عادي

التنين يحلّق في آفاق عدة.. هل تقود الصين العالم؟

12:48 مساء
قراءة 5 دقائق
التنين يحلّق في آفاق عدة.. هل تقود الصين العالم؟
«الخليج» - وكالات
في مواجهة المشهد العالمي المتغيّر باستمرار، تسعى البلدان جاهدة للتكيف مع وضعها من أجل مواجهة التحديات التي تنتظرها، وفي السنوات الأخيرة، حدث تحول ملحوظ، إذ تحاول الصين جاهدة تقديم نفسها كقوة عظمي في العالم، من خلال إعادة صياغة صورتها الدولية، وإعادة تشكيل المجتمع الدولي على أسس، وفقاً لوجهة النظر الصينية، وهي مساعٍ تطرقها الصين بقوة عبر دغدغة أكثر الملفات سخونة ودعوة الأطراف المتنازعة دوماً إلى الحوار.
  • قوة استقرار
وقال وزير خارجية الصين وانغ يي، السبت، إن بلاده ستكون «قوة استقرار» في العالم، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر ميونخ الأمني.
وقال وانغ: «بغض النظر عن التغيرات في الوضع الدولي، فإن الصين، باعتبارها دولة كبرى مسؤولة، ستحافظ دائماً على استمرارية سياستها الرئيسية واستقرارها، وستبقى بثبات قوة للاستقرار في عالم مضطرب».
وألقى وزير الخارجية وانغ كلمته أمام المؤتمر الذي يجمع 180 من القادة ووزراء الدفاع، في أعقاب نداء جديد من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لتقديم مزيد من المساعدات لبلاده في مواجهة القوات الروسية.
وتقول الصين، إنها طرف محايد في الصراع، لكنها تعرّضت لانتقادات لرفضها إدانة موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقال وانغ، إن «العلاقات الصينية الروسية لا تنطوي على تشكيل تحالفات، أو (توجه) معارض أو استهداف أطراف ثالثة، إنها علاقات طبيعية بين دولتين كبيرتين متجاورتين».
وأكد معارضته «إلقاء مسؤولية على الصين في الأزمة الأوكرانية، لقد قامت الصين بالفعل بالكثير من العمل البناء (بشأن أوكرانيا)، وسنواصل الاضطلاع بدور إيجابي».
  • سلام في أوكرانيا

وتلعب الصين في أوكرانيا دوراً مهماً لإرساء السلام بينها وبين روسيا الدولة الوريثة للاتحاد السوفييتي سابقاً، وذلك بسبب العلاقات المتينة التي تتمتع بها الصين مع كييف وموسكو على حد سواء.

قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، السبت، إنه ناقش مع نظيره الصيني آفاق السلام في الحرب المستمرة منذ عامين تقريباً بين كييف وروسيا، في إطار مسعى مستمر منذ فترة طويلة لتعزيز العلاقات مع بكين.
وكتب كوليبا على موقع إكس عن محادثاتهما في مؤتمر ميونخ للأمن: «التقيت نظيري الصيني وانغ يي لمناقشة العلاقات الثنائية والتجارة والحاجة إلى استعادة السلام العادل والدائم في أوكرانيا».
وقال كوليبا إنه ناقش خطط أوكرانيا لعقد قمة عالمية للسلام وافقت سويسرا على المساعدة في تنظيمها، وقال إن الرجلين «اتفقا على ضرورة الحفاظ على الاتصالات الأوكرانية الصينية على جميع المستويات ومواصلة حوارنا».
وحضرت الصين اجتماعاً واحداً على الأقل من الاجتماعات التحضيرية التي عقدت تحسباً لمثل هذه القمة.
وسعت أوكرانيا إلى تعزيز العلاقات مع بكين وإقناع الصين بدعم خطة كييف للسلام المكونة من عشر نقاط، والتي تركز على انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، واستعادة حدود ما بعد الاتحاد السوفييتي عام 1991، ووضع إطار لمحاسبة موسكو على أفعالها.
واقترحت الصين، التي تسعى إلى إقامة «شراكة استراتيجية» مع روسيا، خطة سلام خاصة بها العام الماضي تدعو إلى وقف إطلاق النار والمفاوضات وإنهاء العقوبات المفروضة على روسيا، لكن الخطة لم تحرز تقدماً يذكر.
وبذلت أوكرانيا أيضاً جهوداً لحشد الدعم لحملتها الدبلوماسية من دول في إفريقيا وأماكن أخرى في الجنوب العالمي، حيث تستفيد روسيا من العلاقات الطويلة الأمد التي يعود تاريخها إلى الحقبة السوفييتية.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الصينية، الأحد، أن الوزير وانغ يي قال إن بكين تعمل دون كلل من أجل دفع إجراء محادثات سلام بخصوص أوكرانيا، ودعا إلى استئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن.
وأضاف وانغ أن الصين لم تخلق الأزمة الأوكرانية، كما أنها غير ضالعة بها، لكنها لم تقف قط مكتوفة الأيدي حيالها، ولم تستغل الأزمة لتحقيق مكاسب.
  • تفاهمات مع كندا

