عادي

«سر الإدمان الجنوني».. مشروبات الطاقة تغرق جبهات القتال الأوكرانية

14:26 مساء
قراءة دقيقتين

سلطت واقعة وفاة جندي الضوء على ما يمكن تسميته «إدمان» الجنود الأوكران على جبهات القتال لأحد أنواع مشروبات الطاقة الجديدة، على أمل منحهم الشجاعة اللازمة واليقظة المستمرة.

وأورد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه تم العثور على جندي ميت في أحد المراحيض، وبيده مشروب الطاقة «فوليا»، حيث اعتاد تناوله لفترات ممتدة رغم معاناته من أمراض بالقلب.

ويقول أحد الجنود: «في الصباح، عندما أستيقظ، أشرب مشروب الطاقة. عندما أخرج في دورية، أشرب مشروب الطاقة». وقال جندي آخر «قبل الهجوم، أشرب مشروب الطاقة».

وتابع، «عندما يتعين عليك المشي ثلاثة أو أربعة أو سبعة كيلومترات. وأنت تحمل 40 كيلوجراماً من العتاد. وأنت مغطى بالعرق. ولم تأكل كثيراً ولم تنم منذ ثلاثة أيام. إذا كنت لا تشرب هذه الأشياء، فمن أين ستحصل على الطاقة؟»

وقال بعض الجنود: إنهم يفضلون حمل مشروبات الطاقة إلى المعركة بدلاً من الخبز. ويقول أنطون فيلاتوف، وهو ناقد سينمائي تحول إلى جندي: «مشروبات الطاقة في الجيش ليست مجرد مشروب، بل هي الهدية الأكثر شعبية».

وعلى جبهات القتال يمكن رؤية علب المشروبات في كل مكان: في السترات وحقائب الظهر وعلى ظهر الدبابات، لدرجة تكدس الخنادق بالفوارغ المسحوقة إلى جانب القتلى.

ويؤكد التقرير، أن قوات الخطوط الأمامية الأوكرانية أصبحت منهكة جداً، وقد أدمنت تناول مجموعة متزايدة من مشروبات الطاقة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين والتي يتم تسويقها بذكاء، وبعضها مصنوع خصيصاً لهذه الحرب.

ويلجأ المصنعون لحيل ومن بينها إطلاق أسماء وطنية على هذه المشروبات مثل «فوليا» والذي يعني الإرادة والتحدي، فيما يتسابقون للظفر بجزء من «كعكة» تجارة مشروبات الطاقة الرائجة جداً في هذه الفترة.

ولا يرتفع معدل الاستهلاك على الجبهات فقط، إذ يقول تاراس ماتسيبورا، نائب رئيس شركة كارلسبيرج أوكرانيا: «إن حاجة السكان المدنيين المتزايدة لمصادر الطاقة تنبع من الهجمات الصاروخية المستمرة والقلق وقلة النوم».

وحتى مع معاناة الاقتصاد وفرار ملايين الأوكرانيين من البلاد، ارتفعت مبيعات مشروبات الطاقة في أوكرانيا بنسبة 50% تقريباً منذ بداية الحرب، وفقاً لاستطلاعات حديثة.

وما يميز مشروب الطاقة عن المشروبات الغازية الأخرى هو احتوائه على نسبة عالية من الكافيين، إلى جانب إضافات مثل التورين (حمض أميني)، وفيتامين ب12 (فيتامين)، ومستخلص الجوارانا (من فاكهة الأمازون)، ويعتقد أن جميعها تعزز مستويات الطاقة الضعيفة.

وبالطبع، هناك مخاوف صحية بشأن تناول الكثير من الكافيين، ما قد يؤدي إلى ارتعاش اليدين وارتفاع ضغط الدم ومشاكل في المعدة، ووجدت دراسة أجريت عام 2018 على جنود أمريكيين، أن الاستخدام العالي لمشروبات الطاقة «يرتبط بشكل كبير» بالاكتئاب والقلق والسلوكيات العدوانية، ومن المفارقات التعب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/dyzurz3e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"