القراءة حضارة

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

تعد القراءة قاعدة البناء المعرفي والتعلم المستمر مدى الحياة، وهي أساس قيام الحضارات وتقدم الدول ووعي شعوبها. وتحتفي دولة الإمارات بالقراءة طيلة شهر مارس من كل عام؛ لتأسيس أجيال واعية ومثقفة ومتسلحة بعناصر الاقتصاد القائم على المعرفة، وقادرة على تحقيق قفزات تنموية، وتعزيز مكانة الدولة كوجهة ثقافية وفكرية رائدة إقليمياً وعالمياً.

وقد أطلقت دولة الإمارات حزمة من القوانين والسياسات والمبادرات والمشاريع الثقافية الداعمة للقراءة وتأسيس بيئة محفزة لها، مثل إصدار «قانون القراءة» الذي يعد الأول من نوعه لضمان استدامة الجهود الحكومية في ترسيخ القراءة لأفراد المجتمع كافة وتحديد مسؤوليات الجهات المعنية، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للقراءة التي تهدف إلى رفع نسبة عادة القراءة ل80 % من الطلبة و50 % من البالغين، وأن يكون متوسط ما يقرأه الطالب بشكل اختياري 20 كتاباً سنوياً على الأقل، وأن يقرأ 50% من أولياء الأمور لأطفالهم، ورفع المحتوى الوطني ليصل إلى 4000 كتاب في 2026، وإطلاق السياسة الوطنية للقراءة وغيرها الكثير لمجتمع قارئ ومتحضر محب للنهضة والتعددية الثقافية.

وتحتضن دولة الإمارات معالم ثقافية متميزة وفريدة من نوعها أبرزها منارة السعديات في العاصمة أبوظبي، والتي تعد منصة مجتمعية تسهم في إثراء المشهد الفني والثقافي، ومكتبة محمد بن راشد في دبي التي تعد الأكبر من نوعها في المنطقة إذ تحتوي على كتب وموارد ثقافية وتعليمية قيّمة تواكب أحدث التطورات، وبيت الحكمة الواقع في شارقة الثقافة، ويعد مفهوماً جديداً للقراءة والتعلم والمعرفة التفاعلية للجميع ليكون بذلك نموذجاً لمكتبة المستقبل.

ولا ننسى جهود دولة الإمارات الثقافية والتنموية عربياً وتحديداً مشروعها «تحدي القراءة العربي» وهو أكبر مشروع عربي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة 50 مليون كتاب خلال كل عام دراسي، بهدف صقل مهارات القراءة والمعرفة لدى الأجيال الشابة في الوطن العربي.إن هذه الجهود الحكومية الجبارة تتطلب منا المساهمة وبشكل مسؤول في ازدهار المنظومة الثقافية الوطنية، والمشاركة في ترسيخ القراءة كعادة يومية أصيلة لأفراد المجتمع الإماراتي، وضخ المكتبات بمحتويات علمية وتخصصية ووطنية وأبحاث أكاديمية تكون قيمة مضافة وذات جودة علمية ومعرفية في العالم العربي، لإرساء نموذج إماراتي حضاري يحتذى به في مجال القراءة والمعرفة، فالقراءة حضارة.

@alya_alyassi

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bde2ckx4

عن الكاتب

إعلامية إماراتية وكاتبة، وباحثة وخبيرة في الاتصال الاستراتيجي. حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة زايد، شغلت منصب مدير إدارة الاتصال الحكومي في عدد من الجهات الحكومية منها المجلس الوطني للإعلام، وزارة الطاقة، ووزارة العدل. عملت أستاذة جامعية في كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد. أصدرت كتابها الأول "هويتنا الإعلامية .. من صحيفة الفريج إلى الصحافة العالمية" في العام 2011.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"