مقال مدفوع
جديد الأسواق

الدكتورة هدى رجب تكشف أسرار الحمية في علاج التهاب الغدد العرقية القيحي

09:00 صباحا
قراءة 6 دقائق
ceo

في عالم الرعاية الصحية اليوم، يتزايد التركيز على دور الحمية الغذائية في تحسين الصحة العامة والتغلب على مجموعة متنوعة من الحالات الطبية. يعتبر التهاب الغدد العرقية القيحي واحدًا من الحالات الصحية التي تثير الكثير من الأسئلة حول تأثير النظام الغذائي في مسارات علاجها. من أجل فهم العلاقة بين التغذية وهذه الحالة المرضية، التقينا بالدكتورة هدى رجب علي، الأمين العام لجمعية الإمارات للأمراض الجلدية، لنناقش دور الحمية الغذائية في علاج التهاب الغدد العرقية القيحي.

السؤال: يُقال عادة أن "طعامنا هو أساس صحتنا". فهل تعتقدين أن للتغذية دوراً في علاج حالة التهاب الغدد العرقية القيحي؟ وما هي العوامل الغذائية التي يُمكن أن تزيد من حدة الأعراض أو تخفف منها؟

تشير الأدلة إلى أن هناك دورا محتملا للتغذية في علاج التهاب الغدد العرقية القيحي، فقد تتسبب بعض العوامل الغذائية في تفاقم أعراض هذه الحالة المرضية مثل زيادة الوزن، وتناول السكر ومنتجات الألبان والأطعمة الحارة والمنتجات المحتوية على مادة الكافيين. ومن ناحية أخرى، قد تساعد بعض العوامل الغذائية على تخفيف أعراض التهاب الغدد العرقية القيحي، أذكر منها الأحماض الدهنية أوميغا-3، والبروبيوتيك، والشاي الأخضر والفواكه والخضراوات. لكن أود أن أنوه هنا إلى أنه لا يوجد نظام غذائي يناسب جميع حالات التهاب الغدد العرقية القيحي، لذلك من الأفضل أن تستشير طبيبك أو أخصائي تغذية معتمد لمعرفة النظام الغذائي الأمثل لك.

السؤال: نعلم أنه ليس من السهل على المرضى التعامل مع مرض التهاب الغدد العرقية القيحي. برأيك، ما مدى أهمية التغذية في خطة العلاج الشاملة؟ وهل تحظى بالتركيز الكافي في الممارسات الطبية؟ أم من الأفضل الاستعانة بأخصائي تغذية وأخصائي جلدية لوضع خطة علاج شاملة وشخصية؟

لا شك أن التهاب الغدد العرقية القيحي هو حالة مرضية صعبة تستلزم تعديل نمط التغذية كجزء من خطة العلاج الشاملة. فمن المرجح أن تؤثر التغذية بشكل كبير  في أعراض التهاب الغدد العرقية القيحي والصحة العامة. لكن للأسف لا يزال التركيز على دور التغذية كجزء من الممارسات الطبية دون المستوى المطلوب ولا يحظى بالاهتمام الكافي الذي يستحقه.

وهذا ما يجعل النهج متعدد التخصصات الطريقة الأكثر فعالية لعلاج معظم حالات التهاب الغدد العرقية القيحي. حيث من شأن التعاون مع أخصائي تغذية وأخصائي جلدية أن يعزز من فوائد العلاج. فبينما يقدم أخصائي الجلدية العلاجات الطبية والإرشادات المتعلقة بـهذه الحالة المرضية، يتمكن أخصائي التغذية من مساعدتك على صياغة خطة غذائية شخصية تتماشى مع التدخلات الطبية. ومن خلال توحيد هذه الجهود، تتاح للمريض المصاب بالتهاب الغدد العرقية القيحي فرصة معالجة الجوانب الالتهابية، من جهة، واتباع نمط حياة مناسب، من جهة أخرى.

السؤال: يؤثر الالتهاب في العديد من الحالات الصحية المزمنة، لكن نجهل أثر التغذية في المسار الالتهابي المرتبط بالتهاب الغدد العرقية القيحي. فهل لكِ أن تُطلعينا فيما لو كان هناك أي حمية غذائية مضادة للالتهاب يمكن أن تعود بالنفع على المرضى المصابين بمثل هذه الحالة المرضية؟

يترافق التهاب الغدد العرقية القيحي بحدوث التهاب مزمن في بُصيلات الشعر. وهذا ما يجعل الأنظمة الغذائية المضادة للالتهاب مفيدة للمرضى المصابين بهذه الحالة، لا سيّما تلك الأنظمة التي تحتوي على الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضراوات. كما تُشتهر التوابل مثل الكركم والزنجبيل بتأثيرها المضاد للالتهاب ويمكن إدراجها في نظامنا الغذائي.

