حول منابع الحكمة

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

لا يحتاج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مناسبة بعينها نستعيد فيها أثره الخالد في وجدان كل إماراتي، وعربي، وإنسان أينما كان.

ما من دقيقة تمضي في مسيرة الإمارات إلا والراحل زايد حاضر فيها، موجهاً ببصيرة وحكمة عابرة للزمن، راضياً عن نهج صاغه بإخلاص وتجرد، واثقاً بأن الآتين بعده لن يحيدوا عنه.

ورغم ذلك، فإن في دفاتر هذا الوطن أياماً يُستحب فيها الاستئناس بذكر الشيخ زايد، والوقوف طويلاً عند منابع حكمته وحكمه ورؤاه الفطرية التي احتاج العالم عقوداً من التدارس والاجتماع لصوغ مثيل لها.

وإذا كنا نغتنم كل لحظة من تقويم الإمارات الحافل بالإنجازات لنحتفي بالمؤسس، فإن الثاني من ديسمبر كل عام الموعد الأنسب لشكر الأقدار التي وهبت هذا الوطن نموذجاً خالداً لكيفية اقتناص اللحظة لترويض التاريخ والجغرافيا لتنهض من بين تعقيداتهما مسيرة لا تعترف بمستحيلات.

وحين تلتقي وقفة الإمارات والعرب عند عيد الاتحاد، أساس كل انطلاقة، مع اجتماع العالم في الإمارات لبحث تداعيات التفريط في خيرات الكوكب وكيفية استدراك الأخطاء، لابد من الإنصات إلى زايد.

بتقنيات العصر، خاطب زايد المجتمعين في «كوب 28» بالإمارات، وهي خطوة لا تعني مجرد حضور مرتبط بمناسبة، وإنما أرادت التأكيد على قيم انتبه لها المؤسس مبكراً وغاب عنها العالم طويلاً مأخوذاً بصراعات مدمرة.

حين صاغ زايد قيم الاستدامة، كان يستشرف من موقعه في الصحراء مأزقاً تصنعه قلة الموارد والإفراط في التعامل معها.. وكان بذلك منشغلاً بمآزق أكبر تنتظر الإنسان في كل مكان وتدفعه إلى حدود الاحتراب وتبديد كل معنى للاتحاد.

وهو يصوغ قواعد اتحاد الإمارات بحكمة، سبق زايد، مرة أخرى، إلى فهم معنى عدالة توزيع الموارد، واضعاً قواعد إنسانية أكثر من كونها سياسية، ففي ذلك حث على أن يصون كل فريق ثروته وينميها، وألا تمتد عيناه إلى ما يتمتع به غيره، فنتجنب كل صراع.

كل ذلك غايته الحفاظ على الثروة الأهم: الإنسان، وهو، كما نعرف جميعاً، رهان زايد الذي لم يهتز، وهدفه الذي لم يحد عنه..

هذا الإنسان هو، للأسف، وقود حروب تأكله أول ما تأكل، وبعضها ينشأ من خلاف على موارد وثروات إما لطمع أو سوء تخطيط.

كان مهماً أن نقرّب العالم في محفل مثل «كوب 28»، ومناسبة كعيد الاتحاد، من منابع حكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ففيها ما يعين هذا العالم على تصويب مسارات مختلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4hbay9kn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"