جلستان في الشهر

00:49 صباحا
قراءة دقيقتين

مستشفى حكومي خاص لكبار السنّ، يخصص جلستين شهرياً فقط، للعلاج الطبيعي لكل مريض، لزحمة المراجعين وقلة المتخصصين، ولا نعلم بالطب ولا بالمنطق، كيف يستفيد المريض من الجلستين شهرياً، وحين تقدم الشكوى تصل إلى الموظف المنسق للجلسات، ويبرّرها بقلة المتخصصين.. وتغلق الشكوى.

حكومتنا الرشيدة لم تقصّر بالخدمات الطبية ونوعيتها، لكن ضعف التنسيق وقلة الاستجابة لطلبات القائمين على الخدمة الطبية من الإدارات العليا، يكشفان نوعية الخلل الذي يصيب المؤسسات الخدمية، فالواقع أن جميع مرافق الخدمات موجودة، حتى الأجهزة المتطورة في مختلف التخصصات حاضرة، لكن وجودها لا يعني الاستفادة الحقيقية منها، وكل ذلك لضعف التنسيق والتواصل بين الإدارات العليا والقائمين على الخدمة الطبية، من موظفين وأطباء، وهل هو نقص بالإدارة ذاتها وفنيات العمل، أم أن التباعد بين المستشفيات والإدارة المركزية، هو المسبب الرئيسي لتلك المشكلة؟

ففي إحدى السنوات الماضية، في اجتماع ضم أكبر مسؤول في الوزارة مع أحد المستشفيات، أكد موظفو المستشفى النقص الحاصل في الخدمات المقدمة، فيما استغرب المسؤول من ذلك النقص، وأفاد بأن الوزارة أرجعت فائض الميزانية للجهات المختصة، ولم يصل إليه العلم بذلك النقص، ومنذ ذلك الاجتماع إلى أيامنا هذه، لا يزال التواصل ضعيفاً، ولم تحل تلك المشكلة، في حين أن حكومتنا الرشيدة لا تألو جهداً لتطوير الخدمات المقدمة لمواطنيها، وخصصت المنتديات وشرعت المسرعات لتقدم كل ما يمكن أن يسعد الشعب وينال رضاهم وراحتهم.

وفي قمة الحكومات العالمية الأخيرة، حضرت الحكومات الأكثر تطوراً، وعرضت برامجها وناقشت خدماتها، ولم تكن معظم الخدمات المقدمة غريبة علينا، بل شهدنا الأكثر تطوراً منها في دولتنا، سواء في الخدمات المحلية أو الاتحادية، في مختلف القطاعات، لكن مجرد وجودها يعطينا زخماً كبيراً وحافزاً للتقدم في خدماتنا بمختلف القطاعات، وخاصة الصحية منها والتعليمية.

وجلستان في الشهر للعلاج الطبيعي لكل كبير في السن بمستشفى خاص بهم، نقص قد يكون سقط سهواً من المسؤولين، وقد تعوضه الخدمات المنزلية المقدمة لكبار السن من طريحي الفراش، لكن وجودها لا يكفي لتغطية النقص الحاصل في الخدمات الأخرى، ونأمل في أن تلقى تلك الملاحظات في الخدمات المقدمة محط اهتمام المسؤولين، ليحظى «بركة الدار» من كبار السن كل الخدمات الميسرة لهم، وينعموا بمرحلة كهولة مريحة وبصحة وعافية، ما دام هدف حكومتنا الرشيدة رضا الجميع وسعادتهم وهم الأولى بها، بعد أن قدموا ريعان شبابهم خدمة للوطن، وسهروا من أجل أمنه، وآن لهم أن يرد لهم الجميل، بخدمات طبية ميسرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/ycyzhxyy

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"