عادي

«حان وقت التغيير»..«ذا صن» تدعم العمال البريطاني عشية الانتخابات

21:50 مساء
قراءة 3 دقائق

لندن - أ ف ب

عشية الانتخابات التشريعية البريطانية، يبدو حزب العمال الأوفر حظاً، في الفوز أكثر من أي وقت مضى، إذ يتصدّر نوايا التصويت، وحظي بدعم صحيفة «ذا صن» غير المسبوق منذ عهد توني بلير.

وبعد ستة أسابيع من الحملة، و14 عاماً من حكم المحافظين الذي شهد تعاقب خمسة رؤساء وزراء، بينهم أربعة اضطروا للاستقالة، يتوقع أن تصوت البلاد الخميس، لمصلحة يسار الوسط، وأن توصل كير ستارمر إلى داونينغ ستريت.

الأربعاء، كتبت صحيفة «ذا صن» المملوكة لأسرة الملياردير روبرت مردوخ: «حان وقت التغيير، حان وقت حزب العمّال».

وكانت الصحيفة أيدت في العام 1997 حزب العمال خلال انتخابات فاز فيها توني بلير، بعدما كانت من جهة المعارضة طوال 18 عاماً. وأيّدت المحافظين على رأسهم ديفيد كاميرون قبل فوزه في العام 2010.

وعلى الرغم من افتتاحياتها التي تميل نحو اليمين، كان من الصعب على الصحيفة الشعبية أن تفوّت تغيير الحقبة الوشيك والهزيمة المعلنة للمحافظين الذين يرأسهم ريشي سوناك.

وحتى الإطلالة المفاجئة لرئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون خلال تجمع انتخابي للمحافظين الثلاثاء ـ في لندن، يبدو أنها لن تُحدث فرقاً. وجونسون الذي لا تربطه علاقات جيدة مع سوناك بقي حتى الآن بعيداً من الحملة، وظهوره الثلاثاء شكل مفاجأة.

وقال جونسون: «إذا كنتم تريدون فعلاً زيادة الضرائب، إذا كنتم تريدون هجرة غير خاضعة للرقابة، وإذا كنتم تريدون الخنوع غير المجدي لبروكسل، صوتوا لحزب العمال الخميس».

- «عصا سحرية»

وعمد كبار شخصيات المحافظين وفي مقدمهم سوناك إلى دعوة الناخبين لعدم إعطاء «أغلبية كبرى» للعماليين في مجلس العموم، وقال وزير العمل ميل سترايد، في حديث لإذاعة «تايمز راديو»: «نحن على الأرجح عشية أكبر فوز عمالي شهدناه على الإطلاق».

وكتبت وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان في صحيفة تلغراف: «انتهى الأمر، وعلينا أن نستعد لواقع المعارضة، والإحباط الذي تخلفه»، وبعد سنوات صعبة عاش خلالها البريطانيون تجربة خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي وأزمة اقتصادية واجتماعية وانتشار كوفيد-19، وفضائح وعدم استقرار سياسي، مع تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء محافظين عام 2022 وخمسة منذ عام 2010، يتطلع الناخبون إلى أمر واحد فقط، هو التغيير.

ولا تسود أجواء تفاؤل أو أمل مفرط، لكن البريطانيين على استعداد لمنح فرصة لستارمر زعيم حزب العمال المتقشف، وغير المعروف كثيراً، والبالغ 61 عاماً. وهو محام سابق مدافع عن حقوق الإنسان، شغل منصب المدعي العام قبل أن يُنتخب نائباً، قبل تسع سنوات.

ويفترض أن يصبح رئيساً للوزراء، لأن هذا المنصب يتولاه عادة رئيس الحزب السياسي الذي يحصل على أغلبية المقاعد في الانتخابات.

ولا يتمتع كير ستارمر بشخصية كاريزمية، ولا يحظى بشعبية كبيرة. وهو تحرك بحذر وحافظ حتى على الغموض خلال الحملة الانتخابية، حرصاً منه في الحفاظ على تقدم حزبه بفارق 20 نقطة على المحافظين. أما وعوده فبقيت محدودة، وحذر من أن حزب العمال لا يملك «عصا سحرية».

لكن هذا الرجل الآتي من طبقة متواضعة، إذ عمل والده في مصنع للأدوات، ووالدته في التمريض، يتحدث عن النزاهة والأمانة في السياسة. ولطالما ردد «البلاد أولاً، ثم الحزب».

- فاراج يريد تحقيق اختراق

ومن بين مصادر القلق الرئيسية للناخبين، الاقتصاد وتدهور خدمة الصحة العامة والهجرة. وجعل حزب الإصلاح البريطاني القومي وزعيمه نايجل فاراج الذي يحاول للمرة الثامنة، أن ينتخب لعضوية مجلس العموم، من هذا الموضوع الأخير محور معركته، وربطه بالمشاكل التي تعانيها بريطانيا، مثل نقص السكن، وصعوبة تلقي العلاج الطبي، وعدم توافر فرص عمل لبعض الشباب.

ودخل فاراج السباق الشهر الماضي، ما أدى مباشرة إلى تعزيز نوايا التصويت لحزبه الذي بات يحل خلف حزب المحافظين، وحتى تقدم عليه في بعض استطلاعات الرأي.

ويحظى هذا النائب الأوروبي السابق البالغ 60 عاماً، والمعجب بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وكان مؤيداً على الدوام لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بفرصة جيدة لانتخابه.

من جهته، بذل سوناك، رئيس الوزراء منذ عشرين شهراً خلفاً لليز تراس التي اضطرت إلى الاستقالة بعد 44 يوماً في داونينغ ستريت، كل جهوده لتجنب الكارثة المحدقة بحزبه. وأعلن خفض الضرائب، ووعد بأيام أفضل مع التحذير من زيادة هائلة للضرائب في ظل حكومة حزب العمال. لكن كل ذلك لم يعط النتائج المرجوة، وقد يواجه المحافظون أسوأ هزيمة في تاريخهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdfnpspv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"