عادي

وقائع صادمة لإدمان الألعاب الإلكترونية لدى الأطفال.. وخبيرة بريطانية تكشف الحلول

16:17 مساء
قراءة 3 دقائق
الألعاب الإلكترونية

كشفت هنريتا بودين جونز، مؤسسة ومديرة المركز الوطني لاضطرابات الألعاب في بريطانيا، عن حالات صادمة لأطفال أدمنوا الألعاب الإلكترونية لدرجة عالية الخطورة، مشددة على ضرورة التعامل مع مثل هذه الحالات عن طريق العلاج، كما قدمت حلولاً قد تساعد الأسر على مواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة.

وقالت جونز إنها رأت حالة لصبي في سن المرحلة الابتدائية سار مسافة ميلين في منتصف الليل إلى منزل جدته ليجلس على عتبة بابها حتى يتمكن من استخدام شبكة الواي فاي الخاصة بها.

كما قالت إن طفلاً آخر فك نوافذ الطابق السفلي من منزله ليلاً، حتى يتمكن من الدخول إلى غرفة مغلقة على أجهزة الألعاب، ثم في أحد الأيام سقطت نافذة، لأنه لم يرجعها إلى مكانها بشكل صحيح.

وكثيراً ما يلجأ مدمنو الألعاب الإلكترونية من الأطفال لحيل غريبة حتى يتغلبوا على "المنع الأسري"، لدرجة أن أحد هؤلاء الأطفال استل سكيناً من الطبخ ثم أظهر ميولاً انتحارية على مجموعة خاصة بالألعاب لولا اتصال صديقته بالإسعاف الذي توجه إلى المنزل لإنقاذه.

وتكشف صحيفة «الغارديان» البريطانية واقعة هذا الطفل، لتبين إلى أي حد يمكن أن يصل إدمان الألعاب لدرجة أن مقاومته قد تكون في غاية الصعوبة، حيث أصبح مئات الآلاف من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات مدمنين على وحدات التحكم الخاصة بهم.

وتروي والدة الطفل جاك الذي حاول الانتحار، أنها عادت ذات يوم من عملها كممرضة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وطلبت من ابنها أن يساعدها على تحضير الطعام، لكنه كان مختبئاً في غرفته يلعب ألعاب الفيديو، فأخذت الألعاب وخبأتها وفي اليوم التالي، بقي في غرفته وأرسل رسائل متوترة إلى صديقته، ثم ذهب إلى المطبخ وأخذ سكيناً وعاد إلى غرفته.

وتقول الأم إن جاك كان طفلاً هادئاً ومنطوياً على نفسه، لكن سلوكه كان يتدهور فقد كان يقضي كل لحظة فراغ في ممارسة الألعاب. كان يتظاهر بالذهاب إلى الفراش ويبقى مستيقظاً حتى الخامسة أو السادسة صباحاً. وتوضح أنه كان يتناول وجباته في "غمضة عين"، حتى يتمكن من الانسحاب إلى غرفته. بل يهمل استحمامه لأيام حتى ينكب على الألعاب. ثم كانت زيارة رجال الإسعاف لإنقاذه من الانتحار بمثابة جرس إنذار، على أنه أصبح مدمناً للألعاب ويحتاج إلى العلاج وإعادة التأهيل.

ونظراً لخبراتها في مجال علاج «المقامرة المرضية»، فقد رأت بودين جونز أوجهاً للشبه مع إدمان الألعاب الإلكترونية، ومن ثم بدأت التفكير في إنشاء المركز العلاجي.

طرق العلاج

وتقول جونز إن العلاج يأخذ عادة 12 جلسة أسبوعية، وعندما يكون المريض صغيراً، يوصى أيضاً بجلسات مع الوالدين أو مقدمي الرعاية. وتوضح أن الهدف الأساسي للعلاج ليس جعل المريض يتخلى عن النشاط، بل إدارته والتحكم فيه. وتنصح بودين جونز: «لا يمكنك إزالة الألعاب تماماً.. لقد تعلمنا حقاً أنه على عكس جميع أشكال الإدمان الأخرى التي يجب أن تتوقف، فإن الألعاب تعني لهم نوعاً من العزاء الذي يعثرون خلاله على شراكة في اللعب مع الآخرين. إن إزالتها تعني أنهم فقدوا كل شيء حقاً».

وتشير بودين جونز إلى أنه من الشائع أن ينبع الإدمان من عوامل أساسية متعددة. وتقول: «أرى أحياناً دافعاً ورغبة في استخدام الألعاب كمنقذ. يكره الكثير منهم واقعهم اليومي، ولا يستطيعون الانتظار حتى يكبروا. يشعرون بالقلق الشديد بشأن أسرهم أو صحتهم العقلية. هذا يوضح لك مدى تعدد عوامل الإدمان، وكيف أن اضطراب الألعاب هو مجرد مظهر آخر من مظاهر الأمور التي تسير على نحو خاطئ».

وتؤكد أنه عندما حضر جاك الجلسات بانتظام، بدا وكأنه قد تحول، فقد أصبح يساعد على الطهي وتحسنت درجاته في المدرسة. وهو الآن في الحادية والعشرين من عمره، يدرس تصميم الألعاب والبرمجة في الجامعة. وكجزء من بيان قبوله، كتب جاك أنه يريد إنشاء ألعاب فيديو لها تأثير إيجابي في الصحة العقلية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/544ak4tk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"