عادي

وسط ترقب لطرح مرشحه للحكومة.. اليسار يدفع لتطبيق برنامجه في فرنسا

18:13 مساء
قراءة 3 دقائق
صورة تجمع بين الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند وتحالف الأحزاب اليسارية (رويترز)

متابعات-الخليج

أكد التحالف اليساري الذي تصدّر نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية بدون الفوز بالغالبية المطلقة، الثلاثاء حقه في تطبيق برنامجه، ولو اضطر إلى عقد تحالفات برلمانية لكل مسألة على حدة، بانتظار التوصل إلى طرح رئيس للحكومة.

  • «مفاوضات شاقة»

وتتواصل مفاوضات شاقة في وقت لم يستبعد معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي بصورة كاملة تشكيل فريق حكومي جديد مع اليمين الجمهوري. وفي هذه الأثناء يستعد ماكرون الذي لم يدل بأي تصريح منذ صدور نتائج الانتخابات، للتوجه إلى واشنطن للمشاركة في قمة الحلف الأطلسي الأربعاء والخميس. وفيما كانت البلاد تترقب مدّاً يمينياً متطرفاً في الدورة الثانية من الانتخابات الأحد، فوجئت باختراق لتحالف الجبهة الشعبية المؤلف من أحزاب متباينة لا بل متعارضة أحياناً بين اليسار الراديكالي والشيوعيين والاشتراكيين والبيئيين، مدفوعاً بنسبة مشاركة وصلت إلى 66,63% من الناخبين.

  • «استبعاد توسيع القاعدة السياسية»

ويتعين الآن على الأحزاب التي كانت تدخل في مشاحنات يومية في الماضي، أن تتفاهم حول عدة مسائل، بدءاً بتعيين شخصية توافقية يمكنها تجسيد مشروعها المشتركة.

وفي هذا السياق، قد يعلن التحالف اسماً اعتباراً من نهاية الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل، لتولي رئاسة الحكومة. ومع حضورهم تباعاً الثلاثاء إلى الجمعية الوطنية، أوحى نواب اليسار باستبعاد توسيع قاعدتهم السياسية والتخلي عن التفاهم مع يمين الوسط، في حين أنهم لم يحصلوا سوى على 190 مقعداً نيابياً، بعيداً عن الغالبية المطلقة المحددة ب289 مقعداً.

  • «اليسار سيطبق برنامجه»

وقال العضو البيئي في مجلس الشيوخ يانيك جادو في تصريح لشبكة تي إف 1 الخاصة «لا أعتقد أننا اليوم في وضع يمنحنا ائتلافاً أوسع من الجبهة الشعبية الجديدة في الحكومة» معتبراً أن «التحالفات ستبنى في الجمعية الوطنية». ومن جانبه، حذر منسق «فرنسا الأبية» (يسار راديكالي) مانويل بومبار بأن اليسار سيطبق برنامجه وأن على «كل من التكتلات تحمل مسؤولياتها، فإما التصويت على مقترحاتنا... أو الإطاحة بنا».

  • «إلغاء تدابير أساسية»

ويعتزم التحالف اليساري بصورة خاصة إلغاء تدابير أساسية اتخذها المعسكر الرئاسي، بدءاً بإصلاح نظام التقاعد، وهو الإجراء الأبرز في ولاية ماكرون الثانية غير أنه يثير رفضاً شعبياً كبيراً. كما يعتزم التحالف اليساري إلغاء قانون حول الهجرة وإصلاح جديد حول مساعدات البطالة، وزيادة الحد الأدنى للأجور. وحذرت وكالة موديز للتصنيف الائتماني الثلاثاء بأن إلغاء إصلاح نظام التقاعد بدون اتخاذ تدابير ادخار مالي في المقابل، قد ينعكس على تصنيف فرنسا. واعتبرت أنه بدون غالبية واضحة «سيكون من الصعب بالتأكيد التصويت على قوانين». كذلك أعلنت وكالة إس أند بي غلوبال أن تصنيف الدين السيادي الفرنسي سيكون «تحت الضغط» إذا لم تتوصل البلاد إلى «خفض عجزها المالي الضخم» الذي ازداد بشكل كبير العام الماضي ليصل إلى 5,5% من الناتج الداخلي الإجمالي.

  • «استقرار للبلاد»

ومع ترقب مفاوضات طويلة وشاقة، طلب ماكرون الاثنين من رئيس الحكومة المستقيل غابريال أتال البقاء في منصبه «لضمان استقرار البلاد» ولا سيما مع تنظيم باريس دورة الألعاب الأولمبية بعد أقل من ثلاثة أسابيع. وهذا الوضع غير مسبوق في فرنسا التي اعتادت الاستقرار السياسي بفضل دستور عام 1958.

  • «البقاء في قلب اللعبة»

ويواجه التحالف اليساري كتلة ماكرونية متينة (نحو 160 مقعداً)، ويميناً جمهورياً يمكن أن يلعب دوراً محوريا (نحو 66 مقعداً) وكتلة التجمع الوطني اليمينية المتطرفة التي تعتزم مع حلفائها (أكثر من 140 مقعداً) التحضير للانتخابات الرئاسية عام 2027. ورأت رئيسة الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها يائيل برون بيفيه الثلاثاء أن الأحزاب اليسارية «لا يمكنها الادعاء بأنها ستحكم منفردة»، مذكرة بأن الجبهة الشعبية الجديدة «بعيدة جداً» عن الغالبية. وتابعت «إننا قادرون على تمثيل قوة سياسية أخرى بديلة» داعية إلى «بناء خريطة طريق مشتركة» مع «كل الأحزاب التي تود أن نعمل معاً، من الجمهوريين إلى اليسار الاشتراكي الديموقراطي». ويجمع غابريال أتال الثلاثاء نواب كتلته، وهو مصمم على البقاء في قلب اللعبة، بعدما قاد حملة جنبت المعسكر الرئاسي هزيمة نكراء. أما اليمين المتطرف، فيسعى إلى تخطي انتكاسته وأقر رئيسه جوردان بارديلا (28 عاماً) الذي كان يأمل بتولي رئاسة الحكومة،الاثنين بارتكاب «أخطاء» في حملته التي شهدت عدداً من المواقف العنصرية وأخرى تنم عن عدم كفاءة صدرت عن العديد من مرشحي التجمع الوطني. ويعتزم الحزب الذي تطمح زعيمته مارين لوبن إلى الرئاسة بعد أن هزمت ثلاث مرات منذ 2012، ترك بصماته على الجمعية الوطنية. ودعا نواب اليسار الثلاثاء إلى منع التجمع الوطني من تولي مناصب أساسية في الجمعية الوطنية، وهو ما ندد به نواب الحزب اليميني المتطرف معتبرين أنه «غير ديمقراطي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2m6xhzch

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"