السؤال: هل توصين الأشخاص الذين يعانون من التهاب الغدد العرقية القيحي بتناول أي مواد غذائية أو مكملات غذائية أثبتت كفاءتها في تقوية نظام المناعة وصحة الجلد؟

دائماً ما نوصي المصابين بالتهاب الغدد العرقية القيحي بتناول بعض المكملات الغذائية لدعم الجهاز المناعي وصحة الجلد. ويمكن إعطاء هؤلاء المرضى مكملات غذائية مثل فيتامين (د)، وينبغي أن أؤكد هنا بأن الجرعات المناسبة تتطلب استشارة متخصصة، لا سيما بالنسبة لمن يعانون من نقص فيتامين (د). كما يمكن أن تساعد مكملات الزنك أيضاً على دعم وظيفة المناعة والتئام الجروح، بينما تؤثر البروبيوتيك بشكل إيجابي في محاربة الالتهاب وتدعيم الجهاز المناعي.

لكن علينا أن ندرك أن جميع هذه المكملات تأتي كجزء من الحمية الغذائية المتوازنة، وينبغي تخصيص الجرعات من قبل مقدم الرعاية الصحية بناءً على الاحتياجات الفردية، ومدى حدة التهاب الغدد العرقية القيحي. لذا، أوصي جميع المرضى بطلب استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل تناول أي مكملات غذائية.

السؤال: كما تعلمين، يلجأ العديد إلى اتباع حمية غذائية قاسية أو حمية غذائية رائجة على أمل تحسين صحتهم الجسدية، رغم أن الكثير من هذه الأنظمة الغذائية قد تكون مؤذية أو ضارة. فهل لكِ أن تشرحين لنا كيف يمكن لأخصائي الرعاية الصحية تثقيف مرضى التهاب الغدد العرقية القيحي لاختيار ما يناسبهم من بين هذا الكم الهائل من المعلومات المتاحة حول الأنظمة الغذائية، بما يضع في متناولهم إرشادات مدعومة بالأدلة؟

 يساعد أخصائيو الرعاية الصحية مرضى التهاب الغدد العرقية القيحي في اختيار ما يناسبهم من كم المعلومات الهائلة المتوفرة بخصوص الأنظمة الغذائية، وذلك من خلال تزويدهم بالمعلومات التي تمكنهم من فهم الأدلة، والتحلي بالصبر والمرونة واتباع أسلوب حياة صحي، وتقديم الدعم لهم وإرشادهم إلى المصادر الأخرى الموثوقة.

السؤال: يحظى مفهوم الطب الشخصي بانتشار متزايد في قطاع الرعاية الصحية. برأيكِ هل تعود التوصيات الغذائية المخصصة التي تلبي الاحتياجات المحددة للأشخاص وتتوافق مع صفاتهم الوراثية بالنفع على مرضى التهاب الغدد العرقية القيحي؟

نعم بكل تأكيد.  لا شك أن تقديم التوصيات الغذائية المتوافقة مع احتياجات الفرد وتكوينه الوراثي هو أمر مفيد في علاج التهاب الغدد العرقية القيحي. ويُعزى السبب وراء ذلك إلى تأثر هذا المرض المعقد بعوامل مختلفة، تتضمن الناحية الوراثية والحمية الغذائية ونمط الحياة. ومن خلال فهم ظروف الفرد الشخصية، يمكننا وضع قائمة مخصصة من التوصيات الغذائية يمكن أن تساعده على معالجة حالته المرضية هذه على نحو أفضل.

وبالطبع، نحن بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم دور النظام الغذائي في علاج التهاب الغدد العرقية القيحي بشكل جذري. وأنا بدوري أؤمن بأنه مع انتشار مفهوم الطب الشخصي على نطاق واسع، تلوح أمامنا فرصة غير مسبوقة لتطوير علاجات غذائية أكثر فعالية لهذه الحالة المرضية.

