عادي

تنافس جديد بين الصين وأمريكا في القطاع الفضائي الخاص

19:05 مساء
قراءة 3 دقائق
صاروخ يحمل رحلة أبولو
صاروخ يحمل رحلة أبولو
صورة للأرض خلف سطح القمر خلال مهمة أبولو 8
صورة للأرض خلف سطح القمر خلال مهمة أبولو 8
صورة للأرض خلف سطح القمر خلال مهمة أبولو 8
صورة للأرض خلف سطح القمر خلال مهمة أبولو 8
يشكل الإنجاز غير المسبوق في العالم الذي حققته الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع، المتمثل بجمع مسبارها عينات من الجانب البعيد من القمر، مؤشراً إلى التقدم الكبير الذي حققته في المجال الفضائي الدولة الآسيوية التي تأمل أن تصبح شركاتها الخاصة قادرة على منافسة «سبايس اكس» الأمريكية المملوكة لإيلون ماسك.
ولا شك في أنّ الشركات الناشئة الصينية متأخرة جداً عن الشركات الأمريكية العملاقة من أمثال «سبايس اكس» التي نفذت الخميس الرحلة التجريبية الرابعة لصاروخها «ستارشيب» الأكبر في العالم.
لكنّ الفارق بين الجهتين آخذ في التقلّص، لأنّ الصين تدعم بشكل نشط راهناً قطاعها الفضائي الخاص، وتسمح له بتعزيز قدراته، على ما يؤكد خبراء.
ويقول المتخصص في البرنامج الفضائي الصيني تشين لان: «في غضون خمس سنوات، تبدأ سبايس اكس باستشعار الضغط».
ويشير إلى أنّ «الوضع الحالي في سوق السيارات الكهربائية قد يتكرّر في قطاع الفضاء»، في إشارة إلى شركة تيسلا المملوكة أيضاً لإيلون ماسك والتي تفوّقت عليها من حيث المبيعات أخيراً منافستها الصينية «بي واي دي» BYD.
ويرى أنّ «الأسد» الكبير «سبايس اكس» قد يضطر كما حصل مع «تيسلا»، إلى مواجهة «قطيع من الذئاب» متمثلة في الشركات الصينية الخاصة.
وفتحت الصين قطاعها الفضائي أمام رؤوس الأموال الخاصة في نهاية عام 2014. ومُذّاك، سارعت مئات الشركات نحو هذا المجال.
وعلى سبيل المثال، أطلقت شركة غالاكتيك إنرجي الخميس صاروخها «سيريس 1» محمّلاً بثلاثة أقمار صناعية إلى المدار، وهي واحدة ليس إلاّ من عشرات عمليات الإطلاق المماثلة المرتقبة خلال هذا العام في الصين.
ويقول بلين كورسيو، مؤسس شركة أوربيتال غيتواي كونسالتينغ: «إنّ قطاع الفضاء التجاري الصيني مدهش من حيث الحجم والعمق».
ويشير إلى أنّ سبايس اكس في حال بقيت متقدمة بفارق كبير عن القادة الرئيسيين في القطاع الخاص الصيني، فيُحتمل أن تكون الصين متقدمة بين الشركات الثانوية.
وتمتلك الصين محطة فضائية، كما سبق أن أنزلت مركبات على القمر والمريخ، في حين تخطط لإرسال رحلات مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030 وإلى المريخ بحلول 2033.
ونجحت الدولة الآسيوية الأحد في سحب عينات من الجانب البعيد للقمر، وهو إنجاز غير مسبوق عالمياً. ويُرتقب أن يعود المسبار الذي أنجز هذه المهمة إلى الأرض في نهاية يونيو/ حزيران.
ويصب القطاع الخاص الصيني حالياً اهتمامه على إطلاق أقمار صناعية في المدار.
وتتمتع الشركات الصينية بقدرة كبيرة في ما يتعلق بعمليات الإطلاق، وهو أمر ضروري لتمكين المشاريع الحكومية من إنشاء مجموعات ضخمة من الأقمار الصناعية، على ما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون المركزية الصينية (CCTV) في إبريل/ نيسان.
وتبتكر الصين شبكتين من هذا النوع هما «غوانغ» و«جي 60 ستارلينك». ويُفترض أن تضم الأولى 13 ألف قمر صناعي والثانية 12 ألفاً.
ويصل عدد الأقمار الصناعية الصينية الموجودة راهناً في المدار إلى مئات الآلاف.
وأشارت هيئة الإذاعة والتلفزيون المركزية الصينية إلى أنّ سرعة نشر الأقمار الصناعية مسألة مهمة جداً، لأنّ المشاريع الصينية تواجه منافسة من دول أخرى وقيوداً تتعلق بعدد المركبات الفضائية في المدار والترددات المتاحة، فصواريخ «فالكون 9» من شركة سبايس اكس تُستخدم حالياً من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، فيما تغطي كوكبة الأقمار الصناعية ستارلينك عشرات البلدان.
ويشكل الفضاء موضوع تنافس حاد بين واشنطن وبكين، إذ تتهم كل منهما الأخرى بالرغبة في إخفاء أهداف عسكرية وراء تطوير هذا المجال.
وكان مسؤول أمريكي سابق قال أخيراً إنّ العقد المقبل سيكون الأكثر أهمية في التاريخ من ناحية المنافسة مع الصين في المجال الفضائي، ويجب ألاّ نسمح بالخسارة.
ويشير كورسيو إلى «روابط وثيقة» بين الدولة والشركات الخاصة في الصين، لأنّ عدداً كبيراً من هذه الشركات أسسها موظفون سابقون في وكالات رسمية أو باحثون في معاهد حكومية.
ويؤكد أن العلاقة لم تكن دائماً بسيطة لأنّ الدولة مترددة في التخلي عن احتكارها هذا القطاع، كما أن لنطاق عمل الشركات الخاصة حدوداً.
لكن خلال اجتماع لكبار القادة الصينيين في ديسمبر/ كانون الأول، دعا هؤلاء إلى تنمية قطاع الفضاء الخاص، واصفين إياه بـالاستراتيجي.
ونفذت شركات تجارية صينية ما مجموعه 26 عملية إطلاق في العام 2023، بحسب وسائل إعلام رسمية، من بينها العملية التي نفذها صاروخ Zhuque-2 من تصميم شركة لاند سبايس الخاصة، وهو أول صاروخ في العالم يصل إلى المدار بمحركات تعمل بالميثان السائل، وهي تكنولوجيا واعدة تساعد على خفض التكاليف.
ويشير تشن لان إلى أن الخطوة الكبيرة التالية للشركات الصينية الخاصة ستكون تصميم صاروخ من نوع فالكون 9 (مثل سبايس إكس) وإتقان تقنية إعادة استخدام الطبقة الأولى من الصاروخ.
ويتوقع أنّ يحقق عدداً كبيراً من الشركات هذين الهدفين خلال السنة الجارية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n6w6446

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"