عادي
يحضّ على الوحدة و«منع انتصار الشر» ويستأنف حملته اليوم

صدمة أمريكية من محاولة اغتيال ترامب

01:43 صباحا
قراءة 4 دقائق
ترامب في حماية عناصر الخدمة السرية بعد حادث إطلاق النار (أ ب)
عناصر الخدمة السرية يساعدون ترامب على النهوض(رويترز)

حضّ الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الأمريكيين، أمس الأحد، على الوحدة، و«عدم السماح للشرّ بأن ينتصر»، بعد نجاته من محاولة اغتيال خلال تجمّع انتخابي في بنسلفانيا، بينما سارع الرئيس الحالي، جو بايدن، بالاتصال بخصمه الجمهوري، مؤكداً أنه لا مكان لهذا النوع من العنف في أمريكا

وغادر الرئيس الأمريكي السابق المستشفى الذي كان يعالج فيه بعد حادثة إطلاق النار. وقال ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث» لاحقاً «أصبت برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى»، وأظهرت مقاطع فيديو من موقع الحادث ترامب وأذنه ملطخة بالدماء، فيما نقلت وسائل الإعلام عن جهاز الخدمة السرية الأمريكي قوله إن مطلق النار المشتبه فيه، وأحد الحاضرين قتلا، وأصيب اثنان آخران بجروح خطرة إثر قيام مطلق النار المشتبه فيه بإطلاق عدة طلقات تجاه المنصة، من مكان مرتفع خارج مكان التجمع الانتخابي الذي أقيم على أرض معرض مزرعة بتلر، في غرب بنسلفانيا، على بعد نحو 35 ميلاً (56.3 كم) خارج مدينة بيتسبرغ، التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في الولاية، حسب صحيفة «نيويورك تايمز» وفور وقوع الحادث، قام عناصر جهاز الخدمة السرية باصطحاب ترامب البالغ 78 عاماً إلى خارج موقع التجمّع، بينما كانت الدماء تسيل على وجهه.

وأثناء إخراجه، رفع المرشح الجمهوري قبضته أمام الحشد في إشارة تحدٍّ. وبعد ساعات من الهجوم، أكّد ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»، أنّ «الله وحده منع وقوع ما لا يمكن تصوّره».

وقال «في هذه اللحظة، من المهم أكثر من أيّ وقت مضى، أن نقف متّحدين، وأن نُظهر طبيعتنا الحقيقية كأمريكيين، ببقائنا أقوياء، ومصمّمين، وعدم السماح للشر بأن ينتصر»، مؤكداً أنّه سيحضر المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي يبدأ اليوم، الاثنين، في ميلووكي، في ولاية ويسكونسن.

وكشفت وسائل إعلام أمريكية بعض تفاصيل ما حدث، وصوّرت لحظة محاولة الاغتيال، فما إن بدأ المرشح الجمهوري خطابه متطرّقاً إلى قضية المهاجرين غير الشرعيين، ومتهماً جو بايدن بالسماح لهم بالدخول إلى البلاد بشكل جماعي، حتى سُمع دوي إطلاق نار، فانحنى على الأرض، وهرع إليه عناصر الخدمة السرية.

بعد ذلك، ارتفعت صيحات هلع بين المشاركين في التجمّع والذين ألقوا أنفسهم على الأرض.

وشوهد الرئيس السابق يضع يده على أذنه فيما الدماء تسيل على خدّه. وانحنى وراء المنصة بينما اندفع عناصر جهاز الخدمة السرية نحوه، وأحاطوا به قبل إجلائه إلى سيارة مجاورة.

وسُمع ترامب يقول على المذياع «دعوني أستعد حذائي»، بينما كان رجال الأمن يساعدونه على الوقوف.

واستدار نحو الحشد، ورفع قبضته مرار،اً ونطق بكلمات لم تُفهم على الفور، في صورة ستدخل التاريخ حتماً. وسارع عناصر الأمن لمرافقة ترامب إلى سيارة رباعية الدفع (إس يو في)، فيما رفع الرئيس السابق قبضته مجدداً.

وفي وقت لاحق، شوهد وهو يخرج من طائرته من دون مساعدة، بحسب مقطع مصوّر نشرته نائبة مدير الاتصالات في فريقه، ولم تظهر فيه أذنه المصابة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب سيمضي الليلة في نيوجيرزي.

وأتت محاولة الاغتيال لتظهر التوترات السياسية المسيطرة على المجتمع الأمريكي، وسط استقطاب شديد. ومن شأن هذا الهجوم الذي أثار صدمة في مختلف أنحاء العالم، أن يضفي اضطراباً على حملة الانتخابات مع اقتراب موعد الاقتراع الرئاسي في نوفمبر/ تشرين الثاني.

من جهته، أعرب الرئيس جو بايدن، الذي يُتوقّع أن يواجه ترامب في الانتخابات الرئاسية، عن شعوره بالارتياح لنجاة المرشّح الجمهوري. وقال «لا مكان لهذا النوع من العنف في أمريكا». وأفاد البيت الأبيض بأنّ بايدن تحدث لاحقاً مع ترامب، في أول اتصال بينهما منذ المناظرة التلفزيونية التي جمعتهما في 27 يونيو/ حزيران، وقدّم فيها الرئيس أداء كارثياً.

وقطع بايدن إجازة عطلة نهاية الأسبوع في ولاية ديلاوير ليعود إلى واشنطن، على أن يطلعه المسؤولون الأمنيون على المستجدات خلال النهار، وفق البيت الأبيض.

وكان للهجوم تداعيات سياسية، إذ سارع عدد من الجمهوريين إلى إطلاق الاتهامات، فيما انتشرت نظريات المؤامرة اليمينية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وألقى السيناتور جي دي فانس، أحد المرشحين المحتملين على البطاقة الانتخابية لترامب كنائب للرئيس، اللوم على «خطاب» بايدن.

وفي سياق متصل، نفى جهاز الخدمة السرية أن يكون قد رفض توفير حماية إضافية لترامب قبل التجمّع الانتخابي في بنسلفانيا، بعدما طُرحت تساؤلات بشأن الجهاز الأمني المحيط بالرئيس السابق.

وقال المتحدث باسم جهاز الخدمة السرية أنتوني غوغلييلمي، على منصة إكس «هناك مزاعم كاذبة يتم تداولها مفادها أنّ أحد أعضاء فريق الرئيس السابق طلب موارد أمنية إضافية وتمّ رفض ذلك. هذا غير صحيح على الإطلاق. في الواقع، أضفنا موارد حماية إضافية... بما يتناسب مع التحرّكات المتزايدة في إطار الحملة» الانتخابية.

وأكدت الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري أنه سيحضر المؤتمر الجمهوري الذي يُعقد في ميلووكي، بدءاً من اليوم الاثنين. وقد تكون لمحاولة الاغتيال هذه تبعات كبرى على الحملة الانتخابية، كما ستهيمن على المؤتمر الجمهوري المتوقع، يوم الخميس المقبل، لتثبيت ترامب مرشحاً للحزب الجمهوري أمام خصمه الديمقراطي. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4uwrjp69

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"