عادي

الدجاج بروتين مثالي للمناخ وليس للطبيعة

19:45 مساء
قراءة 3 دقائق
البصمة الكربونية للدجاج أقل من اللحوم (أ.ف.ب)

يقول بيار- ماري أوبير من معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية: «إذا فكرنا فقط من ناحية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوغرام من لحم الدجاج، فسننكب جميعاً على تناوله، وقد نعتقد بأننا توصّلنا إلى الحل، لكن حينها نكون قد ارتكبنا خطأً كبيراً»، مع أن الدجاج بروتين حيواني مثالي للمناخ، لكنه ليس كذلك للطبيعة.

وتابع: «إذا لم نفكّر سوى من ناحية انبعاثات الكربون، فستنقلب أمور كثيرة ضدنا على المدى البعيد».

ويتسبب لحم الدجاج في انبعاث «أقل من كيلو» في المتوسط من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (CO2e) لكل كيلوغرام مُنتج (قبل الذبح والمعالجة والتوزيع)، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، مقارنة بنحو كيلوغرامين من هذه الانبعاثات يتسبب بها إنتاج لحم الخنزير، و30 كيلوغراماً ناجماً عن إنتاج لحم البقر. ومع أن أرقاماً تقديرية أخرى تبيّن اختلافات واضحة، تُجمِع كلّها على أن إنتاج الدجاج هو الأفضل لناحية الانبعاثات.

فالأبقار تؤذي المناخ بسبب تجشؤها المحمّل بغاز الميثان، وهو غاز يتسبب باحترار كبير. وخلافاً للاعتقاد الشائع، لا تتسبب عملية النقل سوى بزيادة محدودة للبصمة الكربونية المرتبطة بالأغذية، أما البروتينات النباتية فهي أفضل عموماً لناحية انبعاثات الكربون. لكن بصمة الدجاج الكربونية جيدة أيضاً وتُعد أفضل بقليل من تلك الخاصة بزارعة الأرز، بحسب تقديرات، وذلك بسبب غاز الميثان المنبعث من حقول الأرز.

لكن إنتاج لحوم الدجاج يستوجب إنتاج الحبوب التي تتغذى عليها هذه الحيوانات، ما يتطلّب مساحات شاسعة للزراعة، وأسمدة صناعية، ومبيدات حشرية في عملية لها نتائجها السلبية على التنوع البيولوجي، ونوعية المياه، وإزالة الغابات، إضافة إلى ما هو مرتبط بوضع الحيوانات.

ويُعد الدجاج أحد أكثر اللحوم استهلاكاً في العالم. ويتزايد إنتاجه باستمرار، ويتوقع أن يتجاوز 103 ملايين طن سنوياً في 2024، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية.

وتقول الباحثة في معهد الاقتصاد التابع لجامعة هارفارد لوسيل روجيسار: «شددنا كثيراً على الانبعاثات الناجمة عن الحيوانات لدرجة أن عدداً كبيراً من الأشخاص يعتقدون بأن استبدال لحم البقر بالدجاج يكفي، لكن الاستهلاك الإجمالي للحوم هو الذي ينبغي خفضه».

وتقول آن موتي من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية: إن «اتخاذ الخيارات الغذائية على أساس معيار واحد فقط ليس بفكرة جيدة، فلحم البقر يحوي دهوناً أكثر ويتسبب بانبعاثات أعلى من الناجمة عن إنتاج اللحوم البيضاء، لكن تناول كميات قليلة منه مفيد لمَن يعانون نقصاً في الحديد، وهي مشكلة صحية تطال ثلث النساء في العالم».

ويهتم أحد مربي المواشي بثلاثين ألف دجاجة داخل حظيرة غربي فرنسا. في أقل من شهر، سيزيد وزن هذه الحيوانات أكثر من ثلاث مرات، لكن لحومها ستكون ذات بصمة كربونية منخفضة.

ويقول ستيفان داهيريل (56 عاماً) الذي يدير هذه العملية في وسط بريتاني: إن «الهدف هو إنتاج أفضل أنواع من اللحوم في أقصر وقت وبأقل كمية ممكنة من الغذاء».

ويتناثر في المكان ريش دجاجات فقست بيضها قبل 20 يوماً، علماً بأن كل واحدة منها تزن نحو كيلوغرام واحد، أي أكثر بعشرين مرة مما كان عليه عند ولادتها. وفي وقت ذبحها عند بلوغها 45 يوماً، سيتخطّى وزن الواحدة ثلاثة كيلوغرامات.

وتُستخرج من صدورها الكبيرة كمية وفيرة من لحم الفيليه المفضّل لدى المستهلكين الغربيين.

ويتيح هذا الإنتاج المتسارع للدجاج جعل البصمة الكربونية للحوم في فرنسا أو أي بلد آخر، محدودة. بالتالي، يشكّل لحم الدجاج الذي يتم تناوله في مختلف أنحاء العالم، حلاً للمسائل المناخية، في حال استُبدل لحم البقر به. ولهذه المسألة أهمية كون تربية الدجاج تتسبب في 10 إلى 20% من انبعاثات غازات الدفيئة المتأتية من بشر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/39u92kkf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"