عادي

أوزان الموشحات

22:55 مساء
قراءة دقيقة واحدة

إيمان الهاشمي

لا يضير الأدب العربي في شيء أن تكون الموشحات قد تأثرت ببعض الأساليب المحلية الإسبانية، ولا يوجد أي انتقاص في أن تتضمن بعض العناصر الموسيقية بالطريقة الأجنبية، لأن البحث في الميادين الثقافية الإنسانية يقود إلى التسليم التام وبسلام بأن هذه الثقافة ليست إلا ثمرة التزاوج بين حضارات شتى بكل حب ووئام تحت راية الإسلام، وإن اقتصرت أوزان الموشحة على الأصول الشعرية في القصيدة العربية، وبالتالي تم تقسيم أوزانها إلى قسمين اثنين بغض النظر عن تدخّل اللهجة العامية، بحيث يكون القسم الأول مبنياً على أشعار العرب الأصلية، في حين القسم الثاني ليس له علاقة بالأوزان الشعرية. وبالطبع سيطول الشرح كثيراً عن أنواع البحور وأسمائها، وكيفية تركيبها وصياغتها والتحليق في سمائها.

إيمان الهاشمي
إيمان الهاشمي

من الطبيعي أن تكون الموشحات البعيدة عن الأوزان الصحيحة أكثر تعقيداً، ولذلك لاقت الكثير من الانتقادات في بدايتها، سواء كان هجوماً لاذعاً أو تهديداً، مع أن هذا النوع بالذات يمثل الكثرة الغالبة، وجميع محاولات تصنيفها باءت بنتيجة سالبة، إلا أن جميع الباحثين أجمعوا أنها تتماشى مع الجملة اللحنية، بعد أن يتم تلحينها بدقة رائعة لتصل إلى المستمع بكل حنية. ومع مرور الزمن ألفته الأذن رغم اضطراب الوزن والموسيقى أثناء الإنشاد، هكذا بكل بساطة تسللت إلى القلوب دون الحاجة إلى الإرشاد، لنتأكد أن معايير الجمال ليس لها حدود ولا أبعاد، ولذلك لا يجوز الحكم المطلق على كل جديد بالفشل أو بالإبعاد، أليس كذلك أيها العباد؟

@Eman_Alhashimi13

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/256t5syz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"