عادي

قصائد مكتوبة بماء القلب في بيت الشعر

14:56 مساء
قراءة دقيقتين
جانب من جمهور الأمسية

الشارقة: «الخليج»

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها كل من أحمد الأخرس، و أحلام بناوي، و الدكتور عبد المجيد فلاح، بحضور محمد عبد الله البريكي، مدير البيت، وقدمها الإعلامي أحمد العمّار.

افتتح القراءات الدكتور عبد المجيد فلاح، بقصيدة يقول فيها:

نذران صِمْتُهما نَفْلاً فما طَفِقا

يَسْتمطِرانِ عليَّ اللَّيلَ والأرقا

وما ظننتُ بأنَّ العشقَ قافيتي

فاسألْ لهُ الجَفْنَ لا بلْ فاسألِ الغَسَقا

هُزّي إليكِ حِبالَ الصّبحِ وانتظري

جدائلَ الوجدِ فوقَ الدربِ قَد عُتِقا

يا عيدُ لا تعجلَنْ، قد مسّني وَلَهٌ

مُذ دمعتي سُكِبت، فالغيمتانِ رُقى

ولوطنه كتب عبد المجيد فلاح:

سأُسبل دمعةً غرقى بحزني

وأمسحُ فيهما نهرَ الجبين

إذا ما شِيم برقٌ من شآمي

تورَّد من دمي دمعُ العيون

أقولُ لهم: ذروني في رباها

أشمَّ ترابَ قبلتها ذروني

تراودني على خجلٍ سعادٌ

حلفتُ اللهَ لم أحنث يميني

وقلتُ مخافةَ الواشين: عنّي،

فغيرُ الشامِ لم أعرف، يقيني

أحلام بناوي قرأت مجموعة من النصوص الذاتية، بلغة شفيفة ومشاعر مرهفة، ومن نص «كف النداءات»:

لا أكتب الشعر بل أتلو ضياعاتي

لم نترك الأمسَ حتّى نبلغَ الآتي

أبكي وأضحك أو ما بينها ولَهاً

إن الحقيقة مأساتي وملهاتي

قميص شِعْريَ ما أسطيعُ أرتقه

وأعجنُ (الميجَنا) من قمحِ آهاتي

مِن عُروة الحُزنِ فَرَّ القلبُ مبتسماً

حُرَّ السقوطِ على كفّ النداءاتِ

وعرجت في نص آخر على واقع الحال الذي تتمناه أجمل، تقول:

صُنْ ماءَ وجهِكَ إنَّ الماءَ ينسكِبُ

قد تَجفُلُ الخيل إلا أننا عربُ

صُنْ ماءَ قلبِكَ عما يعتريه ضحى

إن القلوبَ كما الأيام تنقَلِبُ

خَصرُ الكمنجة لم تنْحَتْه كفُّ يدٍ

بل دمع زرياب يحنو تحته الخشبُ

لا يخدَعَنَّكَ أنْ للتّبْرِ مِن مِيَزٍ

إذا يذوبُ، فقد يُسْتَنْزَفُ الذّهَبُ

واختتم القراءات أحمد الأخرس، يقول في نص «عُروجٌ إلى السّؤال الأوّل»:

أَرْهِفوا السَّمْعَ ثَمَّ صَوْتٌ تجَلّى

ثَمَّ لَيْلٌ.. وثَمَّ نَجْمٌ تَلَأْلا

ثَمَّ زَيْتونةٌ على الطّورِ ضاءتْ

لا لِزَيْتٍ بِها ولا هي حُبْلى

تِلْكَ ناري الّتي رأَيْتُ قَديماً

مُذْ تَخَيَّرتُ لُثْغَةَ الجَمْرِ حَلّا

امْكُثوا ها هُنا لِآنَسَ مِنْها

أو أُنادَى لَها وأَخْلَعَ نَعْلا

وقرأ نصوصاً أخرى، اشتغل فيها على شكل التفعيلة، واستغل مساحتها لنثر ورد اللغة على المعنى، ومن نص «صولو على الجبل» التي أهداها إلى ذاته: «بعدَ أكثر من ألفِ يومٍ من الآنَ/ مازالَ رأسيَ يؤلِمني/ لا لأنّي أعودُ بذاكرتي حينَ كنّا معاً/ بل لأنَّ ارتطامَ عظامِكِ بالأرضِ هشَّمَني/ما الذي قدْ يُرَمِّمُ جُمجُمتي يا حبيبةَ قلبي؟/ أنا أَتَوَجَّعُ فوقَ الحبالِ/ فكيفَ أوازِنُ ما بين قلبي وعقلي/ إذا مرَّ طيفُكَ بينهُما فوق حبلِ خَيالي؟/ أخافُ علَيكِ من السَّقطةِ الثانية».

في ختام الأمسية كرّم محمد البريكي المشاركين فيها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdcmswej

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"