نموذج ليوا

من الصفر تبدأ مسيرة الإنجاز وصناعة الحدث، حيث لا يوجد إلا كثبان الرمال في موقع ربما يجده البعض بعيداً، لكن الإبداع والتحدي يصنعان المستحيل والإرادة تقهر كل المصاعب، إضافة إلى العمل بروح الفريق، وسط متابعة من القيادة التي تسخر كل الطاقات من أجل تحويل الأحلام إلى واقع، وهو ما حدث في مهرجان ليوا الذي ظهر هذا العام بحلة أنيقة زاهية، واستطاع أن يحجز لنفسه مقعداً متقدماً في قائمة الفعاليات، ليس على مستوى الإمارات فحسب وإنما المنطقة والعالم.
حينما تطأ قدمك المكان تصاب بالدهشة من حجم العمل المبذول، وتلك الأفكار التي تحولت إلى واقع، والتسهيلات المتقدمة التي جعلت كثيرين في محل استغراب غير مصدقين أنه بات بإمكانهم حجز مكان إقامة، عن طريق التطبيق لخيمة أو مكان تخييم للعربات، وسط تنظيم متقن لا يستقطب الشباب فقط وإنما العائلات التي أوجدت لها مناشط وسبل ترفيه، وسط أجواء احتفالية ومنافسات للسيارات كانت حتى وقت قريب حكراً على فئات معينة، لكنها هذا العام تطورت وتوسعت إلى مجالات أوسع.
في ليوا تجد العجب العجاب في تحدٍ للتضاريس والمكان والزمان من شبكة طرق ومواقف وخدمات ومحطات وقود وورش تصليح سيارات ومنافذ بيع وصيانة ومطاعم ومعارض وفعاليات وأماكن إقامة لمختلف الأذواق، علماً أن الحدث موسمي، لكن ذلك لا يعني أن تقل الخدمات عن المستوى المعهود في إمارة أبوظبي التي باتت اسماً لافتاً في مجال تنظيم الفعاليات العالمية واستضافة الأحداث. وكما تعلمون فإن إدارة مهرجان ليوا لم تكن بالأمر السهل، خاصة في التعامل مع كل تلك الفئات والجمهور والمتسابقين والزوار والشباب، لكنها بفضل فرق العمل مضت بتناغم فريد ونجاح مميز.
فرق عمل تنظيمية وأخرى متخصصة في الرياضات وفرق ثالثة للخدمات ومواكبة من شرطة أبوظبي والدفاع المدني لتأمين الحدث وسلامة الحضور وتوفير الدعم اللازم والمطلوب، عبر مختلف الآليات من طائرات وسيارات ومركبات دفع رباعي ودراجات للوصول إلى طالب الخدمة في المكان والزمان المناسبين، والحرص على الالتزام بالنظم والقوانين من أجل أجواء متعة لا يكدر صفوها شيء.
ما حدث في ليوا هو نموذج ماثل للعيان عن النجاح في صناعة الحدث والخروج به من المحلية إلى آفاق أوسع، والنجاح في عمل الجهات المختلفة والإمكانات التي تضمها والتناغم الذي يغلف عملها، وهو أمر أشاد به كثيرون شاهدوا حجم العمل المبذول ولمسوا التحديات عن قرب، وعاصروا التطور في دورات المهرجان الذي كان الحدث الأبرز الذي تمت صناعته بأيدٍ إماراتية منذ بداية دورته الأولى.
[email protected]