إعلام البيانات والذكاء الاصطناعي

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

علياء حسن الياسي
إن تطور تكنولوجيا المعلومات وما أحدثته من تغييرات متسارعة أثرت في جميع القطاعات الحيوية بشكل إيجابي ساهم في تطوير فكر الأجيال الحالية، وتحقيق نهضة تنموية في الدول وتعزيز جودة الحياة والتواصل الفعال بين البشر. ولعل قطاع الإعلام من أبرز القطاعات التي تأثرت بهذه التطورات، وشهدت تحولات جذرية تتطلب من الإعلاميين بذل مزيد من الجهد في تعلم مهارات تحاكي الثورة الصناعية الرابعة، وتعزز من قدراتهم على الابتكار والبحث وتحليل البيانات واستشراف المستقبل، والاستفادة القصوى من البيانات والتقنيات الحديثة في إبراز الصورة الحضارية المشرفة لدولة الإمارات.

وقد بادرت دولة الإمارات بتوفير بنية رقمية داعمة وبيئة جاذبة للتحول الرقمي المبتكر، فأطلقت الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وطورت منظومة متكاملة توظف الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية، وأطلقت قانون حماية البيانات الشخصية وأنشأت مكتب الإمارات للبيانات المختص بالسياسات والاستراتيجيات والتشريعات المتعلقة بحماية البيانات، فبحسب دراسات أعدتها الشركة العالمية للبيانات IDC، فإنه من المتوقع أن يصل حجم البيانات العالمي إلى 163 زيتابايت بمعدل نمو 23% سنوياً، لسعة انتشار تقنية إنترنت الأشياء، ووجود 13 مليار جهاز مدعم بالمستشعرات أو قادر على التواصل وإنتاج البيانات.

وأطلقت الإمارات دليلاً يحتوي على 100 تطبيق واستخدام عملي للذكاء الاصطناعي التوليدي في الإعلام، والذي يهدف إلى إعداد جيل مثقف وواعٍ من الإعلاميين لقيادة مستقبل الإعلام في الدولة، ودعم الإعلاميين والمهتمين وصناع المحتوى والمؤثرين للتركيز على الفرص التكنولوجية والاستفادة من هذه التقنيات التي من شأنها تطوير منظومة العمل الإعلامي وزيادة كفاءته وجودته وإنتاجيته بسرعة وبأقل التكاليف، وضمان الاستباقية والجاهزية المستقبلية.

ولا بد أن يعرف الإعلاميون عدداً من المفاهيم التقنية وهي الاقتصاد الرقمي، وأساسيات تصور البيانات وسردها، و«البلوكشين»، والحوسبة السحابية، و«الميتافيرس»، والتحول الرقمي، وإنترنت الأشياء، والأمن السيبراني، وتقنيات التلعيب حتى يتمكنوا من المشاركة في رسم ملامح مستقبل قطاع الإعلام وتقديم المحتوى السلس والمبتكر باستخدام البيانات والإحصاءات الموثوقة والصحيحة، وسرد قصص نجاح دولة الإمارات إلى أفراد المجتمع والجماهير العالمية تتميز بأثرها وتأثيرها.

ومع هذا الانفتاح الفكري والتقني والثقافي، من المهم التسويق لتخصصات جديدة مثل الصحافة الرقمية، وصحافة البيانات وصحافة «الميتافيرس» والذكاء الاصطناعي، والعمل على استحداثها كمساقات في كليات الإعلام وإضافتها في الهياكل الوظيفية في إدارات الإعلام، بهدف مواكبة طموح قيادتنا الرشيدة بأن تصبح دولة الإمارات رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2031، مع ضرورة التركيز على توعية أفراد المجتمع والإعلاميين والكتاب والمبدعين والمبتكرين بأهمية الالتزام بحقوق النشر والملكية الفكرية.

@Alya_alyassi

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mwzc24ba

عن الكاتب

إعلامية إماراتية وكاتبة، وباحثة وخبيرة في الاتصال الاستراتيجي. حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة زايد، شغلت منصب مدير إدارة الاتصال الحكومي في عدد من الجهات الحكومية منها المجلس الوطني للإعلام، وزارة الطاقة، ووزارة العدل. عملت أستاذة جامعية في كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد. أصدرت كتابها الأول "هويتنا الإعلامية .. من صحيفة الفريج إلى الصحافة العالمية" في العام 2011.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"