عادي
رسم الغايات الشخصية لتوجيهات المستقبل

تدوين الأهداف السنوية.. تقويم الطموحين

00:45 صباحا
قراءة 4 دقائق
تدوين الأهداف السنوية.. تقويم الطموحين
تدوين الأهداف السنوية.. تقويم الطموحين

تحقيق: عائشة خمبول الظهوري

تأتي الفترة الأولى من كل عام بمثابة فرصة لرسم خارطة الأهداف الجديدة لتحقيق التطلعات والتقدم في شتى أساليب الحياة، مما يمنح الفرد توجهاً واضحاً للمستقبل. ورسم الخطط يلعب دوراً حاسماً في التعامل مع التحديات المحتملة، وبالتالي يعزز فاعلية إدارة الوقت وتحفيز النفس لتحقيق النجاح على المستويات الشخصية والمهنية.

إلى أي مدى، يهتم الأشخاص برسم خطى على أمل تنفيذها خلال العام؟ وهل يراجعونها باستمرار أم في نهايته؟

تقول جميلة الزعابي: «بدأت العام الماضي حاملة خطة محكمة لإنجازها طوال شهوره، وأخذت الصفحات الأولى من كتابي لتدوين الأمنيات والتي أطمح لتحقيقها يوماً ما، ومما تحقق منها قراءة أكثر من مئتي كتاب، إذ كانت الرحلة مليئة بالمعرفة لاختياري الكتب بعناية تامة لتتضمن مؤلفات فلسفية مليئة بالمنطق، وإنشاء منصة صوتية «بودكاست» وكانت الفكرة منذ مدة بعيدة، وتحقق ذلك قبل انتهاء هذا العام، كما ركزت على جوانب الرياضة، إذ شاركت في فريق كرة القدم الخاص بالجامعة مما أكسبني مهارات رياضية.

وتؤكد أنه من المهم كتابة الأهداف بداية العام وتحديد المعايير كتذكير يومي لتحقيقها يوماً ما.

هناك من وضع هدفه نصب عينيه واتبع خطوات لتحقيقه، كما أشار عبدالله المخيزيم قائلاً «من الضروري وضع الأهداف في بداية السنة لكيلا تبدو الأيام شبه فارغة من الإنجازات، كما يجب اتباع خطة مرسومة لتحقيق المبتغى، ومن أهدافي لهذا العام السفر بمفردي، وبطبيعة الحال يلزمني توفير ميزانية معينة لتحقيق ذلك، لذلك بعد أن حصلت على فرصة عمل بدأت بادخار مبالغ، جزء منها للسفر، وآخر لهدفي الثاني وهو اقتناء حاسوب جديد».

تختلف طرق التخطيط للأهداف، إما بالتدوين وإما بتهيئة الأيام لتحقيقها، وعن ذلك تقول روضة المقهوي: «بعض الأهداف التي أدونها لا تتحقق عمداً، وبعضها يكون مخططاً له بالتفصيل، إذ في بداية كل عام أحدد أهدافي وأدونها بشكل دقيق، وقد تبدو مجنونة أحياناً، وأضيف بنوداً عديدة حتى وإن لم أنفذها هذا العام، إذ ترسم لي تلك الاستراتيجية طريقاً ممهداً للشعور بالإنجاز والاكتفاء بالأهداف المحققة».

تضيف: «لست هاوية جداً لقراءة الكتب، ومع ذلك وضعت هدفاً لمطالعة مجموعة جديدة، وبالفعل اشتريت العديد منها، ولكن حصيلة القراءة كانت كتابين، فاعتبرتها إنجازاً جزئياً».

لتطلعات المستقبل أهداف عديدة، ربما تكون محفوظة في إحدى الملاحظات السنوية ومؤجلة إلى مواعيد مناسبة، كما يقول سيف صالح. ويرى أنه «من المهم أن تكون الأهداف مرسومة وواقعية، ومحددة في زمن معين، إذ إنني استخدم تطبيقات المذكرات أو تقويمي الشخصي لكتابة الأهداف كل عام، مع إرفاق مهامي الفرعية التي يجب القيام بها لتحقيق الهدف المطلوب، وأحب مشاركتها مع الأهل والأصدقاء لكسب الدعم والتشجيع». وأضاف: «أحد أهم أهدافي أن أصبح محترفاً في مجالي وأحقق تأثيراً إيجابياً في حياة الآخرين».

أساليب مختلفة

لا يعد التخطيط للأهداف أمراً مقتصراً على فئة عمرية بعينها، بل يختلف حسب الأفكار والمطلوب تحقيقه، وتقول الطالبة شما أهلي: «أبلغ من العمر 15 عاماً، وبالرغم من صغر سني، فإنني اتخذت رسم الأهداف وتدوينها في بداية كل عام عادة ملازمة لي، و كان أحدها رفع المعدل الدراسي لهذا الفصل، ومع تكريس الجهود والالتزام بالدروس حققت ما أهدف إليه».

وتقول عائشة إبراهيم: «تدوين أهدافي لا يعد أمراً صعباً، إذ أدون نفس الأهداف في كل عام تقريباً، إلا أنني أقوم بتبسيطها عاماً بعد آخر مع توزيع خطة الهدف على فترة زمنية معينة، فمن المهم إعطاء كل هدف وقته المعين للتحقيق، ولا ضرر من تكرار تدوينه سنوياً». وتضيف: «خلق البيئة المناسبة والإمكانيات المطلوبة عاملان أساسيان لتحقيق الهدف، مثلاً عند التخطيط لشراء غرض ما أخصص له ركناً محدداً، وذلك استعداداً لاستقباله، فمن أهدافي، مثلاً، اقتناء آلات موسيقية في مكان مجهز لها، إذ إن «الغيتار» من أشيائي المفضلة، حتى وإن لم اتقن العزف عليه، وخصصت شهوراً معينة لبدء التعلم وأخرى للانتقال إلى آلات أكبر».

من المفضل، من وجهة نظر خولة الكعبي، تقسيم الأهداف لعدة أجزاء وذلك لإعطاء كل جوانب الحياة فرصة للتحقيق والإنجاز. وتقول: «التخطيط لأهداف السنة يشمل عدة جوانب، منها الدينية والصحية والدراسية والثقافية، إذ وضعت خطة لحفظ سورة البقرة، وفقدان الوزن بشكل صحي، وبناء عضل متناسق للجسم، وأخطط لاكتساب لغة جديدة هي الفرنسية، فوسعت نطاقي المعرفي وآليات التعلم سواء بالمقاطع الصوتية «بودكاست» أو المحادثات الجماعية، كما وضعت الادخار ضمن أهدافي.

يفضّل خليفة العبدولي استخدام القلم والورق لكتابة الأهداف بشكل واضح ومحدد، ويعمل على تحقيقها من خلال اتباع بعض الخطوات التي يقول عنها: أولاً، أحدد المراحل الصغيرة التي يمكنني اتخاذها للوصول للهدف، ثانياً، أرسم الأولويات وأنظم جدولاً زمنياً للعمل عليها، بالإضافة إلى الانضباط والعمل الجاد لتحقيق المبتغى، في الوقت نفسه، أتابع تقدمي وأقيم نفسي بصورة منتظمة للتأكد من أنني في المسار الصحيح. ويضيف: «من أهدافي التي أحرص على تحقيها، النمو الشخصي والتحسن في مجالات مختلفة من الحياة، منها اللياقة البدنية وتعلم مهارة جديدة وهي الرسم بالرمل التي أعد مبتدئاً فيها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4auu2znd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"