فصل جديد في أوكرانيا

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

بينما يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن لتهدئة في الشرق الأوسط تخمد أزمتها المشتعلة بفعل الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة، تكاد ساحة المواجهة في أوكرانيا تفلت من اعتياديتها خلال الشهور الماضية إلى توتر أكبر.

تبدو الولايات المتحدة وحلف «الناتو» أكثر إصراراً الآن على تعقيد الساحة الأوكرانية وتصعيد المواجهة مع روسيا التي توقعت ذلك بعد بداية ما تصورته عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا ستنتهي سريعاً، لكنها تطورت إلى حرب طالت.

وتمثل هذه الحرب منذ بدايتها من المنظور الروسي مواجهة صريحة مع الولايات المتحدة وتابعيها في ملف أوكرانيا، رغم النفي الأمريكي والأوروبي لذلك والتعلل الدائم بحق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ووجوب دعمها في هذا الإطار، حتى لا يقفز الطمع الروسي حدود دول أوروبية أخرى.

الدعم الأمريكي الأوروبي بالأموال كان الشكل الأوضح لمعاونة أوكرانيا، بخلاف المساعدات العسكرية التي أحيطت دائماً بخشية من غضب روسيا التي هددت بالقضاء الفوري على أي آليات أمريكية أو أوروبية تظهر في الميدان.

ورغم قيادتها الحرب، حرصت الولايات المتحدة على تحييد سلاحها، أو توفيره بشروط عن طريق طرف ثالث، مكتفية بالدعم المادي حتى لا تنخرط في مواجهة مباشرة مع روسيا تصدق معها توقعاتها بأن أوكرانيا مجرد ساحة يحاول أعداؤها التسلل منها إلى نقاط تمكّنهم من محاصرتها وتهديد وجودها.

الآن، قد تندلع هذه المواجهة الأمريكية الروسية في أي وقت في ضوء ما نشر عن إذن جو بايدن سراً برفع القيود عن استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية لضرب أهداف داخل روسيا التي حذرت مراراً من أن لهذه الخطوة عواقب وخيمة.

وهذا التوجه الأمريكي لا يزعج روسيا وحدها، بل ترفضه دول في «الناتو» تؤيد الاستمرار في الدعم المادي لأوكرانيا بعيداً عن التورط المباشر في الحرب بالسلاح، لأن ذلك يطيل الأزمة ويوسع ساحاتها.

وقد يكون ذلك نقطة خلاف بين الولايات المتحدة وبقية دول الحلف التي لم تتخل عن دعم أوكرانيا، لكنها متفقة على إبقائه في الجانب المادي الذي لا يورطها في مواجهة مباشرة مع روسيا.

حتى المساعدات قد تكون محور خلاف بين الجانبين في الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فالحلف يريد استعادة السيطرة على عملية تنسيق المساعدة العسكرية لأوكرانيا التي تتولاها الولايات المتحدة.

يتذرع الحلف في ذلك برغبته في استدامة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، والاتفاق على حد أدنى سنوي لها، ووضع نظام عادل يحدد حصة كل دولة فيها، لكن الأهم أن «الناتو» يخشى عدم استمرارها في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

هذه العودة يريد الحلف استباقها بترسيخ دعمه العسكري لأوكرانيا وديمومته بما لا يقل عن 40 مليار يورو في السنة، ما يعني أن المواجهة مع روسيا ستطول، وأن موسكو ستقابل كل هذه المساعي بتكثيف ضرباتها، بينما يجوب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الأوروبية طالباً المزيد من المساعدات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3c4btm9b

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"