وفي خطوة أخرى لمحاولات الصين العودة إلى طاولات الحوار للمصالحة مع الدول التي ترى من الصين خصماً أو عدواً، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، السبت، لنظيرته الكندية ميلاني جولي أن بلديهما «ليسا خصمين» فيما تلقي مخاوف من تدخل أجنبي في أوتاوا بظلالها على العلاقات الثنائية المتوترة بين البلدين.
والتقى الوزيران على هامش مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، حيث خاطب وانغ الاجتماع الذي ضم 180 من القادة ووزراء الدفاع متعهداً بأن تكون الصين «قوة من أجل الاستقرار» في العالم.
ويسود توتر العلاقات بين بكين وأوتاوا، منذ السنوات القليلة الماضية، عقب اعتقال مسؤولة تنفيذية صينية كبيرة في فانكوفر بموجب مذكرة توقيف أمريكية في كانون الأول/ ديسمبر 2018، فيما ردت بكين بتوقيف كنديين بتهم تجسس، ما فاقم الأزمة.
وبدأت كندا العام الماضي إجراءات تحقيق في تدخل أجنبي، وخصوصاً من جانب الصين، في معاهدها الانتخابية والديمقراطية.
والصين متهمة بمحاولة التدخل في الانتخابات الكندية عامي 2019 و2021، فيما طردت أوتاوا دبلوماسياً صينياً في أيار/ مايو 2023 على خلفية اتهامات بمحاولات ترهيب.
وقال وانغ لجولي السبت إن «الوضع الصعب حالياً، ليس ما ترغب فيه الصين»، بحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية نشر الأحد.
وأضاف وانغ إن «الجانبين ليسا خصمين، ناهيكم عن «أعداء»، ويتعين أن يصبحا شريكين متعاونين».
وحض وانغ كندا على «الكفّ عن تضخيم نظرية التهديد الصيني ونشر معلومات كاذبة حول ما يسمى بتدخل الصين في الشؤون الداخلية».
وناقش وزيرا الخارجية أيضاً «قضايا حاسمة للأمن العالمي، بما فيها الحرب الروسية الأوكرانية والأزمة في الشرق الأوسط»، وفق بيان للحكومة الكندية حول الاجتماع.
وأضاف البيان أن «الوزيرين اتفقا على ضرورة مواصلة مناقشة القضايا الثنائية بشكل عملي وبناء، بروح من الاحترام المتبادل مع تواصل منتظم بين الجانبين».
  • غزة

والدبلوماسية الصينية لم تكن بعيدةً عن ما يحدث في قطاع غزة، فقد استضافت الصين مؤخراً وفداً من دول عربية وإسلامية لمناقشة الوضع في القطاع، ومحاولة التأثير في دول غربية، للتحرك باتجاه السعي لوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وقد سبق أن دعت الصين في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى عقد مؤتمر دولي عاجل لحل القضية الفلسطينية، مؤكدة أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
  • العقوبات الأمريكية

وفي طريق الصين تقف العقوبات الأمريكية جداراً منيعاً أمام التنين الصيني المستهدف بالعقوبات في كل جهة اقتصادية ومسلك، حيث تكمن قوة الصين الحقيقة في قوة اقتصادها ومناعته رغم الأزمات والكوارث العالمية.
وتفرض واشنطن عقوبات على شركات صينية مختلفة تتهمها واشنطن بالعمل مع الجيش الصيني، على الرغم من نفي تلك الشركات لهذه الاتهامات. كما تفرض عقوبات على أفراد وكيانات بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ الصينية.
ولاحت ملامح تحسن في العلاقات الصينية الأمريكية خلال الشهور القليلة الماضية، إذ اتخذ الجانبان خطوات لإعادة بناء قنوات التواصل، بعدما تراجعت العلاقات بين أكبر قوتين عالميتين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، لكن لا تزال هناك العديد من نقاط الخلاف.
وفرضت إدارة بايدن حظراً على بيع بعض المواد المتعلقة بالتكنولوجيا لدواعٍ أمنية. واتهمت الصين واشنطن «بتسليح» القضايا الاقتصادية والتجارية.وأضاف بيان وزارة الخارجية الصينية أن المباحثات بين وانغ وبلينكن كانت «صريحة، وجوهرية وبناءة».
وطالب وزير الخارجية الصيني وانغ يي نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن برفع واشنطن العقوبات التي تفرضها على الشركات والأفراد الصينيين، مضيفاً أن محاولات الابتعاد عن الصين لن يضر سوى الولايات المتحدة.
وذكرت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، أن وانغ قال لبلينكن، الجمعة، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن إنه يجب على الولايات المتحدة رفع العقوبات، وعدم الإضرار بحقوق التنمية المشروعة للصين.
وذكر البيان أن الجانبين تبادلا الآراء حول قضايا إقليمية منها الأزمة الأوكرانية وشبه الجزيرة الكورية من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وأكد وانغ مجدداً أنه يتعين أن تلتزم الولايات المتحدة بمبدأ صين واحدة إذا أرادت الاستقرار في مضيق تايوان.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن من قبل إن واشنطن لا تؤيد استقلال تايوان، لكنها تحتفظ بعلاقات غير رسمية مع الجزيرة التي تتمتع بحكم ديمقراطي، وتظل واشنطن أهم داعم ومزود للسلاح لها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/22c7zbud

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"