عادي

ألمانيا.. «أزمة القطارات» تفسد فرحة المشجعين بكأس أوروبا

18:54 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1

إعداد محمد كمال

يبدو أن الجماهير المحتشدة في مدرجات ملاعب كأس أوروبا 2024، قد عانت كثيراً من أجل الوصول إلى وجهاتها، بعد ما كشفته تقارير إعلامية عن مدى تردي حالة خطوط السكك الحديدة في ألمانيا، فضلاً عن التأخير المتكرر في مواعيدها، لدرجة أن أحد لاعبي المنتخب الألماني نفسه وهو المهاجم نيكلاس فولركوغ وصل متأخراً عدة ساعات إلى مقر معسكر اللاعبين، بسبب أنه قرر استخدام القطار.

اعتذار بكل لغات أوروبا

ولطالما تفاخرت ألمانيا بدقة المواعيد والانتظام، والقطارات صديقة البيئة، لكن ما شهدته الأيام الأولى من البطولة من زحام وتأخير في المواعيد سبب إحراجاً شديداً لها على ما يبدو، لدرجة أن الإعلامي الألماني الشهير فيليكس داكسل، طالب عبر صحيفة «دير شبيجل»، إحدى أكبر وسائل الإعلام في ألمانيا بضرورة «الاعتذار بجميع لغات البطولة ال 21» جراء تردي خدمة السكك الحديدية، ثم أضاف مازحاً: «ما الذي يمكن أن يكون أكثر صداقة للبيئة من قطار لا يسير؟».

واستطرد الكاتب الألماني بقوله إنه «يمكنك أن تهزم ألمانيا، ولكنك سوف تخسر أمام دويتشه بان»، وذلك في إشارة إلى الشركة المشغلة للقطارات، والتي ساءت سمعتها مؤخراً بسبب انخفاض مستوى الخدمة والازدحام الشديد والتأخير.

اللحاق بالشوط الثاني

وتقطعت السبل بآلاف المشجعين، وعلى سبيل المثال فإن مشجعي النمسا الذين حاولوا الوصول إلى دوسلدورف يوم الاثنين الماضي لمشاهدة مباراة فريقهم أمام فرنسا، تقطعت بهم السبل بعد عبور الحدود إلى ألمانيا مباشرة، ولم يصل البعض إلى المباراة إلا في الشوط الثاني، نتيجة تأخر القطارات.

وتأتي أزمة القطارات رغم أن الكثير من الألمان أطلقوا تحذيرات قبل أشهر من البطولة لتخوفهم أن تؤدي هذه المشاكل لإفساد التنظيم. ومع ذلك، مع تدفق المشجعين إلى ألمانيا لمتابعة فرقهم، أصيبت شبكات السكك الحديدية في البلاد بالانهيار. وحتى قبل بدء البطولة في 14 يونيو/حزيران، تم إرسال موظفين من هيئة النقل في ميونيخ لتوزيع المثلجات على المسافرين العالقين لساعات في القطارات المتوقفة في جميع أنحاء المدينة.

وكثيراً ما اضطر المشجعون للسير لمسافة ثلاثة أميال إلى الاستاد بعد توقف الترام، وفي شتوتغارت، وجد المشجعون الذين وصلوا إلى محطة القطار الرئيسية في المدينة أنه بسبب مشروع تجديد كبير، تم توجيههم إلى أنفاق خشبية ضخمة طويلة جدًا ومربكة، لدرجة أنهم، حتى عندما كانوا على وشك تجاوزها، عادوا إلى الوراء وتتبعوا خطواتهم على أمل الخروج من محطة القطار بشكل أسرع.

الشركة المشغلة تقر بالأزمة

وقالت دويتشه بان إنها ستعتذر شخصياً لأولئك الذين تقطعت بهم السبل. وقال رالف ثيم، المسؤول عن محطات دويتشه بان التي تخدم الركاب: «نطلب من المشجعين التواصل معنا.. سنجد طريقة جيدة وعادلة لتعويضهم».

وبلغت المشاكل أبعاداً كبيرة، حتى إن ألمانيا، على الرغم من تجميد الإنفاق الحكومي، خصصت 40 مليار يورو للاستثمار في السكك الحديدية المتقادمة. واعتبارًا من هذا العام، من المقرر أن يبدأ العمل في 40 ممرًا رئيسيًا.

وقد حذرت شركة دويتشه بان بالفعل من أن ذلك سيعني إنشاء العشرات من مواقع البناء على الطرق الرئيسية، ومعها المزيد من التأخير، لكن العمل لن يبدأ قبل 15 يوليو عقب انتهاء البطولة.

أزمات متراكمة لسنوات

وتغطي شبكة السكك الحديدية في ألمانيا أكثر من 20 ألف ميل. لكن ما يقرب من نصف طول هذا المسار قد تم تدميره في السنوات السبعين الماضية، مما ترك الطرق الحالية مثقلة بالأحمال مع زيادة الطلب على نقل البضائع والركاب. ويؤدي الوصول المتأخر لأحد القطارات إلى تأخيرات واسعة النطاق عبر النظام بأكمله. وقد وصلت 63% فقط من قطارات النظام إلى وجهتها في الوقت المحدد الشهر الماضي، وفقًا لشركة دويتشه بان. ويقارن ذلك بنسبة تزيد على 94 % من الالتزام بالمواعيد في النمسا المجاورة و87 % في فرنسا.

ويلقي المنتقدون اللوم على نقص الاستثمار في النظام خلال العقود التي تلت تأسيس شركة دويتشه بان كشركة خاصة في عام 1994، من خلال دمج السكك الحديدية الحكومية في ألمانيا الشرقية والغربية السابقة، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

وقال أندرياس كني، الأستاذ في مركز العلوم الاجتماعية في برلين والذي تغطي أبحاثه النقل والتكنولوجيا: «لقد كان من الواضح منذ فترة طويلة من الناحية الاستراتيجية أن هناك نقصًا في المال». ويضيف: «المبالغ التي كان ينبغي استثمارها في السكك الحديدية، كقاعدة عامة، كان ينبغي أن تكون ضعف ما تم استثماره بالفعل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/n5zt7vcn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"