عادي
متطلبات الطاقة أزمة في سباق «التسلح الذكي»

«غوغل»: التكنولوجيا تهدد أهدافنا البيئية

14:43 مساء
قراءة 3 دقائق
عدم يقين بشأن التأثير البيئي المستقبلي للذكاء الاصطناعي

إعداد: مصطفى الزعبي

رفعت طفرة الذكاء الاصطناعي أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى إلى مستويات عالية جديدة، ولكن على حساب التطلعات المناخية للقطاع، ووفقاً لتقرير نشرته «الجارديان» البريطانية، فإن المناخ لن يتحمل متطلبات الطاقة النهمة في سباق التسلح للذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية الجديدة للحوسبة تعني أن شركات التكنولوجيا الكبرى من المرجح أن تفشل في تحقيق أهداف الانبعاثات، لكنها لا تستطيع أن تتخلف عن الركب في فوز الفائز الذي يستحوذ على كل السوق

اعترفت شركة «غوغل» بأن التكنولوجيا تهدد أهدافها البيئية بعد أن كشفت أن مراكز البيانات، وهي جزء رئيسي من البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، زادت من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 48٪ منذ عام 2019، وقالت إن هناك عدم يقين كبير حول الوصول إلى هدفها المتمثل في صافي الصفر الانبعاثات بحلول عام 2030 ما يقلل الكمية الإجمالية لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المسؤولة عنها إلى الصفر، بما في ذلك عدم اليقين بشأن التأثير البيئي المستقبلي للذكاء الاصطناعي، وهو أمر معقد ويصعب التنبؤ به.

يأتي ذلك في أعقاب اعتراف شركة «مايكروسوفت»، أكبر داعم مالي لمطور لشركة «أوبن إيه إل» المطورة لبرنامج «تشات جي بي تي»، بأن «الهدف الصفري» الذي حققته في عام 2030 قد لا ينجح بسبب استراتيجية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

فهل ستكون التكنولوجيا قادرة على خفض الكلفة البيئية للذكاء الاصطناعي، أم أن الصناعة ستستمر، بغض النظر عن ذلك، لأن جائزة التفوق عظيمة للغاية؟

  • الذكاء الاصطناعي يهدد الأهداف الخضراء

تعد مراكز البيانات مكوناً أساسياً للتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل «جيميناي»، من «غوغل»، أو «تشات جي بي تي4» من «أوبن إيه إل»، فهي تحتوي على معدات حاسوبية متطورة، أو خوادم، تعمل على معالجة كميات هائلة من البيانات التي تدعم أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتتطلب كميات كبيرة من الكهرباء لتشغيلها، وهو ما يؤدي إلى توليد ثاني أوكسيد الكربون اعتماداً على مصدر الطاقة، فضلاً عن توليد ثاني أوكسيد الكربون «المضمن» من كلفة تصنيع ونقل المعدات اللازمة.

ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، يمكن أن يتضاعف إجمالي استهلاك الكهرباء من مراكز البيانات من مستويات عام 2022 إلى 1000 تيراواط/ساعة، في عام 2026، أي ما يعادل الطلب على الطاقة باليابان، في حين تشير تقديرات شركة الأبحاث «سيمي أناليسيس» إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى مراكز بيانات تستخدم 4.5% من الطاقة، وتوليد الطاقة العالمية بحلول عام 2030، واستخدام المياه مهم أيضاً، حيث تقدر إحدى الدراسات أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يمثل ما يصل إلى 6.6 مليار متر مكعب من استخدام المياه بحلول عام 2027 ما يقرب من ثلثي استهلاك إنجلترا السنوي.

  • متغير رئيسي

ذكر تقرير صادر من حكومة المملكة المتحدة حول سلامة الذكاء الاصطناعي، أن كثافة الكربون في مصدر الطاقة الذي تستخدمه شركات التكنولوجيا هي «متغير رئيسي» بتحديد الكلفة البيئية للتكنولوجيا، ومع ذلك، يضيف التقرير أن جزءاً كبيراً من التدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي لا يزال يعتمد على الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري.

وتعمل شركات التكنولوجيا على إبرام عقود الطاقة المتجددة في محاولة لتحقيق أهدافها البيئية، فشركة «أمازون»، على سبيل المثال، هي أكبر شركة مشترية للطاقة المتجددة بالعالم، ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن هذا يدفع مستخدمي الطاقة الآخرين إلى استخدام الوقود الأحفوري لأنه لا يوجد ما يكفي من الطاقة النظيفة.

وقال أليكس دي فريس، مؤسس موقع «Digiconomist»، وهو موقع إلكتروني يراقب التأثير البيئي للتكنولوجيات الجديدة: «إن استهلاك الطاقة لا ينمو فحسب، بل إن «غوغل» تكافح أيضاً لتلبية هذا الطلب المتزايد من مصادر الطاقة المستدامة».

  • الطلب على الكهرباء

تشير قواعد العرض والطلب العادية إلى أنه مع استخدام الذكاء الاصطناعي للمزيد من الكهرباء، ترتفع كلفة الطاقة وتضطر الصناعة إلى الاقتصاد، لكن الطبيعة الفريدة لهذه الصناعة تعني أن أكبر الشركات في العالم قد تقرر بدلاً من ذلك تجاوز الارتفاعات بكلفة الكهرباء، ما يؤدي إلى حرق مليارات الدولارات نتيجة لذلك.

وأكبر وأغلى مراكز البيانات في قطاع الذكاء الاصطناعي هي تلك المستخدمة لتدريب الذكاء الاصطناعي، وأنظمة مثل «تشات جي بي تي 4o وClaude 3.5» التي تعتبر أكثر قوة وقدرة من أي مركز آخر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y97paww7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"