عادي

منصور بن زايد: «كونجرس الدولي للأرشيف» منصة لجمع ذاكرة الإنسانية وحفظها وإتاحتها بموثوقية

12:59 مساء
قراءة 7 دقائق
1
خلال افتتاح المعرض المصاحب للكونجرس - تصوير محمد السماني
1
الحضور خلال انطلاق الفعاليات تصوير: محمد السماني
منصور بن زايد: «كونجرس الدولي للأرشيف» منصة لجمع ذاكرة الإنسانية وحفظها وإتاحتها بموثوقية

أبوظبي: عماد الدين خليل

أكد سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، أن كونغرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي 2023 منصة تتيح للمختصين والخبراء والمسؤولين في ميدان العمل الأرشيفي عالمياً، فرصة بحث المسؤوليات الكبرى المنوطة بنا جميعاً، من أجل جمع ذاكرة الإنسانية وحفظها وإتاحتها وتوفير المعلومة الموثقة لمن يحتاج إليها، فالذاكرة الوطنية أمانة في أعناق الجميع.
 جاء ذلك خلال كلمة سموه في افتتاح أعمال كونغرس المجلس الدولي للأرشيف التي ألقاها نيابة عن سموّه، حمد بن عبد الرحمن المدفع، رئيس مجلس إدارة الأرشيف والمكتبة الوطنية.
 وقال سموّه «من دواعي سروري أن أرحب بكم جميعاً في أعمال كونغرس المجلس الدولي للأرشيف 2023 الذي نفخر باستضافته في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات، وهي المرة الأولى التي يعقد فيها هذا الحدث الأرشيفي العالمي في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، ونحن نثمّن عالياً هذه الثقة الكبيرة التي منحنا إياها المجلس الدولي للأرشيف».
 وأضاف «نتطلع ليكون الكونغرس منصة تتيح للمختصين والخبراء والمسؤولين في ميدان العمل الأرشيفي عالمياً، فرصة بحث المسؤوليات الكبرى المنوطة بنا جميعاً من أجل جمع ذاكرة الإنسانية وحفظها وإتاحتها، وتوفير المعلومة الموثقة لمن يحتاج إليها، فالذاكرة الوطنية أمانة في أعناق الجميع».
وقال سموّه «إن آمال شعوبنا في حفظ ذاكرتها مسؤولية كبيرة، وهذه الآمال معقودة على النخبة من صنّاع القرار وخبراء صناعة الأرشفة في هذا الملتقى العالمي. وللتعاون في حفظ الإرث الحضاري الإنساني وتوثيقه وتدوينه وأرشفته أهمية كبرى، بجانب تشجيع الحوار وتبادل المعرفة والخبرات، وترسيخ ممارسات مهنية حديثة تتسم بالمرونة والابتكار والإبداع في أرشفة ذاكرة الشعوب وتوثيقها وحفظها».
 وأضاف «كما نتطلع إلى تمكين الشباب في هذا الحقل المهم من حقول المعرفة لكي يسهموا في تحصين الذاكرة، وهذا ما ركز عليه الكونغرس حين خصص لهم مسابقة الهاكاثون، فالأرشيفات بتوثيقها للماضي تعدّ البعد الآخر الذي يجب أن نحافظ عليه، ونفخر به، ونستقي منه العِبر، ونحن نستشرف مستقبلنا الذي نريده أن يكون الامتداد الأجمل للماضي».
 وقال «إنني أثمّن الدور الذي أدّاه الأرشيف والمكتبة الوطنية، وهو ينظم هذا الحدث الأرشيفي الدولي، إذ أراده مميزاً يعود بالفوائد الجمة على تطور مهنة الأرشفة وممارساتها، ويقوّي روابطها مع مختلف المهن والتخصصات في مجتمعاتنا، ولذلك جاءت المحاور الخمسة للكونغرس مواكبة للتغيرات المتسارعة في العالم، وفرصاً سانحة لمناقشة التحديات التي تواجه الأرشيفات والبحث عن حلولٍ لها، وهذا ما يتجلى واضحاً في مناقشة التقنيات الناشئة، والمعرفة المستدامة: الأرشيف والسجلات وتغيّر المناخ، والثقة والأدلة، والإتاحة والذكريات، وأول هذه المحاور السلام والتسامح، ومرحباً بكم في دولة الإمارات العربية المتحدة واحة السلام والتسامح، وأمنياتي لكونغرس المجلس الدولي للأرشيف أن يحقق هدفه الكبير وهو إثراء مجتمعات المعرفة».
وشهد الافتتاح الرسمي، صباح أمس الثلاثاء، حضور كوكبةٍ من كبار الشخصيات، من ضمنهم فرانسوا أولاند، الرئيس الفرنسي الأسبق، وجوزيه كيربس، رئيسة المجلس الدولي للأرشيف، وعدد كبير من قادة الرأي والخبراء والمختصين في مجالات الأرشفة والتوثيق وحفظ السجلات، كما تم أيضاً افتتاح المعرض المصاحب للكونغرس، بمشاركة أكثر من 60 عارضاً من 35 دولة ومشاركة ما يزيد على 350 متحدثاً وتمثيل أكثر من 135 دولة، بالإضافة إلى تقديم أكثر من 310 ورقات بحثية.
