظمة مجتمعية، لتوفير الدعم لما يزيد على 218,541 من الأطفال المحرومين من فرصة التعليم المدرسي.

وأَثْرَت إلين آغلير من إند فَنْد الحوار بالحديث عن جهود الصندوق المستمرة لوضع حد لمعاناة الأفراد المصابين بخمسة من أمراض المناطق المدارية المهملة، التي تصيب أكثر من 1.7 مليار فرد؛ حيث يقدّم إند فَنْد الدعم لبرامج مخصصة لهذه القضية، بالتعاون مع مجموعة من الشركاء في أكثر من 25 دولة، مركّزين على دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

فيما تحدّث نيك غرونو عن الجهود الطموحة لمنظمته، التي تعمل على مكافحة العبودية والقضاء عليها؛ حيث جمع فريدوم فَنْد بقيادة نيك غرونو أكثر من 200 مليون دولار، لتقديم الدعم طويل الأمد لأكثر من 120 منظمة غير حكومية، حول العالم، وإحداث تغييرات إيجابية على حياة أكثر من مليون شخص. ويدعم فريدوم فَنْد، القطاع غير الربحي، من خلال توفير الموارد للمنظمات الشعبية التي تعمل على الخطوط الأمامية لتحرير ضحايا الاتّجار وإعادة تأهيل الناجين منه.

وأكّدت أنيسة بنجاني، مديرة برنامج الحوكمة في العمل الخيري لدى مبادرة بيرل، التزام المنظمة بتشجيع التغيير الإيجابي؛ حيث قالت: «نعكف من خلال برنامجنا الحوكمة في العمل الخيري وشبكة «سيركل» على زيادة نسبة الوعي لدى المانحين من أفراد وكيانات مؤسسية، لتوظيف مواردهم باستراتيجية لخدمة المجتمعات والارتقاء بها. تركيزنا على تحديد جذور المشكلات المعقدة ومعالجتها أمر مهم جداً لإحداث تغييرات جذرية في الأنظمة، وتقوم منهجيتنا هذه على فضّ الأنظمة، التي تغذي هذه المشكلات من جذورها لا الاكتفاء بالحلول المؤقتة، وبذلك، سيتحقق التغيير الذي يخدم جميع أفراد المجتمع».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4y9dwm85

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"