عادي
موسيقى الروح

أصوات الوشَّاحين

23:33 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي

اثنان لن يفهما ما تقوله، أياً كان صوتك، الميت ومن لا يحبك! فبالتأكيد أنه لا مخارج للصوت بعد الموت، ولا حوار مع الأموات مهما علت الأصوات، ووفقاً لتصنيفات العرب في الصوتيات «والله الأعلم» بجميع خلقه، يأتي «الصوت الأبح» بسبب علة أو تعب، وقد يأتي طبيعياً بالخِلقة، أما «الصوت الكرواني» فيشبه طائر الكروان في الدقة والتسلسل، بينما «الصوت الزوايدي» فيأبى إكمال المسلسل، فنغمته زائدة على مقياس طبقة الغناء، أو مرتفعة عن الوتر حد العناء، في حين أن «الصوت المقعقع» يشبه كلام البادية بلا حلاوة، وهذا هو وصفه بلا عداوة، وكذلك «الصوت المصلصل» الدقيق والقاسي واليابس، و«الصوت الصرصوري» الحاد والجاد والعابس، أما «الصوت المرتعد» فكأن صاحبه مقرون بالحمى، و«الصوت الأغن» فيه غنة، ومن هنا جاء المسمى، تماماً «كالصوت اللقمي» الأشبه بمن في فمه طعام أو لقمة. ويتمثل «الصوت الرطب» بالماء الجاري بلا كُلفة، بعكس «الصوت الصَيَّاحي» الذي يناهض النغم بلا تكلفة، ليتقدم «الصوت الأملس» بخلوه من الترنّم، على غرار «الصوت المظلوم» المملوء بالعدم، وأيضاً «الصوت الدقيق» أي الخفي أو الضعيف، وكذلك «الصوت السغب» لحضور الجوع المخيف، ونقول سغب الرجل أي جاع مع تعب وإعياء، فلا يميز الألف من الياء.

نستنتج من هذا العلم أن أصوات الوشاحين موهبة ربانية، ممزوجة بجهد الوشاح للحفاظ على هذه الهبة الرحمانية، فتخرج الأنغام من الحناجر إلى الآذان بلا حواجز، ليقف العالم مشدوهاً أمام جمالها كالشخص العاجز.

Eman_Alhashimi13 @

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/vvjbw5u9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"