عادي
ماكرون يتعهد بتقديم الدعم لبلدات فرنسية تأثرت بالفيضانات

كاليفورنيا تكافح النار بالنار خلال مواجهة حرائق الغابات

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
3

يعمل عشرات المتطوعين على الحد من احتمالات اندلاع الحرائق في إحدى غابات ولاية كاليفورنيا الأمريكية، من خلال استخدام النار نفسها؛ إذ يستبقون الخطر بواسطة مشاعل يضرمون بها «حرائق محدودة النطاق» لتنقية المنظومة الحرجية من نباتات السرخس والأغصان المتيبسة والأوراق الجافة، فيما زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت، البلدات التي غمرتها المياه في شمال فرنسا، بعد سلسلة من العواصف والأمطار الغزيرة والفيضانات، التي تسببت في دمار هائل بالمنطقة، إضافة إلى تعطل مئات المدارس وعرقلة حركة النقل، كما غمرت المياه الحقول الزراعية ودمرتها، وتسببت في إجهاد الخدمات العامة، في حين قالت الرئاسة الفرنسية، إن ماكرون تعهد بتقديم الدعم لبلدات شمال فرنسا التي تأثرت بالفيضانات. بينما يكافح رجال الإطفاء بالبرازيل حريق غابات في ولاية ماتو غروسو.

وتنظّم سلطات كاليفورنيا عمليات مماثلة بصورة أكبر، على غرار ما تعتمده في متنزه طبيعي يقع على أطراف مدينة سانتا كروز قرب سان فرانسيسكو. وتشكّل هذه العمليات إجراءات وقائية، للحد من احتمالات اندلاع حرائق مدمّرة، أودت بحياة أكثر من 200 شخص خلال السنوات العشر الماضية، فيما تزداد حدتها بفعل التغير المناخي. وتقول بورتيا هالبرت، وهي عالِمة في متنزهات ولاية كاليفورنيا ومسؤولة عن الإشراف على العمليات: إن «أفضل طريقة لمكافحة الحرائق هي النيران، مصير النباتات هو الاحتراق على أي حال، لذا نتعمّد حرقها بطريقة محدودة النطاق، لمنع النيران من الوصول إلى المنازل والتسبب في خسائر بشرية». ويتم إعداد مختلف التفاصيل بعناية قبل إشعال النيران في الشجيرات؛ إذ تُحفر الأرض لإنشاء خط قادر على احتواء النيران، فيما تُنقَل الأغصان والجذوع القريبة جداً من الأشجار وتُنشر خراطيم المياه لريّها إن لزم الأمر. وتلتهم النيران أراضي الغابة من دون أن تتسّع رقعتها إلى أشجار البلوط والسيكويا العملاقة وأنواع أخرى، وفي حال نشوب حرائق في المستقبل، سيكون أمام النيران كميات أقل من العشب القابل للاحتراق ولن تصل تالياً إلى قمم الأشجار أو تصبح رقعتها كارثية. وشهدت كاليفورنيا التي طالها الجفاف، حرائق ضخمة اتّسع نطاقها خلال العقد الماضي، وتقول هالبرت إن هذه الحرائق دفعت الجميع ليصبحوا أكثر وعياً في ما يخص هذه المشكلة. وأدركت سلطات الولاية أن سياستها المتعلقة بإدارة الغابات والتي تستند إلى منع اندلاع الحرائق بأي ثمن، كانت تؤدي إلى نتائج عكسية، ويصيب الجفاف الشجيرات بسرعة أكبر من غيرها بسبب الاحترار المناخي، لتصبح عاملاً مساهماً في جعل الغابات بؤراً قابلة للاشتعال واحتواء حرائق لا يمكن السيطرة عليها. ولخفض هذا الخطر، أعادت كاليفورنيا اللجوء إلى الحرائق المضبوطة، التي كان يعتمدها السكان الأصليون، مع العلم أنها حُظرت في عام 1850. وترغب الولاية في أن تكون بحلول سنة 2025، قد حرقت نحو 160 ألف هكتار سنوياً اعتماداً على هذه الطريقة، أي ما يعادل 220 ألف ملعب كرة قدم. وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت في كاليفورنيا نحو عشرين جمعية معنية بالحرائق المحدودة النطاق، وإضافة إلى عمل فرق الإطفاء والخدمات الخاصة بالغابات، تتولّى الجمعيات تعليم الأفراد كيفية تنفيذ عمليات مماثلة. وعلى الرغم من هذه الجهود، لا تزال الولاية بعيدة جداً عن تحقيق أهدافها. ويقول جاريد شايلدريس من جمعية «سنترال كوست بريسكرايب برن» المتخصصة في الحرائق المضبوطة في سانتا كروز: «علينا توسيع نطاق اعتماد هذا الإجراء، والبدء بتنفيذه في مختلف أنحاء كاليفورنيا، خلال الخريف والشتاء والربيع وحتى في الصيف». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mkpf6ehz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"