عادي

مؤيدون لروسيا.. ما مصير المساعدات الأوكرانية بعد فوز الشعبويين في سلوفاكيا؟

11:06 صباحا
قراءة 4 دقائق
مؤيدون لروسيا.. ما مصير المساعدات الأوكرانية بعد فوز الشعبويين في سلوفاكيا؟
«الخليج» - وكالات
فاز حزب شعبوي يطالب بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وينتقد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في انتخابات سلوفاكيا، وفق ما أظهرت نتائج رسمية الأحد.
وبعد فرز كل الأصوات تقريباً، حصل حزب «سمير-إس دي» بقيادة رئيس الوزراء السابق روبرت فيكو على 23,3 في المئة متغلباً على حزب سلوفاكيا التقدمية الوسطي الذي حصل على 17 في المئة.
وتعهّد فيكو (59 عاماً) بأن سلوفاكيا لن ترسل «قطعة ذخيرة واحدة» إلى أوكرانيا ودعا إلى تحسين العلاقات مع روسيا.
ويتوقع محللون أن تحدث حكومة برئاسة فيكو تغيّراً جذرياً في سياسة سلوفاكيا الخارجية لتصبح أشبه بالمجر في عهد رئيس وزرائها فيكتور أوربان.
ويرجّح أن يسيطر حزب «سمير» على 42 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 150 وبالتالي سيحتاج إلى شركاء في الائتلاف لنيل الأغلبية.
ويُنظر إلى حزب «هلاس-إس دي» اليساري الذي ظهر عام 2020 عندما انسحب عدد من نواب «سمير» من حزب فيكو كشريك محتمل إذ يتوقع أن يحصل على 27 مقعداً.
ويتولى قيادة «هلاس» بيتر بلغريني الذي تولى رئاسة وزراء سلوفاكيا عام 2018 بعدما اضطر فيكو للتنحي في ظل احتجاجات خرجت في أنحاء البلاد بعد مقتل الصحفي يان كوتشياك وخطيبته.
كشف كوتشياك عن العلاقة بين المافيا الإيطالية وحكومة فيكو في آخر تقرير نُشر بعد وفاته.
وأفاد بلغريني الصحفيين بأن مشاركة رئيسي وزراء سابقين في حكومة واحدة ليست فكرة جيّدة، لكن «ذلك لا يعني أن ائتلافاً من هذا النوع يعد أمراً مستحيلاً».
وقال المحلل برانيسلاف كوفاتشيك من جامعة ماتييه بل، في مدينة بانسكا بيستريتسا لفرانس برس إنه يتوقع انضمام بلغريني إلى الائتلاف.
وأكد «قد لا يكون عضواً في الحكومة، يمكن أن يصبح رئيساً للبرلمان، فعل ذلك في الماضي وكان أداؤه جيّداً».
يمكن للحزبين أن يتفقا مع الحزب الوطني السلوفاكي القومي الذي يتوقع أن يحصل على عشرة مقاعد ليشكّلوا معاً غالبية في البرلمان بـ79 مقعداً.
وشكّل فيكو مرتين في الماضي حكومة مع الحزب الوطني السلوفاكي الذي عارض المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وتعد سلوفاكيا من أكبر المانحين لأوكرانيا في أوروبا.
زار وزير الدفاع السلوفاكي مارتن سكلينار كييف قبيل الانتخابات فيما شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاقتراع سلوفاكيا لـ«وقوفها إلى جانب أوكرانيا».

من هو فيكو؟

شغل فيكو سابقاً منصب رئيس وزراء سلوفاكيا لأكثر منذ عقد من الزمن، أولاً في الفترة بين عامي 2006 و2010 ثم مرة أخرى بين عامي 2012 إلى 2018.
وأُجبر على الاستقالة في مارس/آذار 2018 بعد أسابيع من الاحتجاجات الجماهيرية على مقتل الصحفي الاستقصائي يان كوتشياك وخطيبته مارتينا كوسنيروفا، حيث تحدث كوتشياك عن الفساد بين النخبة في البلاد، بما في ذلك الأشخاص المرتبطون مباشرة بفيكو وحزبه.

روايات مؤيدة لروسيا

وقال المحلل المستقل غريغوري ميسيزنيكوف لفرانس برس «علينا الإنصات بتمعّن لما يقوله فيكو علناً».
وأضاف «إنه ينشر روايات مؤيّدة لروسيا، وهذا أمر خطير، لن يكون من السهل تنفيذ التهديد، لكنه سيحاول، وسنكون أقرب إلى المجر حينذاك».
يُنظر إلى المجر على أنها دولة مسببة للمتاعب في الاتحاد الأوروبي إذ تواجه انتقادات متكررة في قضايا مرتبطة بسيادة القانون وعرقلة جهود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لمساعدة أوكرانيا.
وسيشارك حزب «أولانو» الوسطي التابع لرئيس الوزراء السابق إيغور ماتوفيتش الذي تولى السلطة في العامين 2020 و2021 ودخل في عراك بالأيدي مع عضو في حزب «سمير».
وقاد «أولانو» ائتلافاً يضم ثلاثة أحزاب يتوقع أن يفوز بـ16 مقعداً.

لن يرسل أي مساعدات

ودعا فيكو الحكومة السلوفاكية إلى التوقف عن إمداد كييف بالأسلحة، وقال إنه إذا أصبح رئيساً للوزراء فإن سلوفاكيا «لن ترسل جولة أخرى من الذخيرة»، كما أنه يعارض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال غريغوري ميسينيكوف، المحلل السياسي ورئيس معهد الشؤون العامة، وهو مركز أبحاث سلوفاكي، لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، إن فيكو، مثل العديد من المتعاطفين مع روسيا، يصور دعمه لموسكو على أنه مبادرة «سلام».
وأضاف: «يقول هو وحلفاؤه إنه لا ينبغي لنا أن نرسل أسلحة إلى أوكرانيا لأن ذلك سيجعل الحرب تستمر لفترة أطول».
وتابع: «إنهم يقولون إنه سيكون هناك سلام فقط إذا توقفنا عن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، لأننا إذا لم نفعل ذلك فسوف ينتهي الصراع عاجلاً، لذا، فإنهم في جوهر الأمر مؤيدون لروسيا نفسها».

«الخيار الطبيعي»

ولدى تصويتها لصالح حزب «سمير» في براتيسلافا، قالت إليسكا سبيساكوفا، إن الحزب يعد «الخيار الطبيعي بالنسبة للعمال الفقراء وأشخاص مثلي».
وأفادت لفرانس برس «لدي ثقة كبيرة في (فيكو)، إنه يركّز خصوصاً على احتياجاتنا كسلوفاكيين».
شهدت الحملة الانتخابية معدلات مرتفعة للتضليل على الإنترنت، استهدفت خصوصاً رئيس حزب «سلوفاكيا التقدمية» ميشال سيميكا، وهو نائب رئيس للبرلمان الأوروبي.
وكشفت دراسة لمركز أبحاث غلوبسيك العام الماضي عن أن غالبية السلوفاكيين يصدّقون نظريات المؤامرة الشائعة.
استقلت سلوفاكيا عام 1993 بعدما انفصلت سلمياً عن الجمهورية التشيكية في أعقاب انتهاء أربعة عقود من حكم الحزب الشيوعي الاستبدادي لتشيكوسلوفاكيا عام 1989.
ورغم أن العديد من السلوفاكيين اختبروا الحياة في ظل نظام شيوعي تديره موسكو، إلا أن كثراً صوتوا للشعبويين الذين يشاركون الكرملين وجهات نظره.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p88bjkm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"