عادي
ناقوس خطر..

«الصحة العالمية»: ثلث البالغين يعانون الخمول

16:52 مساء
قراءة 3 دقائق

دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر من خلال دراسة نُشرت الأربعاء، كشفت أن نحو ثلث البالغين في العالم، وهو رقم آخذ في الارتفاع، لا يمارسون نشاطاً بدنياً كافياً، ما يهدد صحتهم البدنية والنفسية، وتفوق نسبة هؤلاء 50 % في عدة دول.

في عام 2022، لم يمارس 31.3 % من البالغين، أي نحو 1.8 مليار شخص، أي نشاط بدني مطابق للتوصيات الصحية، أي بزيادة نحو 5 نقاط عما كان عليه هذا الرقم عام 2010، وفقاً لتقديرات خبراء وخصوصاً من منظمة الصحة العالمية، نشرتها في مجلة «ذي لانسيت غلوبل هيلث»، هي الدراسة الأوسع حتى اليوم.

وقال د. روديغر كريش، مدير إدارة تعزيز الصحة في المنظمة، خلال مؤتمر صحفي إن «الخمول البدني يمثل تهديداً صامتاً للصحة العالمية»، معرباً عن أسفه لكون «العالم لا يتحرك في الاتجاه الصحيح»، خلافاً لما كان يؤمل.

ورأت رئيسة وحدة النشاط البدني في المنظمة د. فيونا بول أن هذه النتائج بمثابة «جرس إنذار».

ارتفاع المستويات

في حال استمر الاتجاه الحالي، سترتفع مستويات الخمول إلى 35 % بحلول عام 2030، وفقاً للباحثين، ما يعني الابتعاد أكثر فأكثر عن الهدف العالمي المتمثل في الحد من الخمول البدني بنسبة 15 % بحلول 2030.

لتعزيز الصحة الجيدة، توصي منظمة الصحة العالمية البالغين بأداء 150 دقيقة على الأقل من التمارين البدنية المعتدلة خلال الأسبوع، كالمشي والسباحة وركوب الدراجات وسوى ذلك، أو القيام بـ 75 دقيقة على الأقل من التمارين البدنية الشديدة خلال الأسبوع، كالجري والرياضات الجماعية وغيرها،أو بمزيج متكافئ من الأنشطة المعتدلة والشديدة.

وذكّر أد. كريش بأن الخمول يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، كسرطانَي الثدي والقولون، والاضطرابات النفسية.

وشرحت د. ليان رايلي من قسم الأمراض غير المعدية في منظمة الصحة العالمية، أن قلة النشاط البدني لا تؤثر سلباً في الفرد فحسب، بل تمثل كذلك «عبئاً مالياً على الأنظمة الصحية».

ويخفي الارتفاع شبه العام في نمط الحياة الخامل في كل أنحاء العالم فوارق جغرافية واجتماعية سكانية.

واحتلت منطقتا آسيا والمحيط الهادئ (48 %) تليها جنوب آسيا (45 %) راس قائمة المناطق التي عانت قلة النشاط البدني عام 2022، في حين سُجلت النسب الأدنى في أوقيانيا (14 %) وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

النساء أكثر

يعاني أكثر من 50% من البالغين في عدة دول من قلة الحركة. وفي المقابل، تقلّ النسبة عن 10% في 15 دولة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والدول الغربية الغنية وأوقيانيا وجنوب آسيا.

وتعزز اتجاه آخر وهو أن متوسط الخمول البدني لدى النساء (33.8%) يفوق المعدّل لدى الرجال (28.7 %).

وفي ثلث البلدان تقريباً، تتجاوز الفجوة بين النساء والرجال عشر نقاط مئوية. وفي أفغانستان وباكستان وكوبا وغويانا وإيران وجزر البهاماس، تصل إلى 20 نقطة على الأقل.

ويشكّل العمر أيضاً عاملاً في الخمول، إذ لوحظت زيادة كبيرة في معدله لدى من تجاوزوا الستّين.

وأوضحت د. فيونا بول أنّ لهذه الزيادة الكبيرة في الخمول في العالم «أسباباً متعددة»، من بينها اتساع استخدام وسائل النقل، وازدياد الوظائف المستقرة، والأنشطة الترفيهية القائمة على الشاشات.

ورأى الخبراء أن تعديل السلوك الفردي لا يكفي لتغيير هذا الواقع، بل ينبغي إحداث تغيير في المجتمعات وتوفير بيئات، وخصوصاً في المدن، أكثر ملاءمة للنشاط البدني (كالمشي وركوب الدراجات الهوائية وغير ذلك) وجعل العمل أقل استقراراً.

ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في بيان له إلى «إعطاء الأولوية لتدابير جريئة، من بينها تعزيز السياسات وزيادة التمويل، لتغيير هذا الاتجاه المثير للقلق».

ورغم الصورة التي رسمتها هذه الدراسة، أشار الباحثون إلى بعض علامات التحسن في مختلف أنحاء العالم.

ولوحظ في هذا الإطار أن نحو نصف بلدان العالم حققت تقدماً في العقد الفائت، وأن 22 دولة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في خفض نسبة الخمول بحلول سنة 2030، في حال واصلت تقدّمها بالوتيرة إياها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/kdmwu5ea

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"