صفر كربون

منى عبدالله
تعتبر دولة الإمارات من الرواد العالميين في مجال التكنولوجيا الخضراء والاستدامة. يظهر تفوقها البيئي على الساحة العالمية من خلال تصدرها ثمانية مؤشرات بيئية في التقارير العالمية. فقد جاءت في مرتبة متقدمة وتصدرت اللائحة في مجموعة متنوعة من المؤشرات البيئية والمحيطة بالأعمال البيئية، وتُجسّد الإنجازات الكبيرة في المؤشرات العالمية التزام الدولة بالاستدامة والحفاظ على البيئة على الساحة الدولية. ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن مؤسسة القمة العالمية للحكومات يؤكد أن الحياد الكربوني يمثل أولوية عالمية أساسية، باعتباره هدفاً عالمياً للاستدامة التزمت به معظم الدول، ودعا التقرير الحكومات إلى تكثيف الجهود للوفاء بتعهداتها في سبيل تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية عبر القطاعات الرئيسية.

واحتراماً لالتزامها بتقليل الانبعاثات الكربونية ومكافحة التغير المناخي؛ أطلقت الدولة مفهوم «صفر كربون». ويهدف المفهوم إلى العمل على إزالة الانبعاثات الغازية الناتجة عن الأنشطة البشرية وتقليل الأثر الكربوني.

تعتبر هذه المبادرة جزءاً من الجهود الشاملة للإمارات في التحول إلى اقتصاد أكثر استدامة وخضرة. عبر تبنيها لمجموعة واسعة من الإجراءات والابتكارات لتحقيق الهدف المنشود. على سبيل المثال، قامت الدولة بزراعة آلاف الأشجار وتنفيذ برامج واسعة النطاق لتحقيق كفاءة استهلاك الطاقة في المباني الحكومية والمدارس والمنشآت العامة. هناك أيضاً تشجيع لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوفير احتياجات الكهرباء. تستخدم مشاريع مثل محطة محمد بن راشد للطاقة الشمسية ومزارع الرياح في العديد من المناطق في الإمارات لتوليد الكهرباء النظيفة. بالإضافة إلى ذلك، تضع الإمارات تركيزاً كبيراً على تعزيز حركة النقل العام، وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية والهجينة. تم بناء العديد من شبكات النقل العام الحديثة، وتوفير خطط لتوفير سيارات الأجرة وخدمات النقل العام الآمنة والمستدامة.

وبغض النظر عن هذه الجهود، لا يمكن تحقيق صفر كربون دون مشاركة المجتمع المحلي. لذا، يتم تعزيز الوعي البيئي والتثقيف من خلال حملات التوعية والتعليم. تُعقد العديد من الفعاليات والمؤتمرات والندوات لتشجيع السكان والأعمال على تبني أساليب حياة مستدامة، وتطبيق مبادئ صفر كربون في حياتهم اليومية. لا شك في أن صفر كربون يُعدّ تحدياً كبيراً، ولكن الإمارات لديها رؤية واضحة لتحقيقه بحلول العام عام 2050.

وتشهد الدولة تقدماً ملحوظاً في مجال الاستدامة البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية، وهو أمر يستحق الاحترام والإشادة. وباختصار مفيد في الختام تعدّ دولتنا قائدة عالمية في مجال صفر الكربون.
[email protected]