عادي
أقدم الآلات الموسيقية في العالم

«البوق الذهبي».. عودة «لعنة الفراعنة»

22:20 مساء
قراءة 3 دقائق
القاهرة:«الخليج»
يجذب الركن الخاص بأبواق الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، بالمتحف المصري العتيق بميدان التحرير في القاهرة، آلافاً من عشاق الحضارة الفرعونية القديمة، بما تثيره تلك الأبواق من جدل، لم يتوقف منذ تم اكتشافها للمرة الأولى، على يد عالم الآثار البريطاني هيوارد كارتر، بين مقتنيات الفرعون المصري الغامض، في مقبرته الشهيرة بصحراء الأقصر عام 1923.
تضفي الإضاءة الخفيضة المسلطة على فاترينة العرض، التي تضم بوقي الفرعون الذهبي، مزيداً من الإثارة على مشهد البوقين، اللذين طالما أثارا الجدل على مدار نحو قرن من الزمان، ليس فحسب بسبب تفاصيل صناعتهما الدقيقة والمبهرة، وإنما بما يحيط بهما من قصص غامضة، بلغت حد دمغهما باللعنة، من قبل مهووسين بالحضارة الفرعونية القديمة، عبر الربط بين أحد البوقين، وبعض الأحداث الكبري التي حدثت منذ بواكير القرن الماضي، واستمرت حتى بدايات القرن العشرين.
ظل بوقا الفرعون الذهبي في مكانهما الأخير داخل المتحف المصري بالتحرير، حتي نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي، عندما تم إخراجهما لأول مرة، ليتم تجربتهما بالعزف عليهما من قبل العازف الإنجليزي «جيمس تابرن»، ليسمع الملايين حول العالم صوت البوقين لأول مرة، في 16 إبريل عام 1939، لمدة استغرقت 5 دقائق فقط، عبر أثير إذاعة «هيئة الإذاعة البريطانية» الشهيرة، قبل أن تندلع الحرب العالمية الثانية بعد بضعة أشهر فقط، في سبتمبر من نفس العام، لتحرق بنيراتها العديد من الدول الأوروبية، في حرب ضروس استمرت لمدة ست سنوات، وراح ضحيتها الملايين من الأبرياء.
وتقول القصة إن تجربة تكرار النفخ في البوق، تم تكرارها من قبل أحد العاملين بالمتحف المصري فى منتصف عام 1967، بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على انتهاء الحرب العالمية الثانية، لتستيقظ مصر ذات صباح على تدمير القوات الإسرائيلية معظم مطاراتها الحربية، فيما عرف بنكسة يونيو، قبل أن تتم تجربة العزف على البوقين للمرة الثالثة في عام 1990، ليشهد العالم اندلاع حرب الخليج، وهو ما عزز فكرة اللعنة في أذهان كثير من المهووسين بالحضارة الفرعونية القديمة، رغم أن البوقين يعدان من أجمل مقتنيات الفرعون الذهبي تـــوت عنخ آمون، حيث يتميزان بدقة الصنـــاعة وجمـــال المنظر، إذ صنع البوقان من الفضة، فيما فوهة كل بوق محلاة بشريط من الذهب.
يزين الفوهة المتسعة لكل بوق من بوقي الملك، نقش لزهرة اللوتس ونقش لخراطيش تحمل اسم الملك «توت عنخ آمون»، وقد عثر هيوارد كارتر عند اكتشاف مقبرة توت، بداخل البوق الأول المصنوع من الفضة، على قالب بنفس شكل البوق مصنوع من الخشب، ويحمل بعض النقوش والزخارف الملونة، ويبدو أن هذا القالب كان يوضع داخل البوق لحمايته من الانبعاج.
كانت الأبواق في مصر القديمة، تستخدم للإعلان عن وصول الملك، إلى مكان ما كنوع من الاحتفال، وهي تتميز بثقوبها الخمسة، التي تصدر نغمات تقترب إلى حد كبير من السلم الموسيقي الخماسي، الذي يميز آلات العزف القديمة، التي يزيد عمر بعضها على 7000 عام، ومن أشهـــرها بوقا الملك توت، ونايات جياهو القديمة فـــي الصين، التي كانت تصنع من عظام أجنحــة طائـــر الغـــرنوق الأحمر، وقد استخدمت الأخيرة، حسبما تشير العديد من الدراسات التاريخية، فــــي الاحتفالات وربـــما بعض الطقـــوس الدينية، وإن اختلفت عن الأبواق المصــرية، في أن نغمـــاتها تشبه إلى حد كبيـــر النـــوتة الموسيقية الغربية الحديثة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/58sbduvs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"