عادي
من الورق النقدي إلى العملات الرقمية

«فرحة العيدية».. من تقاليد الماضي إلى ابتكارات الحاضر

23:29 مساء
قراءة دقيقتين
العيدية النقدية التقليدية
العملات الرقمية شكل جديد للمعايدة

تحقيق: عائشة خمبول الظهوري

وسط إشراقة صباح العيد، ينتظر الأطفال بلهفة واستبشار لحظة استلام العيدية، تلك الهبة الصغيرة التي تحمل في طياتها فرحة لا تضاهى، إذ يجوبون بين أفراد العائلة بملابسهم الجديدة وأحلامهم البريئة منتظرين تلك الفرحة السنوية، وهي في الماضي، كانت عبارة عن قطع نقدية بسيطة تتناسب مع أعمارهم الصغيرة، ترسم الابتسامة على الوجوه وتملأ القلوب بدفء العلاقات الأسرية، ورغم تغير قيمتها وشكلها اليوم، بالإضافة إلى طرق تقديمها، فإنها لا تزال تحتفظ بجوهرها وقيمتها التي تجسد الحب والاهتمام، فالعيدية في البيوت الإماراتية ليست مجرد نقود تُمنح للأطفال، بل هي رمز للفرح والاحتفال برابطة العائلة والتقاليد المتجددة، ودائماً ما تغمر الأطفال مشاعر الفرح والانتماء، وتجدد البهجة على وجوههم، مما يجعل العيد مناسبة مميزة تتناغم فيها ذكريات الماضي مع أساليب الحاضر.

على سبيل التغيير والخروج عن المألوف تقول مهرة سعيد: «أصبحت العيدية أكثر تطوراً وإبداعاً، إذ إنها تأخذ طابعاً يحاكي متطلبات الصغار، ومثالاً على ذلك، أقوم بإعداد معلبات مزينة بألوان وأشكال مختلفة ومحشية ببعض الحلويات والألعاب الصغيرة، وبالطبع لا أنسى الورقة النقدية فهي أساس العيدية التي تقدم لصغار العائلة، كما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً عميقاً لتجديد تلك الأفكار وتنفيذها في كل عام».

تتخذ العيدية أشكالاً أخرى غير طبيعتها المطبوعة، إذ أصبحت تتبادل بصورة رقمية، مما يسمح للأفراد التعبير عن المشاعر بطرق جديدة ومبتكرة مثل إرسال عيدية رقمية على شكل بطاقة تهنئة مصحوبة بصورة شخصية كنوع من أنواع الذكرى، وتقول مها النقبي: «تعد العيدية الإلكترونية وسيلة سهلة لتقديم الهدايا، إذ أصبحت عملية إرسالها بسيطة جداً، إما عن طريق العملات الرقمية لألعاب الفيديو، وإما عن طريق التحويلات البنكية، وهي تعد من الطرق المثالية لتقديم العيدية بسهولة للأهالي الذين يبعدون عنا، إذ من الممكن الاستفادة من التكنولوجيا مع الحفاظ على الروابط الإنسانية والعاطفية التي تجعل العيد مميزاً».

هناك من يواكب تطور التكنولوجيا ويستعملها في الحياة اليومية، إلى أن يصل الأمر إلى العيدية الإلكترونية يصبح له رأي آخر، تقول أم سالم: «لست ضد العالم الإلكتروني ووسائله المتاحة في مختلف المجالات، إلا أن العيدية الرقمية تفتقر إلى بعض من الجوانب العاطفية التي تأتي مع تقديم العيدية النقدية يداً بيد، تلك اللحظة الخاصة التي يتلقى فيها الأطفال النقود من أيادي الكبار، مع تقليب النقود إلى أن تصافح رائحتها تلك الأيادي الصغيرة، ومع دفء الابتسامات وفرحة اللقاء، تعتبر جزءاً لا يتجزأ من طقوس العيد التي يصعب استبدالها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ykt5sxuv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"