السؤال: وماذا تخبرينا عن الدور الذي قد يلعبه التوتر في تفاقم التهاب الغدد العرقية القيحي؟ أو بالأحرى كيف يمكن للمرضى إدارة مستويات التوتر بفعالية لدعم صحة جهاز المناعة لديهم، وتقليل احتمال تكرر هذه الحالة المرضية أو تفاقم شدتها؟ هل توصين هؤلاء المرضى بتقنيات محددة للتخفيف من التوتر؟

التوتر من العوامل المحفزة لالتهاب الغدد العرقية القيحي، كونه يساهم في إطلاق هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، ما يؤدي إلى زيادة الالتهاب وتفاقم أعراضه. وهنا تتوفر أمام المرضى العديد من التقنيات الفعالة لإدارة التوتر وتعزيز الصحة المناعية وربما تقليل عودة المرض وشدته. فمن خلال ممارسة التمارين الرياضية معتدلة الشدة بانتظام لمدة لا تقل عن 30 دقيقة بشكل شبه يومي يمكن التخفيف من حدة التوتر مع تحسين الصحة العامة. كما تساعد أساليب الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل والتنفس العميق في تهدئة العقل والجسم. وتلعب أنماط النوم الصحية التي تتراوح ما بين 7-8 ساعات في الليلة الدور الأهم في السيطرة على التوتر ووقاية الجهاز المناعي.

وعلينا أن نحرص أيضاً على تجنب مسببات التوتر الشخصية واتباع الاستراتيجيات التي تساعدنا على تجنبها أو التعامل معها. لذا، فإن أخذ فترات راحة وقضاء وقت ممتع مع الأحباء والمشاركة في أنشطة ممتعة والنظر إلى الذات بعين الرأفة والرحم، يمكن أن يساعد على إدارة التوتر بشكل فعال.

السؤال: وماذا عن العلاجات الأخرى التي يمكن للمرضى أخذها بعين الاعتبار لتحسين حالتهم الصحية؟

نعوّل بالدرجة الأولى على أنماط الحياة التي يختارها المرضى لتحسين حالتهم الصحية، فمن شأن اتباع نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة والحفاظ على رطوبة الجسم بتناول الماء أن يدعم الصحة العامة. وفي حال كان المريض من المدخنين، فعليه أن يتوفق عن التدخين إذ يمكن أن يؤدي تعاطي التبغ إلى تفاقم العديد من الحالات المرضية، بما فيها التهاب الغدد العرقية القيحي. كما من المهم أيضاً إدارة الوزن لأن السمنة قد تؤدي إلى تفاقم أعراض التهاب الغدد العرقية القيحي. وأؤكد أيضاً   أهمية اتباع ممارسات النظافة اليومية مثل التطهير اللطيف للمناطق المصابة وارتداء ملابس خفيفة تسمح بمرور الهواء، إذ يمكن أن تساعد على إدارة الأعراض ومنع خروجها عن السيطرة.

وعلاوة على ذلك، تعتبر العلاجات التكميلية والطب البديل خيارات متاحة يمكن أخذها بعين الاعتبار، إذ يمكن للمريض أن يشعر بالراحة عند اللجوء إلى تطبيقات موضعية لمواد مختلفة مثل زيت شجرة الشاي أو الصبار أو العسل، رغم أن الاستجابات لهذه العلاجات قد تختلف من فرد لآخر. وربما تساعد العلاجات الفيزيائية مثل الكمادات الدافئة على تصريف القيح وتخفيف الألم. ويساهم أيضاً الوخز بالإبر وتقنيات تقليل التوتر مثل اليقظة الذهنية والعلاج بالروائح العطرية، في تعزيز مستوى الصحة العامة.

ولا يسعني في الختام سوى أن أؤكد  ضرورة التزام المرضى بخطة العلاج الطبي الخاصة بهم وطلب مشورة مقدمي الرعاية الصحية قبل البدء بأي علاج أو خطة علاجية جديدة للتأكد من مدى توافقها مع تاريخهم المرضي وحالتهم الصحية. وهنا أود أن أسلط الضوء على أهمية الحوار المشترك بين المرضى ومتخصصي الرعاية الصحية في تصميم نهج شامل يلبي احتياجاتهم الفريدة ويزيد من الفوائد المحتملة لهذه العلاجات البديلة جنباً إلى جانب مع الرعاية الطبية التقليدية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvvzc7w6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"