ملتبسات ثورات الطبيعة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

هل طاف بخاطرك ما يحدث للطبيعة وتأثيره على الإنسان؟ حسناً، دع الطريقة الأخلاقية العقابية في تناول الظاهرات الطبيعية، وتعال فسّر لي بالأدلة، أن الحياة على الكوكب ليست قائمة على معادلات فيزيائية، كيميائية، بيولوجية، بيئيّة، جيولوجيّة، فعندما تختلّ توازناتها تنهار موازينها. صحيح أن الإنسان العاقل (هوموسابيانس) مضى على ظهوره ثلاثمئة ألف سنة، لكن، يجب ألاّ ننسى أن النفس البشرية لا تزال تحبو من حيث النضج، تماماً كالطفل، الذي تلعب التشخيصيّة لديه دور مهمّاً. حين يصطدم برجل طاولة، يشعر بأنها ضربته، لذلك تسارع الأمّ إلى ضرب الطاولة انتقاماً، فيكف عن البكاء. هو الحقل ذاته الذي تعشش فيه الأرواح الشرّيرة وكل مسلسل التطيّر.

من الضروري النظر بموضوعية إلى الحياة على كوكبنا منذ ميلاده. لقد ظلت طبيعة الأرض في حالة ثورات لا حياة فيها لحياة. بقيت على تلك الحال أكثر من مليار عام، إلى أن بدأ روعها يهدأ وتنخفض حرارة ويلها وثبورها. يجب الإقرار بأن درجات سلّم الأحياء، من البكتيريا إلى الثدييات العليا، ما قبل الإنسان، كانت تتسم بمستوى رفيع من الاعتراف بجمائل الطبيعة، فلا تسرف في الاستهلاك، ولا تتلف النعمة.

لكن، من حقك أن تسأل: لقد عاشت مئات ملايين السنين على الكوكب، قبل الآدميين، فلماذا ضنّت عليهم بدروس النزاهة والأخلاق الكريمة؟ فهذا الكائن الذي يدّعي الحضارة ونشر الحرية والديمقراطية، تفتقت عبقريته عن خطة جهنمية تسمى الرأسمالية المتغوّلة، فأهدرت، منذ 1900 إلى اليوم، نصف مخزون الأرض من المحروقات. يختزل البعض المشكلات في ارتفاع درجة حرارة الأرض. هؤلاء ينسون تلوّث البحار والأنهار والتربة والنباتات. التصوّر الساذج، لانعدام التوعية، هو أن ارتفاع الحرارة درجتين مئويتين أو ثلاثاً لا يُعدّ شيئاً، فالإنسان يعيش بسهولة ارتفاع الحرارة من الأربعين إلى سبع وأربعين، بينما الصواب القياس على ارتفاع حرارة الجسم ثلاث درجات؟

حماقة الإنسان المدمّرة، هي توهّم أن الطبيعة بضاعة يمتلكها، ومن حقه أن يفعل بها ما يشاء. الدناصير عاشت أكثر من مئتي مليون سنة، ثم ودّعت من دون أن تعيث في الأرض فساداً. اليوم: إلى أين مراكمة الأسلحة النووية والبيولوجية؟ للعاقل أن يسأل: اضرب عقلك وعقلانيتك في ألف، لكن، قل لنا: كيف تفسّر ثورة غضب الطبيعة في آن، في الولايات المتحدة، السويد، بريطانيا، إيرلندا، بلغاريا، اليونان، تركيا، مع استبعاد إبليس الأيدي الخفيّة؟ حسن الظن بالإيمان يعيد إلى الأذهان، طرفة الخليفة المنصور، الذي قال في خطبة: «احمدوا الله على أني منذ وُلِّيت عليكم أذهب الله عنكم الطاعون، فقال له أحدهم: إن الله أكرم من أن يجمع علينا المنصور والطاعون». الله أكرم من أن يجعل الكوارث الطبيعية من تدبير الأيدي الخفية. أو هكذا نمنيّ النفس.

لزوم ما يلزم: النتيجة الاستشرافية: هل ينقذ الذكاء الاصطناعي الإنسان من الإنسان؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yxkupdbb

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"