عادي
مؤلفات تحلق بالخيال

المعرفة تتحدث في معرض «بيغ باد وولف»

19:43 مساء
قراءة 4 دقائق
جانب من المعرض (تصوير: محمد الطاهر)

الشارقة : عثمان حسن
احتضنت أجنحة الكتب المشاركة في معرض «بيغ باد وولف» الذي يقام في إكسبو الشارقة، ويستمر حتى 7 يناير المقبل، تشكيلة متنوعة من الكتب التاريخية والأدبية والتراثية والعلمية، واحتضنت كذلك منصة متنوعة من العناوين التي تتوزع بين العلوم التطبيقية والأساسية التي تناسب مختلف الشرائح العمرية مع تركيز ملحوظ على ثقافة الطفل وما تحتاج إليه هذه الشريحة من عناية خاصة تنمي مهارات الصغار من كتب صوتية، وكتب الخيال العلمي، وتلك المخصصة للقراءة والاستماع على مستوى القصص والروايات الأدبية باللغتين العربية والإنجليزية، فضلاً عن تلك العناوين التي تستفيد من أحدث الابتكارات والتكنولوجيا المعاصرة.

ومن بين العناوين اللافتة في المعرض كتاب «محادثات السلام» من تأليف الشاعر الإنجليزي أندرو موشن، وهو كتاب شعري يصور لحظات الألم والحزن الناتجة عن الصراعات وخاصة الحروب، والكتاب ألفه موشن حين غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يبدأ بعبارات ذات دلالة من كتاب «علم الأخلاق» لسبينوزا، والقصائد في هذا الكتاب ذات مسحة تأملية غنائية، يحاول من خلالها موشن تسخير قدرة اللغة وتحويلها إلى لغة تحاكي الألم والحزن، وربما فناء الأجيال.

ومن بين الكتب اللافتة رواية «العاشق الياباني» للمؤلفة التشيلية إيزابيل الليندي، وصدرت عام 2015 وتحكي قصة حب في زمن الحرب بين امرأة بولندية وأمريكي ياباني في أعقاب الغزو النازي لبولندا في عام 1939، وتدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية، وجدير بالذكر أن هذه الرواية قد تزامنت مع حصول مؤلفتها على وسام الحرية الرئاسي من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

وفي ذات الإطار اشتملت منصة الكتب رواية «يسار الانفجار» للكاتبة كلير لودون، التي وصفت بأنها أفضل رواية كتبت عن الجيل الضائع من شباب لندن حتى الآن.

وتطول القائمة في إصدارات الرواية بين رواية «شقيق النوم» لروبيرت شنايدر من ترجمة د. نبيل الحفار، إلى رواية «التحول» للفرنسي ميشيل بوتور أحد مؤسسي الرواية الجديدة، وروايته صدرت في 1957، وتعتبر من أهم روايات القرن العشرين لما أحدثته من تغيير في بنية الرواية وأسلوب تناول الشخصيات وصدرت الرواية عن دار «كلمة» من ترجمة د. هناء صبحي.

* تراث

وكان لكتب التراث نصيب من العناوين المعروضة في «بيغ باد وولف»مثل «نبراس من التراث» من إصدارات معهد الشارقة للتراث للكاتب حمدي نصر، وكتاب «النخيل في الحجاز في الجاهلية والعصور الإسلامية» للكاتب أحمد محمد عبيد وهو من إصدارات المعهد، وهذا الإصدار يلقي الضوء على أماكن زراعة النخيل والأصناف المعروفة فيها من الجاهلية حتى نهاية القرن الحادي عشر، وطرائق العناية بالنخيل والثمار وهو يمثل إضافة عن الحياة الاجتماعية العربية القديمة، حيث كانت أهم أنشطتها الزراعية مقتصرة على النخيل لما تمثله من أهمية في وجدان الفرد العربي، ومن الكتب أيضاً «نواخذة في جنوب الجزيرة العربية» للدكتور عادل أحمد الكسادي وهو يعرف بالتراث الملاحي في جنوب الجزيرة، والتطور الذي شهدته المعارف المرتبطة بالملاحة الفلكية عند النواخذة المتأخرين أي نواخذة القرنين التاسع عشر والعشرين.

* برمجة

وقد اشتملت أجنحة الكتب على قوائم عديدة من كتب البرمجة العصبية مثل كتاب «البرمجة اللغوية العصبية» من تأليف نيل شاه وترجمة عماد الأحمد، والكتاب كما جاء على غلافه: وصفت البرمجة اللغوية العصبية بأنها المنهج النفسي الأهم، الذي يمكّن الناس من الحصول على حياة أفضل، وأكمل، وقد أصبح هذا العالم للأسف مملوءاً بالمصطلحات والتعابير التقنية الطنانة، التي تقيد الناس وتمنعهم في الحقيقة من الاستفادة من المناهج البسيطة التي يمكن أن تحدث تأثيراً عميقاً على حياتهم، والكتاب بمثابة مقدمة عملية وممتعة للبرمجة اللغوية العصبية وتقنيات التعلم المتسارعة، المكتوبة بأسلوب يتيح للقارئ تطبيق ما تعلمه فوراً على مواقف العالم الحقيقي.

ومن الكتب المعروضة «رحلات في بر الشام في القرن السابع عشر الميلادين» وهو عبارة عن نصوص منتقاة لمجموعة من الرحالين الأوروبيين من ترجمة وتعليق د. أحمد إيبش.

* العالم متمرداً

ومن الكتب اللافتة التي تتأمل القضايا الحرجة في العالم المعاصر، يمكن الإشارة إلى كتاب «العالم متمردا» لفريمان دايسون وصدر عن دار«كلمة» من ترجمة د. محمد علي أحمد، وقد كتب دايسون أن العلماء بدءاً من جاليليو إلى علماء الفلك الهواة المعاصرين، هم علماء متمردون لهم طبيعة حرة تقاوم القيود، وأثناء سعي هؤلاء العلماء إلى الكشف عن حقائق الطبيعة، استرشدوا بأكبر قدر ممكن من الخيال، أكثر من البحث عن السبب، لذلك وجد دايسون أن أفضل طريقة لفهم العلم هي فهم هؤلاء العلماء الذين يمارسون هذا العلم، والكتاب يتأمل مستقبل المناخ، والهندسة الوراثية، وغزو الفضاء والإقامة فيه، وهو لا يخلو من رؤية فلسفية في قضايا كثيرة، كالحد من التسلح، والحفاظ على البيئة والعلم والدين وغيرها.

* طقس

«تشادو» هو كتاب من تأليف ساساكي سانمي وترجمة د. عابد إسماعيل، وهو بمثابة تقويم سنوي لمعلم شاي ياباني، والكتاب يفتح مساراً استثنائياً باتجاه تحقيق التناغم بين الطبيعة والكائنات الإنسانية، فطقس الشاي الياباني غني ومعقد من حيث العناصر والصور، ويدمج في بوتقة واحدة الشعر التقليدي بالفن وأساليب الطبخ بفن الخط والزهور، كما أن المزيج المتقن الذي يبتكره معلم الشاي من هذه المكونات، يولد تجربة لا تنسى تعكس الارتباط الروحي بين الإنسانية وتبدل الفصول في الطبيعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdd535ab

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"