القاهرة: الخليج
يتعافى بعض مرضى الاكتئاب بدرجة كبيرة، حتى حينما يكون المرض في أبشع أشكاله، ويعيشون بعد ذلك حياة لا تقل سعادة عن حياة نظرائهم، ممن لم يتعرضوا للمرض، وفي ما عدا مرارة بعض الذكريات التي يتركها الاكتئاب الحاد، فإنه لا يخلف سوى بضعة جراح دائمة، لكن ثمة معاناة لا تنتهي، تكمن في حقيقة أن عدداً كبيراً- ربما يقدر بالنصف- من هؤلاء الذين نكبهم المرض مرة، سوف يعاودهم مرة أخرى، فعادة الاكتئاب هي العودة بعد الشفاء، لكن معظم الضحايا يتحملون هذه الانتكاسات، وغالباً ما يتأقلمون معها، بشكل أفضل، لأن تجربتهم السابقة قد هيأتهم نفسياً لمواجهة هذا الغول.
ويقول وليام ستايرون في كتابه «ظلام مرئي.. مذكرات الجنون» (ترجمه إلى العربية أنور الشامي) من المهم لأولئك الذين يتعرضون للانتكاسة، ربما للمرة الأولى أن يعرفوا أو بالأحرى أن يقتنعوا بأن المرض سوف يأخذ مجراه، وأنهم سوف يتعافون في نهاية المطاف، وهذه قطعاً مهمة صعبة فحينما تكون في بر الأمان، وتطلب من شخص آخر يغرق أن يبتهج، فإن طلبك هذا يرقى إلى مستوى الإهانة، غير أنه قد تبين مرة تلو مرة، أن التشجيع إذا كان مثابراً عليه، والدعم إذا كان مخلصاً بالقدر نفسه، فإن إنقاذ الشخص الذي يتهدده الخطر يصبح ممكناً في الغالب.
إن معظم هؤلاء الذين يقعون في براثن الاكتئاب بأبشع أشكاله أياً كان السبب، يعيشون حالة من اليأس غير الواقعي، وتمزقهم علل مبالغ فيها وأخطار مميتة لا تمت للواقع بصلة، وقد يتطلب ذلك من الأصدقاء والمحبين وأفراد العائلة والمعجبين أن يغدقوا عليهم حباً جماً، حتى يقتنعوا بقيمة الحياة والتي تتعارض غالباً مع إحساسهم بانعدام القيمة وقد أنقذ هذا الحب أعداداً هائلة من ضحايا المرض من الانتحار.
ويتحدث أحد المؤرخين الاجتماعيين عن نظرية الحداد الناقص، مستعيناً بأبراهام لينكولن الرئيس الأمريكي، فقد تعرض في سنوات شبابه لاضطرابات ذات طبيعة انتحارية، وكاد أن ينهي حياته، في غير مرة، ويبدو أن هذا السلوك يرتبط ارتباطاً مباشراً بموت والدته، حينما كان في التاسعة من عمره، وكذلك بالحزن الدفين الذي فاقمه موت شقيقته، بعد عشر سنوات من ذلك، واستناداً إلى الرؤى التي استخلصها هذا المؤرخ الاجتماعي من نجاح لينكولن في تجنب الانتحار، يسوق حججاً مقنعة لا تدعم، وحسب فكرة أن الفقد المبكر يعجل بالتصرفات التي تنطوي على إلحاق الأذى بالنفس، لكنها تدعم أيضاً السلوك نفسه الذي يصبح استراتيجية يستعين بها الشخص في مواجهة مشاعر الذنب والغضب التي تنتابه والتغلب على نزوعه نحو الموت انتحاراً.
يتعافى بعض مرضى الاكتئاب بدرجة كبيرة، حتى حينما يكون المرض في أبشع أشكاله، ويعيشون بعد ذلك حياة لا تقل سعادة عن حياة نظرائهم، ممن لم يتعرضوا للمرض، وفي ما عدا مرارة بعض الذكريات التي يتركها الاكتئاب الحاد، فإنه لا يخلف سوى بضعة جراح دائمة، لكن ثمة معاناة لا تنتهي، تكمن في حقيقة أن عدداً كبيراً- ربما يقدر بالنصف- من هؤلاء الذين نكبهم المرض مرة، سوف يعاودهم مرة أخرى، فعادة الاكتئاب هي العودة بعد الشفاء، لكن معظم الضحايا يتحملون هذه الانتكاسات، وغالباً ما يتأقلمون معها، بشكل أفضل، لأن تجربتهم السابقة قد هيأتهم نفسياً لمواجهة هذا الغول.
ويقول وليام ستايرون في كتابه «ظلام مرئي.. مذكرات الجنون» (ترجمه إلى العربية أنور الشامي) من المهم لأولئك الذين يتعرضون للانتكاسة، ربما للمرة الأولى أن يعرفوا أو بالأحرى أن يقتنعوا بأن المرض سوف يأخذ مجراه، وأنهم سوف يتعافون في نهاية المطاف، وهذه قطعاً مهمة صعبة فحينما تكون في بر الأمان، وتطلب من شخص آخر يغرق أن يبتهج، فإن طلبك هذا يرقى إلى مستوى الإهانة، غير أنه قد تبين مرة تلو مرة، أن التشجيع إذا كان مثابراً عليه، والدعم إذا كان مخلصاً بالقدر نفسه، فإن إنقاذ الشخص الذي يتهدده الخطر يصبح ممكناً في الغالب.
إن معظم هؤلاء الذين يقعون في براثن الاكتئاب بأبشع أشكاله أياً كان السبب، يعيشون حالة من اليأس غير الواقعي، وتمزقهم علل مبالغ فيها وأخطار مميتة لا تمت للواقع بصلة، وقد يتطلب ذلك من الأصدقاء والمحبين وأفراد العائلة والمعجبين أن يغدقوا عليهم حباً جماً، حتى يقتنعوا بقيمة الحياة والتي تتعارض غالباً مع إحساسهم بانعدام القيمة وقد أنقذ هذا الحب أعداداً هائلة من ضحايا المرض من الانتحار.
- *هلاوس
ويتحدث أحد المؤرخين الاجتماعيين عن نظرية الحداد الناقص، مستعيناً بأبراهام لينكولن الرئيس الأمريكي، فقد تعرض في سنوات شبابه لاضطرابات ذات طبيعة انتحارية، وكاد أن ينهي حياته، في غير مرة، ويبدو أن هذا السلوك يرتبط ارتباطاً مباشراً بموت والدته، حينما كان في التاسعة من عمره، وكذلك بالحزن الدفين الذي فاقمه موت شقيقته، بعد عشر سنوات من ذلك، واستناداً إلى الرؤى التي استخلصها هذا المؤرخ الاجتماعي من نجاح لينكولن في تجنب الانتحار، يسوق حججاً مقنعة لا تدعم، وحسب فكرة أن الفقد المبكر يعجل بالتصرفات التي تنطوي على إلحاق الأذى بالنفس، لكنها تدعم أيضاً السلوك نفسه الذي يصبح استراتيجية يستعين بها الشخص في مواجهة مشاعر الذنب والغضب التي تنتابه والتغلب على نزوعه نحو الموت انتحاراً.
- *اضطرابات