وقال فرانسوا أولاند، الرئيس الأسبق للجمهورية الفرنسية خلال كلمته الرئيسية: «يسعدني أن أشارك في كونغرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي 2023، كما أشكر دولة الإمارات على استضافة هذا الحدث المهم برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، الذي جعل هذا المؤتمر نسخة فريدة من نوعها، ولقد حققت دولة الإمارات إنجازات اقتصادية وتنموية مشهودة جعلتها واحدة من الدول الرائدة على مستوى العالم، كما لم تغفل الدولة عن أهمية المعرفة في مسيرة التنمية، حيث أدركت قيمة الثقافة والتراث والمعلومات في بناء المجتمع، لذلك عملت على إنشاء مركز التوثيق والأبحاث في عام 1968، والذي أصبح في عام 2000 مركز الأرشيف الوطني، ويعكس ذلك حرص الدولة على تعزيز العمل الأرشيفي للحفاظ على تاريخ وتراث الدولة، ويعد تنظيم دولة الإمارات لدورة هذا العام من كونغرس المجلس الدولي للأرشيف في أبوظبي إنجازاً كبيراً يعكس الجهود التي بذلتها الدولة في مجال الأرشيف والتزامها بالحفاظ على التراث وتعزيز أهمية الأرشيف في مجال الحفاظ على المعلومات وضمان الوصول إليها، إضافة إلى حرصها على مواكبة أحدث التقنيات والممارسات في مجال العمل الأرشيفي».
وقالت جوزيه كيربس، رئيسة المجلس الدولي للأرشيف في كلمتها: «نشكر دولة الإمارات على هذه الاستضافة المميزة لفعاليات كونغرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي 2023، وتنظيمها الرائع لهذا الحدث الذي يشكل تجربة مهنية فريدة لنا جميعاً، كما أعرب عن امتناني لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لدعمه كونغرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023. ومما لا شك فيه أن دورة هذا العام في أبوظبي ستشكل فرصة فريدة أمام المعنيين بالعمل الأرشيفي من أنحاء العالم للبحث في كافة الجوانب المتعلقة بالأرشيف والتحديات التي تواجهه، بالإضافة إلى إقامة اتصالات مباشرة مع الجهات الأرشيفية في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي في ظل الاهتمام المتزايد بمجالات إدارة المجموعات الأرشيفية وحفظ السجلات الرقمية والبرمجة العامة للتعليم على مستوى هذه المنطقة، وستبحث دورة هذا العام من الكونغرس في كل ما يتعلق بالعمل الأرشيفي، وذلك من خلال ورش العمل وحلقات النقاش والأوراق البحثية التي تتناول موضوعات غاية في الأهمية مثل تغير المناخ والتقنيات الناشئة والسلام والتسامح. ونحن ننظر إلى هذا الحدث كمنصة مهمة لمشاركة المعرفة وإبراز التنوع والتعلم من بعضنا بعضاً والعيش بطريقة مختلفة».
وقال الدكتور عبدالله الريسي، المستشار الثقافي بديوان الرئاسة، ورئيس اللجنة المنظمة لاستضافة كونغرس المجلس الدولي للأرشيف - أبوظبي 2023: «يسرّنا أن نشهد افتتاح كونغرس المجلس الدولي للأرشيف الذي تستضيفه دولة الإمارات في إطار التزامها الراسخ بحفظ التراث الثقافي والإنساني، وتعزيز دور القطاع الأرشيفي في توثيق المعلومات وتسهيل الوصول إليها. وتعكس إقامة هذا الحدث لأول مرة على مستوى المنطقة في دولة الإمارات تنامي مكانتها على الخريطة المعرفية والثقافية الدولية، والدور الرائد الذي تضطلع به في توطيد التعاون الدولي، وتوظيف الابتكارات الحديثة والممارسات العلمية لدفع عجلة التحول المستدام في مختلف القطاعات، وإتاحة منصات لتبادل الرؤى ومشاركة الخبرات حول السبل الكفيلة بتطوير القطاع الأرشيفي».
وتركز أعمال الدورة الحالية من الكونغرس على 5 محاور فرعية، وهي السلام والتسامح والتقنيات الناشئة: السجلات والحلول الإلكترونية، والمعرفة المستدامة والكوكب المستدام: الأرشيف والسجلات وتغيُّر المناخ، والثقة والأدلة، والإتاحة والذكريات.
 ويشهد كونغرس المجلس الدولي للأرشيف أبوظبي 2023 العديد من الفعاليات المصاحبة، من أبرزها «هاكاثون المجلس الدولي للأرشيف» الذي يقام بمشاركة مجموعة من الفرق الجامعية، ويستهدف تحفيز المشاركين على ابتكار حلول إبداعية للتحديات التي تلقي بظلالها على عمليات الأرشفة والحفاظ على التراث.
كما تشمل الفعاليات المقامة في إطار الكونغرس «منتدى شباب كونغرس المجلس الدولي»، والذي يتيح لأبناء جيل الشباب منبراً لمناقشة جملة من المحاور والقضايا المهمة، وفي مقدمتها الاستدامة، وبحث السبل الكفيلة بمواجهة التحديات التي يشهدها العالم عبر الارتقاء بكفاءة إدارة المعلومات والمعرفة.

