عادي

الزّواج والنّصيب

22:45 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري

خلق الله تعالى الإنسان، وكتب أقداره قبل أن يخلق الله الخلائق بخمسين ألف عام، سواء مولده، حياته، مماته، رزقه، أولاده، زواجه، طوله، شكله، جنسه، لونه، جنسيّته، وهناك أمور يقرّرها الإنسان بنفسه، كأن يختار مكان عمله أو وقته وغيره، والزّواج كسائر الأمور المكتوبة والمقدّرة عند الله، ونظراً لأنّه من أهمّ الإنجازات في الحياة، ينبغي أن يكون مبنيّاً بناءً صحيحاً قائماً على المحبّة والمودّة والرّحمة، ذلك أنّ الإنسان يسلّم أمره لله تعالى، وبدوره يُساق إلى قدره رغم اختياره لأمور معيّنة، لكنّها مقرّرة في علم الله من الأزل، يقول الله تعالى : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).

فالزّواج مقدّر مكتوب في علم الله والمرء لا يعرفه، فهو مكتوب قبل وقوعه، ولم يجبر النّاس على اختياره، لأنّهم لا يعلمون ما المكتوب إلا بعد حدوثه، فالبعض سواء أكان ذكراً أم أنثى يصبح تأخّر الزّواج عنده أمراً مرعباً في نفسه مخافة أن يفوته قطار الزّواج كما يقول، وهنا ينبغي تنمية فكرة أنّ الزّواج مكتوب قبل أن يولد الإنسان، وعليه بالدّعاء ممّا له من أثر عظيم، والذي يستمدّ منه الرّزق أيضاً، فالدّعاء من أعظم أسباب التّوفيق لقوله صلى الله عليه وسلم: (ولا يردّ القدر إلا الدّعاء)، وننصح كلّ من تأخّر زواجه بتقوى الله والتّحلّي بالصّبر والصّيام وذكر الله تعالى والإكثار من الاستغفار والصّلاة على النّبيّ، إضافة لقراءة سورة البقرة لما لها من سرّ عظيم وكبير مع اليقين بالله، فإن كان للشّخص نصيب في الزّواج كان وحصل، وإلّا يكون نقمة على صاحبه فيمنعه الله عنه رأفة به ويعوّضه خيراً منه، فقد يكون تأخُّر أو منع الزّواج مجلبة للخير ومنفعة لصاحبه يقول تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)

نستنتج ممّا سبق أنّ أقدارنا مكتوبة قبل أن نخلق، وما علينا إلا الرّضى بما كتبه الله وقسمه، لأنّ فيه الخير والمنفعة سواء وافق ذلك رغباتنا أو عارضها، فكلّ شيء مكتوب بقدر من يوم ولادة المرء حتّى وفاته وعليه أن يلزم الدّعاء بما يرضي الله تعالى، فلن يصيبكم إلّا ما كتب الله لكم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3znamy8m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"