تَحَدٍّ طلابي وجوائز بقيمة 20 ألف دولار

 شهد كونغرس المجلس الدولي للأرشيف لأول مرة في تاريخه تنظيم فعالية «هاكاثون المجلس الدولي للأرشيف ICA Hackathon» والتي تهدف إلى تحفيز المشاركين على إيجاد حلول إبداعية لتحديات الأرشفة والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي.
وتم دعوة ما يصل إلى 6 فرق جامعية و6 فرق من المدارس الثانوية للعمل على ابتكار الحلول لهذا التحدي، وستمنح المسابقة جوائز مُجزية بقيمة 20 ألف دولار أمريكي لفريق الجامعة الفائز و10 آلاف دولار أمريكي لفريق المدرسة الثانوية الفائز، سيتم خلال الهاكاثون منح فرق من الجامعات والمدارس إمكانية الوصول إلى المواد الأرشيفية التي لم يتم نشرها من قبل، ولكنها تنطوي على إمكانات كبيرة للباحثين والمؤرخين.
وستواجه فرق الهاكاثون التحدي المتمثل في تحويل «كومة البيانات» هذه إلى أصول ذاكرة قيمة، يمكن الوصول إليها واستخدامها للأجيال القادمة، وفي نهاية التحدي بين الفرق المُختارة، يتم عرض النتائج من قِبل كل فريق خلال 5 دقائق، ثم تنتقل الفرق للمرحلة التالية والمطلوب فيها من كل فريق تعديل وتصحيح البيانات وفقاً لملاحظات المشرفين، ومن ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي مراجعة لجنة التحكيم للنتائج والعروض التقديمية المقدّمة من الطلاب ليتسنى لهم اختيار الفرق الثلاثة الفائزة في الهاكاثون.

«الذكاء الاصطناعي» لحفظ الوثائق لمدة تصل إلى 2000 سنة

 استعرض الأرشيف والمكتبة الوطنية 4 تقنيات لمشاريع حديثة متخصصة في مجال الأرشفة وحفظ الوثائق، مدعمة بالذكاء الاصطناعي لزيادة مدة حفظ الوثائق وأرشفتها لأطول مدة ممكنة من دون التعرض لأي تلف.
وقالت فاطمة الرميثي من الأرشيف والمكتبة الوطنية إن جهاز «PIQL READER» وهو جهاز حديث لحفظ الوثائق والمستندات بكافة أشكالها من صور وفيديوهات ونصوص على المدى البعيد لمدة تصل حتى 2000 سنة، حيث يتم نقل المستندات بعد عملية الرقمنة إلى عملية التحنيط وطباعتها على شرائح مصغرة مخصصة للحفظ بطرق منظمة وحديثة ويتم وضعها في صناديق لحفظ تلك الشرائح في ظروف خاصة، ومن ثم الاستعانة في أي وقت بتلك الوثائق من خلال تمرير تلك الشرائح على الجهاز لقراءتها ومن ثم استخراجها عن طريق جهاز الكمبيوتر المتصل بالجهاز.
وأضافت أن الأرشيف يستعرض أيضاً نموذجاً حديثاً لواقع افتراضي للمشاريع المختلفة لقسم تقنية المعلومات المرتبطة بالأرشيف، بالإضافة إلى المكتبة الإلكترونية الحديثة ونظام حديث للتعرف إلى الصور من خلال البحث بالوجه لتوسيع قاعدة البيانات وتسريع عملية البحث والأرشفة، مدعمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
 
الشارقة للآثار تستعرض 1300 قطعة أثرية بتقنية الواقع المعزز

 استعرضت هيئة الشارقة للآثار، خلال مشاركتها في المعرض، أكثر من 1300 قطعة أثرية من مكتشفات إمارة الشارقة ومواقعها، من خلال تقنية الواقع المعزز وثلاثي الأبعاد، بهدف حفظ المواقع الأثرية الثابتة من التغيرات المناخية وعوامل التعرية التي قد تؤثر سلباً في الموقع على المدى البعيد.
وأتاحت الهيئة الفرصة للزوار للاطلاع عليها بصورة عالية الدقة تمكنهم من استكشاف أدق التفاصيل عن طريق البحث التصنيفي للقطع الأثرية، سواء كان البحث عن طريق نوع المادة أو الفترة الزمنية للأثر.
وقامت الهيئة باستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال تقنية الواقع المعزز، والتي توفر للباحث تجربة فريدة لاستعراض القطع الأثرية من خلال الأجهزة الذكية، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في إعادة إعمار المواقع الأثرية بناء على الأساسات والقطع الأثرية التي تم اكتشافها في الموقع، وتم تطبيق التقنية في موقع قصر مليحة الأثري وموقع قبر عمد بن جر، ومسجد المدفع الأثري.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y233rme3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"